الفنان سهيل بقاعين

تنطلق بين الحين والآخر مبادرات طوعية للتخفيف على الفئات التي تعاني إعاقة أو مشكلة ما، لكنّ قلةً منها تستمرّ وتكبر ويتسع نطاقها لتصبح مشاريع مؤسسية، ومن المبادرات الأردنية التي يمكن إدراجها في هذا المضمار، مبادرة الفنان سهيل بقاعين لفتح مرسم لتعليم المكفوفين الرسم، ضمن فضاءات الأكاديمية الملكية للمكفوفين. وتتوجّه هذه المبادرة إلى المكفوفين، خاصة الأطفال، وهم نوعان: المكفوفون منذ الولادة، والمصابون بالعمى الجزئي أو الضعف الحاد في النظر، أو الذين لديهم أمراض الضغط في العين.

وتعتمد فكرة تعليم المكفوف على استخدام ألوان لكلّ منها رائحة محددة تساعده في التعرف إلى اللون، قبل أن يصوغ أشكاله التعبيرية على سطح اللوحة، فرائحة النعناع مثلا تدل على اللون الأخضر، والليمون على الأصفر. واستخدام الرائحة للاستدلال على اللون يساعد الطفل المكفوف الأصمّ عموما، أما المكفوف الذي تكون حاسة السمع لديه جيدة، فيمكنه وضع جهاز بحجم كفّ اليد على قلم التلوين، فيذكر الجهاز آليا وبصورة مباشرة اسم اللون.

وأوضح الفنان سهيل بقاعين أن فكرته لتعليم المكفوف الرسم تلتقي مع ما قاله بابلو بيكاسو عن أن الرسم هو مهنته، فهو يرسم لا ما يراه بل ما يشعر به. وكشف بقاعين أنه يشتغل على التأسيس لأسلوب إبداعي يخص المكفوفين، يعدّه نوعا جديدا في المدارس التشكيلية، ويطلق عليه "أسلوب المكفوفين"، وأضاف أنه يحاول إيصال إبداعات المكفوفين إلى مناطق العالم المختلفة، إذ أقيم معرض في الجامعة الأميركية للثقافة والعلوم في بيروت عام 2015، ومعرض آخر في مدينة كان الفرنسية عام 2016، كما ستُعرض أعمالهم في كوبا خلال تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بالتعاون مع المنظمة العالمية لأندية الطيران WACA.

يُذكر أن الأكاديمية أنشئت عام 2011 بالتعاون بين الديوان الملكي الهاشمي والمجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين، ووزارة التربية والتعليم، وبرامج الخدمات الاجتماعية والنفسية والخدمات للعلاج الوظيفي المتخصص.​