"رحـلات التسـوّق" وسيلـة لعلاج "توحّد" الأطفـال

يُعتبر التسوّق إحدى الأدوات العلاجية الرئيسة لتحسين حالات أطفال مصابين بطيف التوحد، وتنمية مهارات اجتماعية يحتاجون إليها، إلى جانب الفروسية والسباحة، لاسيما أنهم يشعرون خلاله بمتعة وسعادة، وذلك وفقاً لمدير مركز التوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، هيثم حياري.
ويوضح حياري أن رحلات التسوّق الأسبوعية، تساعد على تقليل السلوكيات غير المرغوبة لدى هذه الفئة من ذوي الإعاقة، وتجعل منهم أشخاصاً منضبطي السلوك (من خلال وقوفهم في طابور المحاسبة)، ومعتمدين على ذواتهم (دفع أسعار المنتجات التي يختارونها).
ويوظف مختصو العلاج نشاط التسوّق في تحسين مهارات عدة لمصابي اضطراب طيف التوحد، وفق حياري، وذلك من خلال التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، إضافة إلى مهارات معرفية، من خلال مرور المصاب بمراحل عدة أثناء التسوق، تبدأ بركوبه الحافلة للوصول إلى المتجر، وقراءته أسماء المنتجات، وتحديده أيها يرغب بشرائها (غالباً تكون الشوكولاتة والعصائر والحلويات)، إلى جانب إجراء العمليات الحسابية أثناء دفع أسعار المشتريات، فضلاً عن استخدامه اللغتين الاستقبالية والتفاعلية.
وتواجه أُسر الأطفال المتوحدين تحديات عدة، حين تخرج بهم من المنزل للتسوق، كونهم لا يعون تطبيق معايير التسوق المتعارف عليها، ما يتسبب في مواقف محرجة في معظم الأحيان، خصوصاً في حال لم يكن هذا الطفل تم تدريبه وتأهيله من قبل المختصين على قواعد التسوق.
ويبلغ عدد الطلبة ذوي التوحد في مركز التوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، 32 طالباً وطالبة في الفئة العمرية من خمسة أعوام إلى 13 عاماً، ثلاثة منهم جرى استقبالهم خلال العام الجاري، بينما يوجد سبعة طلاب آخرين في فرع للمركز بالشارقة، و15 من الطلبة في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، ممن تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، موزعين على المراحل الدراسية المختلفة، وتحرص المدينة على تقديم خدمات تخصصية متكاملة لهم.
وأكد حياري سعي المدينة، من خلال الرعاية المقدمة للأطفال من ذوي طيف اضطراب التوحد، إلى دمجهم في المدارس ورياض الأطفال، وتنمية وعي الأُسر للتعامل معهم عبر إشراكها في برنامج الإرشاد الأسري، وفي جميع المراحل التعليمية لتفعيل دورها، كما تعمل على توجيه رسائل توعية عبر وسائل مختلفة للمجتمع حول اضطراب طيف التوحد، من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات والمحاضرات، وتنظيم زيارات للمدارس والجامعات والجهات المختلفة، إضافة إلى دمج طلبة المركز بالمجتمع عبر مشاركتهم في الأنشطة الخارجية.