أزمة استيعاب التلاميذ النازحين في لبنان

يواجه العام الدراسي الجديد الذي اطلق في لبنان الاثنين تحدي استيعاب ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف تلميذ سوري بعمر الدراسة ممن نزحوا إلى لبنان هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم . وهذا الرقم هو المسجل في لوائح مفوضية اللاجئين، لكنّ التقديرات التي تتحدث عنه الهيئات الاهلية و الاجتماعية تفيد عن وجود نحو 450 ألف تلميذ نازح على الأقل في لبنان، ذلك أن المسجلين في لوائح المفوضية لا تتجاوز نسبتهم الـ60 في المئة من النازحين في أفضل الأحوال.
وعليه، يفوق عدد التلامذة السوريين عدد التلامذة اللبنانيين في القطاع الرسمي بنحو 150 ألف تلميذ، إذ إن عدد التلامذة اللبنانيين في القطاع الرسمي 290 ألف تلميذ وفق مصادر وزارة التربية.
الناطقة بإسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيروت دانا سليمان أعلنت انه "لا يمكن إحتضان جميع الأطفال النازحين وإدخالهم إلى المدارس نظرا الى العدد الكبير الموجود في لبنان"، ولكنها أشارت الى أن "هناك تحضيراً بين المفوضية ووزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية لفتح صفوف خاصة للنازحين السوريين بعد الظهر في المدارس الرسمية، حتى يكون من الممكن استيعابهم، إضافة إلى النشاطات الكلاسيكية في المدارس الخاصة".
وقالت سليمان في تصريحات صحافية الاثنين ان "عدد النازحين المسجلين لدى المفوضية وصل إلى 726 ألف نازح وفق الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها المفوضية"، لافتةً إلى أن "هذا العدد لم يكن متوقعا وهو يشكل مفاجأة ويضع المفوضية في موقف صعب، كونها باتت عاجزة عن تقديم كل المساعدات الضرورية لكل النازحين، فمنهم من يضطر للانتظار فترة طويلة قبل وصول دوره، نظرا لحجم التمويل غير الكافي مقارنة مع الحاجة التي تتزايد يوميا، مع دخول أعداد هائلة من النازحين بشكل يومي".
وأضافت ان "النازحين بمعظمهم يأتون إلى لبنان وهم بحاجة لكل شيء من مكان سكن إلى طعام وشراب ولباس، إضافة إلى العناية الصحية والمدارس"، موضحة أن "هناك صعوبات كبيرة على مستوى الإيواء إذ إن لبنان ليس لديه طاقة استيعابية كافية، مع وصول هذه الأعداد الكبيرة في وقت قصير".
وزير التربية حسان دياب الذي ناقش هذه الازمة وسبل معالجتها مع وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور أمس الاثنين قال: إن "الوزارة ترحب بكل تلميذ يمكن للقطاع التربوي الرسمي أن يستوعبه، بعد تسجيل التلامذة اللبنانيين، ووفقاً لقدرات البنية التحتية للمدارس ومستلزمات فتح شعب جديدة".
وأكد دياب أنه "لا مجال لاستيعاب 300 ألف تلميذ إضافي في المدارس الرسمية حتى لو كانوا من اللبنانيين". ويشير إلى أن "القطاع التعليمي الرسمي استوعب العام الماضي 33 ألف تلميذ سوري جديد إضافة إلى 18 ألفاً كانوا من المقيمين في لبنان".
واستبعد دياب اللجوء إلى دوامات بعد الظهر "نظراً الى عدم جدوى الأمر من الناحية التعليمية وفق الدراسات العلمية"، لافتاً "الانتباه إلى أن الوزارة قد تعمد إلى فتح صفوف لتلامذة الحلقة الثالثة فقط في بعض المناطق المكتظة التي تعاني من حالة طارئة".
و أضاف ان "استيعاب 50 ألف تلميذ إضافي يستلزم فتح شعب جديدة يلزمها تعاقد مع أساتذة جدد، ونحن عاجزون عن دفع مستحقات المتعاقدين الحاليين". وأكد دياب أن الأمر"يحتاج إلى تمويل من الجهات المانحة أو إلى قرار حكومي استثنائي".
أما وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعورفقال : أن " معطيات الوزارة تفيد بأن 35 في المئة من التلامذة السوريين لا يذهبون إلى المدارس". وأشار إلى أنه "سيتم وضع خطة خاصة باستيعاب التلامذة النازحين الأسبوع المقبل، مؤكداً أن التنفيذ والاستيعاب مرهونان بتأمين التمويل اللازم من الجهات المانحة".