الطلبة الأجانب في ألمانيا

توضح دراسة، أشرف عليها المعهد الاقتصادي الألماني، أن كثيرًا من الأكاديميين الأجانب يفشلون في إيجاد موطئ قدم في سوق العمل في ألمانيا، على عكس الطلبة الأجانب، الذين تخرجوا من الجامعات الألمانية. وأظهرت الدراسة، التي قام بها المعهد الألماني للاقتصاد "IW"، أن "الدراسة في ألمانيا هي مفتاح نجاح الطلبة الأجانب في دخول سوق العمل الألمانية". وتوصلت الدراسة، التي تم تقديم نتائجها في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إلى أن "الطلبة الأجانب، الذين يتابعون دراستهم في الجامعات الألمانية، يتوفرون على حظوظ كبيرة في الحصول على عمل في ألمانيا، مقابل أجر جيد".
ويُبين أحد المشرفين على هذه الدراسة فيدو غايس أن "الطلبة الأجانب الذين حصلوا على شهادات جامعية ألمانية يتوفرون أكثر من غيرهم على مؤهلات يحتاجها سوق العمل، لاسيما في مجالات الهندسة والرياضيات والعلوم الطبيعية"، موضحًا أن "الشركات الألمانية المتوسطة والمؤسسات الاقتصادية تبحث عن خريجين جامعيين، ممن يملكون مهارات في هذه المجالات، ولهذا السبب، سيكون في إمكان الطلبة الأجانب، الذين أنهوا دراستهم في ألمانيا، أن يلعبوا دورًا حاسمًا في سد النقص الحاصل في اليد العاملة المتخصصة، الذي تعاني منه البلاد".
ويؤكد مدير جناح السياسة التعليمية في المعهد الألماني الاقتصادي هانس بيتر كلوس أنه "خلال الأعوام المقبلة، سيكون سوق العمل في حاجة إلى 640 ألف من خريجي الجامعات والمهنيين سنويًا، بغية الحفاظ على ثبات عدد العاملين في البلاد"، ويرى أن "هناك مؤشرات إيجابية تدل على إمكان الاستفادة من الطلبة الأجانب، في التغلب على نقص الكفاءات، الذي تعاني منه ألمانيا، ومن بين هذه المؤشرات إقبال الطلبة الأجانب على الدراسة في الجامعات الألمانية"، مشيرًا إلى أنه "حسب معطيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تعتبر ألمانيا إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا أكثر الوجهات الطلابية في العالم"، لافتًا إلى أن "الطلبة الأجانب يأتون إلى ألمانيا بغية البقاء فيها، وأن 80 % منهم يقبل العمل في ألمانيا، بعد انتهائهم من الدراسة"، معتبرًا أن "هذا الارتباط الذي يجمع الطلبة الأجانب بألمانيا أكبر من ذلك الذي يجمع بين الطلبة الأجانب وبلدان استقبالهم مثل فرنسا أو هولندا أو بريطانيا".
وحسب دراسة المعهد الاقتصادي الألماني فإن ثلث الطلبة الأجانب في ألمانيا عبروا عن رغبتهم في البقاء في ألمانيا، بعد إنهاء دراستهم، لمدة ثلاثة أعوام على الأقل، وهوما أكده هانس بيتر كلوس، بالقول "بالفعل ما يقرب من نصف الطلبة الأجانب، من الذين أنهوا دراستهم في ألمانيا، فضلوا البقاء فيها، وهذا ما سيجعل قبول الطلبة الأجانب في الجامعات الألمانية أمرًا جذابًا للولايات الألمانية، التي تتحمل عبئ تمويل التعليم العالي في ألمانيا".