لندن - ماريا طبراني
أوضحت البروفيسور سوزان ميلنز رئيس قسم القانون في جامعة ساسكس أن كل شيء مُباح لديهم من أجل التحاق الطلاب بدراسة القانون لديهم، فهم لا يفرضون دراسة أو عدم دراسة مواد معينة على الطلاب، ولكن نقطة الانطلاق هي اختيار الطالب، ولهذا إذا كنت تفكر في دراسة القانون في الجامعة فإن أي موضوعات أو مواد تختارها سيكون مقبول تمامًا بالنسبة إلىى مسؤولي التقديم في الجامعات شريطة أن تكون درجاتك مرتفعة.
وأكدت ميلنز على سبيل المثال أنهم إذا مروا بالأداء الفني أو الدراما فربما يهتمون بمجال المسرح، وسيكون من الجيد رؤية مزيج من الدراما واللغة الإنكليزية والتاريخ، وعادة ما يبلىى الطلاب بلاء حسنًا في هذه المواد في المستويات النهائية، وتابعت: "نحن نبحث عن طلاب جيدين من مستوى –A أو AAB، ونفضل رؤية طلاب أقوياء أكاديميًا بدلًا من أن نكون محددينن للغاية بشأن ما ينبغي عليهم القيام به، ودايمًا ما أقول إلى أولياء الأمور إذا كان ابنكم يحب الجدال والنقاش لهدف ما فربما يناسبه المهن المكتبية، ولكن إن كان نوع مختلف فيناسبه مهنة محامي ولكنها شهادة واحدة للمهنتين".
وأضاف مرشد الاختيارات في جامعات راسل غروب أن السعي إلى درجات جيدة دون تحديد المواد أمر شائع، وأوضح المرشد أنه يجب على الطالب أخذ مادتين مساعدتين للحفاظ على الخيارات مفتوحة ويشير ذلك إلى اختيار دراسة المواد الأكاديمية التقليدية بدلًا من البدائل الجديدة، فيما بّين روبرت سيل من جامعة الملكة ماري في لندن: "نعتقد أنه ينبغي على الطلاب المحتملين دراسة المواد الأكثر اهتمامًا بالنسبة لهم، نحن نعجب بالطلاب الذين يستطيعون التفكير بشكل واضح بشأن لماذا يرون هذه المواد وثيقة الصلة بدراسة القانون في الجامعة، ومن غير المرجح أن تنظر الجامعة إلى طالب مرشح إذا قدم أكثر من مادة غير أكاديمية في المستوى النهائي، نحن نبحث عن القدرة على الكتابة والتنظير والتعقل والمناقشة، إنها عوامل تؤخذ في عين الاعتبار لكنها لا تتحكم في النتيجة".
وأفاد الدكتور لورنس إيثيرنغتون من مدرسة الحقوق جامعة يورك: "تضع الجامعة معايير عالية بدلًا من الوصول المحدود من خلال اختيار المواد"، وأجرت الجامعة مقابلات مع أكثر من ألف طالب نظرًا لحرصها على توسيع المشاركة في دوراتها التعليمية مع ضمان حصول الطلاب المحرومين على فرصة للمكان في الجامعة.
ونصح ديفيد والاس مدير الوظائف في ستراتفورد المراهقين بالتخصص في مجال اهتمامهم في المدرسة، مضيفًا: " تبحث شركات القانون على الأفضل من الأفضل، وإذا كنت قويًا في مجال العلوم يمكنك الحصول على درجة 3A*، ويضعك هذا في مكان أفضل بدلًا من تجربة التاريخ واللغة الإنكليزية التي لن تساعدك على دخول الجامعة لأنك ستحصل على درجات أقل، هناك طالبة درست الكيمياء والآن هي محامية ناجحة لبراءات الاختراع وتعمل مع الشركات الكيمياوية لأنها أدركت ما يبحثون عنه، الأمر يتعلق بإظهار أنك طالب موهوب واختيار المواد التي تثبت ذلك والحصول على أعلى الدرجات".
ويتفق الطلاب والمعلمون على أن المواد المختلفة لها مزاياها الخاصة، حيث تضمن مواد الفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية حصول الطلاب على خبرة في كتابة المقال والنقاش عندما يبدأون في دورة تعليمية تتطلب هذه الخصائص، وربما يحتاج طلاب العلوم والرياضيات تطوير مهارات الكتابة لديهم، وأضاف ملينز: "هم أقوياء في المنطق والتحليل وحل المشكلات وهي خصائص أساسية للحصول على درجة في القانون، فالقانون مناسب للغاية لهذا النوع من الطلاب".
ويؤكد طلاب القانون أنفسهم على ضرورة تعلم كتابة المقالات في أقرب وقت ممكن، وتدرس نيكول أوجيوبامو طالبة القانون في السنة الثالثة في جامعة يورك الرياضيات والبيولوجيا والكيمياء والتاريخ في المستوى النهائي، وأوضحت: "كنت أميل دائمًا إلى الرياضيات وأحب العلوم لكني سعيدة لأني درست التاريخ لأنه منحني مهارات مهمة خاصة بكتابة المقالات"، وأشارت نيكول إلى أن اللغة الإنكليزية تساعد في قراءة القضايا والأحكام، موضحة أن زملائها الذين ركزوا على اللغة الإنكليزية كانوا يشعرون بالعصبية حول أي شيء ينطوي على أرقام.
ودرست الطالبة زاهدا مانجي التي تخرجت من أكسفورد في الصيف عام 2016 الكيمياء واليبيولوجي والرياضيات، والأدب الإنكليزي في المستوى النهائي، وقالت مانجي: "كنت أتجه إلى العلوم لكني لم أفكر في القانون، لو كنت فكرت فيه لكنت حرصت على المواد الخاصة بكتابة المقالات"، فيما اعتقدت طالبة القانون والسياسة إليزي باورز في السنة الثالثة في جامعة ساسكس أن اللغة الإنكليزية والتاريخ من المواد التي كانت ستساعدها في كتابة المقالات، لكنها لا زالت سعيدة بدراسة الفيزياء والرياضيات والفرنسية والدراسات العامة.
وقالت إميلي كونيز التي تخرجت من جامعة ساسكس في صيف 2016 وتعمل الآن بعمل شبه قانوني في برايتون إن دراسة التاريخ وعلم النفس في المستويات النهائية كان مفيدًا لها في التحليل وتطوير الحجج والنظر في تاريخ القضايا وساعدها أيضا في مهارات البحث المستقل، وأجرت كونيز مشروع تأهيل موسع وأضافت: "كان ذلك رائعًا لأني لم تتح لي الفرصة للقيام بعمل وبحث خاص ووجدت ذلك مفيد حقًا"، ويشير والاس فيما يتعلق بمجال القانون: "هناك محامون ومحامون براءات اختراع، ويمكن الاختيار من بين مجموعة من المواد ستؤدي فيها بشكل جيد ويعد ذلك أكثر أهمية بدلًا من الاهتمام بمادة واحدة محددة".