لندن ـ كاتيا حداد
لندن ـ كاتيا حداد
كشف معلمون أن الاختبار الجديد للقراءة للأطفال في سن السادسة في بريطانيا سيكون بلا تأثير أو تأثير ضئيل، علي معايير محو الأمية، أو تعلم القراءة والكتابة في المدارس الابتدائية.
وأوضح تقييم رسمي للتقرير، الذي رصد 600 ألف طفل لأول مرة الصيف الماضي، أن غالبية المدارس تعتقد
أنه لم يقدم أي شيء جديد عن قدرة التلاميذ.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف المعلمين يعتقدون أن الاختبار كان "صعبا للغاية"، وكان غير مناسب إلى حد كبير للتلاميذ ذوي القدرات العالية أو للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يدرسون اللغة الإنكليزية كلغة ثانية.
وكشفت التقرير أن غالبية المدارس كانت مؤيدة لاستخدام مجموعة متنوعة من أساليب مختلفة لتعليم القراءة، وليس التركيز الحصري علي نظام التعليم الصوتي الذي تفضله الحكومة.
ويُنظر إلى هذه النتائج بمثابة ضربة للائتلاف الحاكم، الذي أمر المدارس التابعة للدولة في جميع أنحاء بريطانيا بتقديم التقييم الجديد.
وكجزء من الإصلاحات، من المفترض أن يقوم التلاميذ بدقة "بفك كود" قائمة مكونة من 40 كلمة باستخدام الطريقة الصوتية، والعودة إلى الطرق الأساسية التي يقوم فيها الطالب بتقسيم الكلمة إلى أجزاء رئيسية.
وتشمل القائمة عدد من الكلمات الوهمية الغير موجودة في اللغة، للتأكد من أن التلاميذ يستخدمون النظام الصوتي بشكل صحيح.
ويهدف الاختبار تمييز التلاميذ الذين يواجهون صعوبة في الاختبار بعد عام من التعليم الإجباري، والسماح للمدرسين باستهدافهم لتقديم مزيد من المساعدة إليهم.
وأوضحت وزارة التعليم أنه تم استخدام هذا الاختبار لتحديد حوالي 235 ألف طالب، ممن لم يرتقوا إلى المعايير المطلوبة في القراءة الصيف الماضي.
غير أن تقييم امتحان العام الماضي، والذي اعتمد على مقابلة 940 معلما و844 من استشاري محو الأمية، وجد أن هناك لامبالاة واسعة النطاق تجاه هذه الاختبارات.
وأشار التقييم إلى " أنه حينما تم سؤالهم بشكل مباشر عن آرائهم، عبر الربع فقط من منسقي محو الأمية عن رأيهم بأن هذا الفحص أو التقييم يقدم للمدرسين معلومات مفيدة".
وقال غالبية المدرسين الذين تم اللقاء معهم كجزء من دراسة الحالة"إن التقييم يقدم الحد الأدنى من التأثير على معايير القراءة والكتابة في مدارسهم في المستقبل".
ويبدو أن وجهة النظر هذه تنبع من حقيقة أن عدد كبير من المعلمين يعتقدون أن نتائج هذا التقييم لا تقدم لهم شيء جديد.
ومن المقرر أن يخوض التلاميذ في جميع أنحاء إنكلترا اختبار صوتيات في منتصف حزيران/ يونيو للمرة الثانية، ويعتقد الوزراء أن علم الصوتيات يجب أن يستخدم كطريقة وحيدة لتعليم الأطفال القراءة.
وكشف التقرير الأخير أن المعلمين كانوا ايجابيين بدرجة كبيرة للغاية تجاه اعتبار علم الصوتيات نهجا لتعليم التلاميذ القراءة، وإسهامه في تطوير مهارات القراءة في سن مبكر.
غير أن الدراسة خلصت إلى أن "غالبية المدارس، بالرغم من ذلك، تدعم استخدام طرق واستراتيجيات أخرى جنبا إلى جنب مع علم الصوتيات".
وأضاف "أن معلمي السنة الأولى اختلفت وجهات نظرهم بشأن ما إذا كانت معايير ملاءمة الاختبار، حيث أشار عدد كبير من المدرسين إلى انه كان صعبا للغاية".
وأثيرت بعض القضايا بشأن مدى ملاءمة الاختيار للتلاميذ ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، وذوي القدرة العالية، ومن يدرسون اللغة الإنكليزية كلغة إضافية.
وتأتي هذه الاستنتاجات بعد دعم أعضاء الاتحاد الوطني للمعلمين مقترحات مؤتمرهم السنوي الأخير لمقاطعة اختبارات الصوتيات في عام 2014.
وقال متحدث باسم وزارة التعليم إن"اختبارات الصوتيات تضمن حصول الأطفال المتعثرين في القراءة على المساعدة التي يحتاجونها بشدة، وفي اختبار العام الماضي، حينما حدد المعلمون أكثر من 235 ألف طفل في سن السادسة عشر متخلفين عن القراءة ، اظهر الاختبار قيمته".
وأضافت الأمين العام للاتحاد الوطني للمعلمين كريستين بلور أن "هذا التقرير سيقدم نتائج غير مريحة بشأن القراءة لوزير التعليم مايكل غوف ، فأنه ليس لديه نتائج إيجابية بشأن اختبار الصوتيات".
ويوافق الاتحاد علي عدد كبير من النتائج ، ولاسيما مع النتيجة النهائية التي ترى أن المدارس تعتقد أن هذه الاختبارات لا تقدم لها أية معلومات جديدة عن قدرة التلاميذ، ويجب أن يتم استخدام علم الصوتيات جنبا إلى جنب مع طرق أخرى لتعليم القراءة، وهذا بالفعل ما يحدث الآن.