لندن ـ كارين إليان
تسعى إحدى المدارس الإسلامية في بريطانيا، الى إعطاء دروس للتلاميذ الذين لا تتجاوز أعمارهم 11 عاماً من أجل مساعدتهم على التعرف أكثر على الدعاية العنيفة التي يروج لها تنظيم "داعش" ومنع المتطرفين من إستقطابهم عبر الإنترنت.
ويجلس الإمام محمد إحسان الله مع التلاميذ لمناقشة تعاليم القرآن الكريم، وإظهار كيف يسيء تنظيم "داعش" تفسيره، مشيراً إلى إعتقاده بوجود حرب أيديولوجية تحتاج إلى تعليم الطلاب الرسالة الحقيقية للقرآن الكريم لمنع تأثرهم بالأفكار المتطرفة، كما أكد على أنه لا يوجد دين يحضُّ علي الكراهية، وإنما جميعها تعمل على تعزيز السلام.
وطوال الثمانية أشهر الماضية، قام مركز "الحراء" بإعطاء دروس لمكافحة فكر تنظيم داعش، إلي جانب أيضاً تعليم الأخلاق والآداب والدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأضاف داوود مسعود وهو مدير المركز بأنهم يعلمون التلاميذ كيف يبدو تنظيم داعش، وما هي الحقوق التي ينبغي أن يحصلوا عليها. فالجماعة الإرهابية بحسب ما يقول أبعد ما يكون عن الإسلام الذي لم يتحدث عن قتل الأبرياء، وإنما يحث على إلقاء السلام عند لقاء شخصٍ ما.
وأوضح مسعود بأنه وفي بعض الأحيان تقوم وسائل الإعلام المحلية بالترويج لتنظيم داعش، بينما يتطلع الشباب عبر مواقع التواصل الإجتماعي الى هذه الدعاية التي تدعو إلى العنف. وهو ما يجعل من الضروري إقامة مناقشة مفتوحة مع الشباب للتأكد من عدم وصول التفسير الخاطئ للقرآن إليهم عبر الإنترنت.
وقال الطالب زيشان شازاد البالغ من العمر 16 عاماً بأنه حضر دروساً في مركز الحراء لمدة ثلاثة أعوام، وقد تعلم بأن تنظيم داعش لا يؤمن بمعتقدات الآخرين، فضلاً عن تعلمه السلام وإحترام الجميع. وواصل حديثه قائلاً بأن تنظيم داعش يروج عبر العديد من الفيديوهات عن نشاطه بالأسلحة و العنف، وهو ما يشاهده الشباب. كما انه يعرف إثنين من الأشخاص شاهدا هذه الفيديوهات المقنعة تماماً، ولكنهما يعلمان بأن ما يروج له الجهاديون ليس صحيحاً.