لندن - ماريا طبراني
ضاقت الفجوة بين أداء الفتيات والفتيان في نتيجة المستوى النهائي لأول مرة منذ 5 سنوات حيث يحتفل آلاف الطلاب في جميع أنحاء البلاد بنتائج مستويات AS و A، وانخفضت نسبة A* الممنوحة للطلاب هذه السنة للعام الخامس على التوالي وفقًا لما أشارت إليه الأرقام الرسمية على عكس توقعات الخبراء التي سبقت يوم النتائج، وتراجع عدد الأولاد الذين حصلوا على درجات عليا بنسبة 0.2% العام الماضي بينما ظل عدد الفتيات اللاتي أحرزن A* مستقرا قليلا مع انخفاض بنسبة 0.1% فقط، وبشكل عام انخفضت نسبة الطلاب الحاصلين على A* و A في بريطانيا، حيث أحرز ربع الطلاب فقط درجات عالية.
وحققت مدارس ويلز معدل منخفض في الدرجات العالية حيث تراجعت نسبة الحصول على A* من 7.3% إلى 6.6%، وأحزرت الفتيات نجاح أفضل من الفتيان في هذه المنطقة، حيث تراجعت نسبة الفتيان الحاصلين على A* من 7.8% إلى 6.7%، وأظهرت أرقام Ucas وجود نحو 424 ألف طالب في المستوى النهائي في التعليم العالي في بريطانيا اعتبارا من منتصف الليل مع زيادة بنسبة 3% عن العام الماضي، وارتفع عدد طلاب الاتحاد الأوروبي في الجامعات إلى ما يقرب من 27 ألف طالبا وهو أعلى رقم يسجل منذ أي وقت مضى، وزاد الرقم عن العام الماضي بنسبة 11%، ولا تزال درجات A للفتيات خارج أداء نظرائهن من الذكور بنسبة 25.9% للفتيات و25.8% للفتيان، ولا تزال الرياضيات المادة الأكثر شعبية مع نسبة قيد 11% ويليها اللغة الإنجليزية بنسبة 10.1% والأحياء بنسبة 7.5% وفقا لإحصاءات المجلس المشترك للمؤهلات (JCQ).
وتراجع القيد في اللغات الأجنبية الحديثة بشكل كبير هذا العام إلا أن مسؤولي هيئة الامتحانات أوضحوا أنهم يشعرون بالتشجيع بعد زيادة نتائج A* في اللغة الفرنسية والألمانية والإسبانية، وزادت درجات A* في الألمانية بنسبة 1.3%، وتتبع هذه الأنباء مخاوف أوفستد العام الماضي بشأن جودة تعليم اللغة في المدارس، وذكر متحدث باسم اتحاد التدريس NAHT ردا على النتائج " ينبغي أن نتأكد من وجود ما يكفي من المعلمين المدربين لتقديم اللغات، على أن تقدم المدارس الدعم لطلاب الابتدائية الذين يواجهون تحديات في تعلم اللغة، وهناك حاجة إلى استراتيجية وطنية لمعالجة هذا التراجع المستمر".
وأفادت الحكومة أنها حريصة على تشجيع المزيد من الطلاب لأخذ اللغات في المدارس بعد الكشف عن أن أداء بريطانيا في مواد اللغات لم يمكن جيدا مقارنة بالمتوسط العالمي وفقا لما تبن من خلال مسح المفوضية الأوروبية للغات عام 2013، وهناك تراجع بنسبة 8% في عدد الطلاب الذين يقيدون في اللغة الصينية في المستوى النهائي، كما انخفض عدد الطلاب الحاصلين على AS وA في اللغات بشكل عام العام الماضي، ويذكر أن الفرنسية والإسبانية والألمانية كانت أقل وطأة هذا العام وهو ما يشجع الطلاب على أخذ اللغات في مستوى GCE level، ويقول مايكل تيرنر مدير عام JCQ " بشكل عام النتائج لم تتغير نسبيا ومع ذلك فإن التحول في أنماط القيد وإدخال مواصفات جديدة على المواد ربما يؤدي إلى تقلبات أكبر في نتائج العام على أساس سنوي في بعض المدارس والكليات".
وانخفض عدد الامتحانات التي اتخذت بنسبة 1.7% من 850.749 العام الماضي إلى 836.705 على الرغم من زيادة عدد المراهقين في سن الدراسة في بريطانيا، وتأتي هذه النتائج بعد التغيرات في فصل مستويات AS و A والتي أدخلت مع المنهج الدراسي الجديد لأول مرة هذا العام، وأعرب مالكوم تروب الأمين العام لجمعية قادة المدارس والجامعات عن قلقه إزاء تراجع القيد في اللغات الأجنبية والمواد الإبداعية مثل الموسيقى والتصميم والتكنولوجيا، محذرا من استمرار الانخفاض بعد تقليل ميزانية التعليم في مرحلة ما بعد 16 عام، وأضاف تروب " تشير هذه الإحصائيات إلى حقيقة أن الكليات تواجه صعوبة متزايدة في عمل دورات تعليمية في ظل قلة عدد الطلاب بسبب ضغوط التمويل الشديدة، ويمر مستوى ما بعد 16 عام بوضع محزن ويحتاج لمعالجة عاجلة، نحن في خطر من أن نصبح محاصرين في حلقة مفرغة في ظل انخفاض القيد في هذه المواد الهامة، ما يعني وجود عدد قليل من الناس لتدريس هذه المواد في المستقبل، وهو ما أدى إلى أزمة التوظيف الجارية، ويجب على الحكومة استثمار مزيد من الأموال في تعليم مرحلة ما بعد 16 كمسألة مُلحة".