تونس - أزهار الجربوعي
قرر وزير التربية التونسي الجديد سالم الأبيض فتح تحقيق للكشف عن المسؤولين عن تصعيد التوتر بين الوزارة والنقابات، وذلك بالتوازي مع إجراء حركة تعديلية في التعيينات والإعفاءات من المناصب الإدارية، فيما اقتحم مجموعة من المتشددين دينيًا من المحسوبين على التيار السلفي في تونس مبيتا (سكنًا) جامعيًا للطالبات في العاصمة التونسية، احتجاجًا على إقامتهن لحفلة، بدعوى نشر الفكر الإسلامي وتطهير المبيت، في حين أكدت نقابة التعليم الأساسي، الجمعة، أنها قررت تنفيذ إضراب إنذاري، الأربعاء 24 نيسان/ أبريل 2013، بسب ما اعتبرته "انسداد آفاق الحوار الجدي والمسؤول مع الحكومة ووزارة الإشراف". وأعلن وزير التربية التونسي الجديد سالم الأبيض فتح تحقيق ضد المسؤولين عن تصعيد التوتر بين وزارة التربية والنقابة. وقال وزير التربية سالم الأبيض "إنّ هناك أطرافًا صعدت التوتر بين الوزارة والنقابات"، معلنًا فتح تحقيق بشأنهم. كما أكد أن هناك حلولا واستجابة كاملة لكثير من المطالب المهنية لتسع نقابات، موضّحًا أنّه سيواصل الحوار مع النقابة العامة للتعليم الثانوي . وأفادت مصادر مقربة من وزير التربية التونسي سالم الأبيض، أنه بصدد القيام بتعديلات مهمة وجوهرية ستملأ بعض الخطط الوظيفية في صلب الوزارة لغاية تحسين جودة أداء الإدارة، تشمل إعفاء العديد من الإداريين وتعيين آخرين، على غرار إعفاء الكاتبة العامة للوزارة راضية الطايع من مهامها، إعفاء رئيس مكتب العلاقات مع المواطن من مهامه، وتعويضه بأستاذ تعليم الأول فوق الرتبة عبد الله الطبابي، إعفاء كاتب عام المهن التربوية في سوسة من مهامه، إعفاء مدير عام مساكن وزارة التربية من مهامه، وتعويضه بمنصف عوادي، إلى جانب تعيين المتفقد الأول للمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية الهاشمي العرضاو مديرًا لبيداغوجيا (مجموع طرق التدريس) ومواصفات المرحلة الإعدادية في الإدارة العامة للبرامج والتكوين المستمر. وقررت وزارة التربية التونسية تركيز كاميرات مراقبة في مراكز إيداع الامتحانات في المندوبيات الجهوية (المحلية)، تفاديًا لمشكل تسريب امتحانات الباكالوريا (الثانوية العامة) الذي وقع العام الماضي، كما تم تكليف المندوبين الجهويين (المحليين) بالإشراف على توزيع مواضيع امتحانات البكالوريا وإيصالها إلى مراكز الامتحانات، إلى جانب مواصلة التنسيق مع وزارة الداخلية والدفاع الوطني في ما يتعلق بتأمين مختلف مراحل نقل المواضيع. وأكدت عدد من طالبات المبيت الجامعي "باردو 2" في العاصمة التونسية، أن السكن الذي يقيمون فيه تعرض إلى حادثة اقتحام من قبل عدد من الملتحين والمتشددين دينيًا، الذي رفعوا شعار" تطهير السكن من الرجس والدنس، و"القصاص"، احتجاجًا على إقامة الطالبات لحفلة داخل المبيت. وأكدت مديرة المبيت أن مجموعة من الملتحين اقتحموا ساحة المبيت وأثاروا حالة فزع ورعب وفوضى بين الطالبات، مما اضطرها للاتصال بعناصر الأمن التونسي التي حالت دون اقتحامهم غرف الطالبات، وأوضحت أن المجموعة المتشددة نفسها كانت طالبت من إدارة السكن الجامعي في وقت سابق، بالسماح لهم بإقامة خيمة دعوية لنشر الفكر الإسلامي بين الطالبات، ونهيهن عن بعض الممارسات التي يرون أنها غير أخلاقية، كما أكدت بعض الطالبات أنهن تعرضن إلى مضايقات بشأن أسلوب لباسهن وعلاقاتهن الشخصية من قبل أشخاص مجهولين. وأعلن عضو النقابــة العامــة للتعليم الأساسي في تونس المولدي الراجحي خلال ندوة صحافية، الجمعة، في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل (كبرى المنظمات النقابية في تونس)، إقرار اضراب انذارى يوم الاربعاء 24 نيسان/ أبريل الجاري، على خلفية ما وصفه بـ "انسداد أفق الحوار الجدي والمسؤول مع الحكومة ووزارة التربية". وعلّقت نقابة التعليم الأساسي الإضراب 4 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مقابل التزام الحكومة ووزارة التربية بالتعجيل في إصدار النظام الأساسي والترقيات المهنية وضبط رزنامة (المفكِّرة أو النتيجة) لجلسات التفاوض بشأن الترفيع (الترقية) في منحة مستلزمات العودة المدرسية، واعتبار المدرسة الابتدائية مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلال المالي. وأصدرت وزارة الداخلية التونسية بيانًا نفت فيه ما أعلنته النقابة العامة للتعليم الثانوي، بشأن عودة ممارسات البوليس السياسي، المتمثلة في تسلّل عدد من أعوان أمن إلى المؤسسات التربوية، على خلفية قرار الاتحاد العام التونسي للشغل القاضي بإضراب أساتذة التعليم الثانوي يوم 17 نيسان/ أبريل 2013، وأكدت الداخلية التونسية أن هذه المعطيات لا أساس لها من الصحة. وطالبت وزارة الداخلية في بلاغها بمدها بمعطيات دقيقة بشأن الحادثة، إن وُجدت، مشددة على مُضيها نحو تكريس عقيدة أمنية جديدة قوامها (أمن جمهوري فى خدمة المواطن).