مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية

قدم مركز التدخل المبكر في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خلال العام الدراسي الجاري، خدماته لــ163 طفلًا من ذوي الإعاقات المختلفة، وذلك من أجل تطوير مهاراتهم الأساسية في الحياة، وخلق طاقات إيجابية فعالة لديهم، حسب مدير المركز، محمد فوزي، الذي أشار إلى أنه بعد تشخيص الحالات وتقييم مهاراتها، يجري توزيعهم على أقسام المركز المختلفة وفق نوع الخدمات التي يحتاجون إليه.

وأوضح فوزي أن هناك 107 أطفال في قسم الإرشاد الأسري، و45 آخرون تم إلحاقهم بقسم التدريب، إضافة إلى 11 آخرين في قسم الإعاقة البصرية.

وأفاد بأنه حتى نهاية العام الماضي تم فحص ما يزيد على 4710 أطفال، تبين أن بينهم 1446 طفلًا وطفلة (نحو 30%) لديهم مشكلات في المجال السلوكي أو اللغوي أو السمعي أو البصري أو الحركي، واحتاج 825 طفلًا (17.5%) إلى إعادة تقييم من فريق التدخل المبكر.

وبيّن أن المركز يعد الأول من نوعه في تقديم خدمات تدخل مبكر متكاملة للأطفال من ذوي الإعاقة، منذ اليوم الأول حتى عمر خمسة أعوام، مشيرًا إلى أن التعامل السليم مع المشكلات، التي تظهر على الطفل في هذه المرحلة، يكسبه كثيرًا من المهارات، ويجنبه مضاعفات عدة قد تظهر لاحقًا وتؤثر في عملية دمجه بالمجتمع.

وأضاف: "دأبت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة التوعوية، انسجامًا مع رسالتها في العمل المشترك للحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتوعية المجتمعية، وفي الوقت ذاته التعريف بإمكانات ذوي الإعاقة، والدفاع عن قضاياهم، وصولًا إلى تمكينهم في مجتمعاتهم، مستفيدة بذلك من مجموعة الشراكات المجتمعية والعلاقات الوطيدة مع مؤسسات المجتمع المحلي، إيمانًا منها بأهمية هذه الشراكات في تحقيق أهدافها"، ولفت إلى "حملات عدة نظمتها المدينة، منها برنامج المسح والكشف المبكر عن الإعاقة والتأخر النمائي، الذي ينظمه المركز منذ عام 2006، ويستهدف طلبة المدارس في المرحلة الأولى، ثم تطور البرنامج ليشمل الطلبة في رياض الأطفال ودور الحضانة، وفي عام 2015 تم استحداث برنامج الكشف المبكر للأطفال الرضع من عمر ثلاثة أشهر حتى 24 شهرًا، وبذلك أصبح برنامج المسح للأطفال ممتدًا من عمر ثلاثة أشهر حتى ستة أعوام، ويكون على مدار العام ليشمل أماكن متنوعة في الإمارة، منها المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، إضافة إلى دور رياض الأطفال والحضانات في المدارس الحكومية والخاصة".

وأوضح فوزي أن العمل على مرحلة الطفولة المبكرة بمثابة استثمار طويل الأمد، يعود بالنفع على المجتمع، إذ إن من 5% إلى 10% من مجموع الأطفال لديهم عجز في النمو، وتشير الاستراتيجيات الحديثة إلى ضرورة تحديد هؤلاء الأطفال من خلال برامج المسح النمائية ومراقبة تطور النمو لدى الأطفال.

وتابع أن الدراسات والأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يستفيدون من خدمات برامج التدخل المبكر، تظهر عليهم بوادر واضحة في التطور في المجالات الأكاديمية والاجتماعية.

وأكد حرص مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بوصفها أول مؤسسة تعنى بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة على مستوى الدولة، على أن تدخل "العلاج بالموسيقى" أخيرًا ضمن خدماتها الرامية إلى توظيف أحدث الأساليب التربوية والتعليم في تطوير عملية تعليم طلبتها، وذلك بالتعاون مع عدد من الجامعات التعليمية خارج الدولة وداخلها.