عدن - صوت الامارات
استنكرت الحكومة الشرعية تمويل جمعية «قطر الخيرية» لمشروع طباعة الكتاب المدرسي للمدارس الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وقالت وزارة التربية والتعليم في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" «إنه لا يخفى على أحد ما قامت به ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية الدستورية من تحريف وتغيير مناهج التعليم العام في الجمهورية اليمنية بما يتواكب مع فكرها السياسي والديني الطائفي الخبيث».
وأضافت «من أجل ذلك تدين الوزارة إقدام جمعية قطر الخيرية على تمويل طباعة تلك المناهج الدراسية المسمومة والهدامة لفكر الطالب اليمني وعقيدته ووطنيته ومستقبله»... مؤكدة أنها مناهج تؤسس للتطرف الفكري والديني والمجتمعي.
وأكدت الوزارة أن «قطر الخيرية» بتبنيها لمشروع طباعة المنهج الدراسي المحرف والمصبوغ بالطائفية فإنها «تشارك ميليشيا الحوثي في تسميم عقل الطالب اليمني، وتساهم في التعدي على التعليم في اليمن بتضمينه الشعارات والأفكار العقائدية المزيفة التي تؤسس لمزيد من الصراع المذهبي بين أبناء الوطن الواحد».
وكانت «قطر الخيرية» قد نشرت مناقصة لمشروع طباعة الكتاب المدرسي لطلاب اليمن في المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية.
إلى ذلك، رصدت إحصائية حقوقية حديثة ارتكاب الحوثيين نحو 27 ألفا و554 انتهاكا، جرى توثيقها في قطاع التعليم بأمانة العاصمة، خلال الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2018 والشهر نفسه من العام الحالي.
وأشار التقرير الذي أصدره مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، إلى أن الانتهاكات توزعت بين قتل خارج القانون واعتداءات وتعذيب واعتقالات ونهب للمرتبات والمساعدات الإنسانية وتجنيد الأطفال من المدارس وفرض الفكر الطائفي وفرض شعارات الميليشيا إلى جانب تغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.
وبين التقرير الذي صدر بعنوان «نحو المجهول» أن فرق الرصد وثقت (21) حالة قتل خارج القانون، و(5) حالات قتل تحت التعذيب و(297) حالة اعتداء جسدي وتهديد، وصدور أحكام سياسية بإعدام (10) مديري مدارس ومدرسين وطلاب.
وأشار التقرير إلى أن الاختطافات في المؤسسات التعليمية من قبل ميليشيا الحوثي التي تم رصدها (568) حالة شملت مديري مدارس ومشرفين ومدرسين ومدرسات وطلاب وطالبات، تعرض منهم (92) حالة للإخفاء القسري، وتعذيب وحشي في سجون الميليشيا لعدد (122) حالة.
ورصد التقرير قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بنحو (157) حالة اقتحام للمنشآت التعليمية حكومية وخاصة بين مدارس ومناطق تعليمية ومعاهد وقنوات تعليمية... كما تم رصد عدد (396) حالة تجنيد للأطفال دون السن القانونية، و(3277) حالة نهب للمرتبات والمساعدات الإغاثية، وعدد (8929) حالة فصل وظيفي لمعارضين للميليشيا، إلى جانب توثيق 65 حالة اعتداء على وقفات احتجاجية سلمية لمعلمين.
وفي مجال الانتهاكات الفكرية والاعتداء على الهوية الوطنية ونشر الفكر الطائفي فقد كشف التقرير عن رصد (2903) فعاليات وأنشطة ودورات ثقافية أقامتها الميليشيا الحوثية لطمس الهوية الوطنية وأجبرت المدرسين والطلاب على حضورها.
وبحسب التقرير فقد سجل فريق الرصد عدد النازحين والمهجرين من أمانة العاصمة عدد (8370) حالة.
وأوضح مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبير أن ما تمكنت فرق الرصد الميدانية من توثيقه من انتهاكات رغم المخاطر الكبيرة عليهم خلال عام تعتبر نذرا يسيرا جدا مما يحدث على الواقع، مؤكدا أن التعليم في أمانة العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي تعاني وضعاً مأساوياً كارثيا ينذر بمستقبل مجهول في ظل الممارسات التي تقوم بها الميليشيات في المؤسسات التعليمية ومكاتب التربية والمدارس من تطييف للتعليم والسعي إلى تغيير الهوية الوطنية، وتسيد مفاهيم العنف والسلاح ونشر ثقافة الموت والمقابر، وفرض واقع مليء بالكراهية لا يقبل التعايش والسلام.
وحذر الزبير من المخاطر الكبيرة لقرار الحوثيين مؤخراً إلزام خريجي الثانوية العامة بالتجنيد الإجباري، على حاضر اليمن ومستقبله حيث يستهدف هذا القرار إلى تحويل عشرات الآلاف من الشباب إلى أدوات بيد المشروع السلالي كمخزون لاستمرار صراعه وحروبه الأبدية التي تستهدف الوطن والإقليم، بدلا من التحاقهم بالجامعات والمعاهد العلمية والتدريبية والمهنية والفنية لبناء وتنمية اليمن.