توماس ساذرلاند

توفي المعلم توماس ساذرلاند الذي كان محتجزًا في لبنان لأكثر من ست ساعات حتى أطلق سراحه عام 1991، وغادر الحياة بسلام في منزله في فورت كولينز، الجمعة عن عمر يناهز 85 عامًا، وكان المعلم يعمل في جامعة ولاية كولورادو بعد خروجه من الأسر، واختطف ساذرلاند مع عدد من الأميركيان في لبنان، بما في ذلك مدير مكتب صحيفة أسوشيتد برس تيري أندرسون على يد جماعة متطرفة في الثمانينات، وكان ساذرلاند عميد كلية الزراعة والعلوم الغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت اختطفته جماعة إسلامية في عام 1985.

ورفع هو والرهائن الآخرين قضية ضد إيران لدورها في دعم حزب الله الذي نفذ عملية الخطف، وادعى أنه تعرض للاعتداء الجسدي، وفي إحدى المرات ضرب بهراوة مطاطية على قدميه ثم على باقي جسمه حي أصبح لونه أسود وأزرق، وصرح اندرسون، السبت: " قضيت ست أعوام في الأسر مع تومي، لقد وضعنا في نفس الزنزانة وأحيانا ربطنا بنفس السلاسل، كلما كانوا ينقلونا كنت أنا وتومي معًا، وقد كان رجلًا لطيفًا".

وعلمه ساذرلاند الفرنسية عندما كانا في الأسر، وتابع أندرسون: "كان يتحدث الفرنسية بطريقة جميلة، وقد كنا نتدرب على الأفعال، وقد كان رجلا يتذكر كل شخص يقابله، ولا أعرف كيف كان يتذكر الجميع ولا ينسى أحدًا، وكنا معتادين على التحدث عن أشياء فعلناها أو أماكن زرناها في السجن، وتحدث دائمًا عن الأشخاص الذين قابلهم في حياته وقد كان رجلا رائعًا جدًا".

وعمل في منصب أستاذ فخري عند عودته إلى وطنه بعد أن أطلق سراحه في عام 1991، وذكرت صحيفة دنفر بوست أنه تبرع بالملاين لمنظمات الفنون في المنطقة في كبره، وولد ساذرلاند في أسكتلندا وذهب إلى كولورادو بعد زواجه ليدرس علم الحيوان في الجامعة، لمدة 26 عامًا، ثم تولى منصب عميد كلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت مع زوجته جين التي كانت تدرس اللغة الإنكليزية في الجامعة نفسها.

وأشار رئيس جامعة كولورادو توني فراند في بيان نشر على موقع الجامعة إلى أن الجامعة كلها تجتمع اليوم لتكريم بطل حقيقي، الذي كان يعتقد أن فهم علوم الزراعة يمكن أن يخفف من جوع الناس، وكان يؤمن بأن التعليم يمكن أن يكون قوة الخير والضوء في عالمنا، الذي سيساعدنا في تجاوز الحدود والخلافات بين الدول"، وأوضح نائب الرئيس ريك ميراندا أن كان توماس ساذلاند مثال مذهل للشجاعة والقوة والنزاهة، وسنفتقده بشدة كمنارة للمجتمع المحلي وصديق شخصي للكثيرين".

وتابع: "نشعر بالحزب الكبير لوفاته، ولكننا نعتبر انفسنا محظوظين لأننا شاركناه رحلة لا تصدق، قلوبنا مع عائلته وأصدقائه في هذا الوقت العصيب"، وكتب توماس وزوجته جين كتاب في عام 1996 عن محنتهم في الشرق الأوسط تحت عنوان "تحت الخطر"، وتابعت الجامعة أن هذا المعلم كان دائمًا من متطوعي المجتمع ودعم الكثير من المنظمات غير الربحية في فورت كولينز، وفي عام 2014 حصل على وسام مؤسسي الجامعة تقديرا لخدماته ومساهمته في التعليم العالي في جميع أنحاء العالم وتأثيره الغير عادي في تطوير الجامعة.