واشنطن ـ رولا عيسى
واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة أميركية حديثة، عن أن 12٪ من المراهقين مع حلول نهاية دراسة الثانوية العامة يتناولون الأدوية المنشطة لأسباب أخرى غير علاج نقص الانتباه المفرط "ADHD"، وأن كثيرًا من الآباء يجهلون أن أطفالهم يتناولون هذه العقاقير في محاولة لتعزيز أدائهم الأكاديمي.
وقالت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة
ميتشيغان، إن من بين الآباء والأمهات الذين لم يتناول أطفالهم عقاقير ADHD، قال 1٪ فقط إنهم يعتقدون أن أطفالهم تناولوا الأدوية المنشطة بوصفة طبية، بما في ذلك الريتالين، أديرال وفيفانس، كدواء للتحفيز على الدراسة.
ووصف طبيب الأطفال في جامعة ميشيغان الدكتور ماثيو ديفيس، الفجوة بين سلوك الطالب وشك الأبوين، بأنه "عدم تطابق كبير"، وقلق الأهل بشأن تعاطي هذه العقاقير يظهر بنسب عالية جدًا، وهي بنسبة 54٪ من الآباء البيض، 38٪ من الآباء الأميركيين الأفارقة و37٪ من الآباء اللاتينيين، موضحًا أنهم "قلقون جدًا" بشأن تناول أبنائهم المراهقين الأدوية بطريقة غير مشروعة في أوقات الدراسة في مجتمعاتهم، ولكن 27٪ فقط قالوا إنهم تحدثوا إلى أطفالهم بشأن عقاقير الدراسة.
وأكد مدير "C.S. Mott Children's Hospital's National Poll on Children's Health"، أن هذا يمكن أن يكون عدم تطابق خطير، وهو أن استخدام الأدوية المنشطة من قبل الأطفال من دون الإصابة بمرض ADHD يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق الحاد، وزيادة غير طبيعية في ضربات القلب، وارتباك الذهن وهو يحدث في حالة إدمان المراهق للأدوية، وبالنسبة إلى السجلات، فإنه لا يوجد أدلة على أن للأطفال غير المصابين بالمرض، ويتناولون الأدوية المنشطة بوصفة طبية لتحسين الأداء الأكاديمي.
واستشهد ديفيس بالعديد من الدراسات، فضلاً عن خبرته الخاصة، وقال "إن الأدوية المنشطة تحسّن الأداء الأكاديمي لدى الأطفال الذين يعانون من ADHD، وكثير من الأطباء يعترفون بأن المنشطات قد تعزز القدرة على التحمل والتركيز لدى الأطفال الآخرين، ولكن لن يقوم أحد بإجراء مراقبة عشوائية لإثبات ذلك.
وقد أُثير نقاش أخلاقي حي على استخدام العقاقير المنشطة لغرض التفوق الأكاديمي، وخلاصة القول، إن أطباء الأعصاب والبيولوجيين يعتقدون أن هناك سببًا وجيهًا للأطفال لفهم أنهم يقومون بعمل غير أخلاقي عندما يتناولون مثل هذه العقاقير، وحرص الآباء في استطلاع أجرته C.S. Mott على فكرة أن المدارس يجب أن تتحدث إلى التلاميذ عن مخاطر استخدام العقاقير أثناء الدراسة، فقال 76٪ إن على مسؤولي المدرسة التصدي لتلك الأخطار، وأكد 79٪ أن الأطفال المصابين بـ ADHD ويأخذون مثل هذه الأدوية يجب أن يحتفظوا بأدويتهم في مكان آمن مثل مكتب الممرضة، وهو إجراء من شأنه أن يقلل من توافرها.
وأكد ديفيس، أن الدراسات الاستقصائية وجدت أن استخدام الأدوية المنشطة كدواء للتحفيز على الدراسة يتركز بشكل كبير بين الأطفال البيض، وأقل انتشارًا بين الأطفال الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية أو الأفريقية، وقد يكون هناك مشكلة في المجتمعات الغنية والطموحة أكاديميًا، ويبدو أن الكثير من الآباء والأمهات لديهم أسباب لعدم الاعتراف باحتمال تناول أطفالهم العقاقير، وإن هؤلاء الآباء والأمهات قد يرون هذه الأدوية بشكل مختلف عن الأدوية غير المشروعة التي يشتريها الناس في الشارع، وتمثل عدم رؤية تعاطي المنشطات على أنه أمر غير مشروعة خطرًا كبيرًا، مضيفًأ "نحن نعلم أن المراهقين قد يتشاركون في تناول العقاقير على أساس أنها تساعدهم في قضاء وقت أكبر في المذاكرة للحصول على درجات أعلى، لكن خلاصة القول هو أن "هذه الأدوية التي يتناولها المراهقين من دون وصفة طبية تحمل مخاطرة جدية على صحتهم".