التربية الفنية في مدرسة البيضاء في إمارة رأس الخيمة

ابتكرت موجّهة التربية الفنية في مدرسة البيضاء في إمارة رأس الخيمة، سمية الشرهان، طريقة جديدة لعلاج حالات تأخر الدراسة وصعوبة النطق خلال حصة التربية الفنية، إذ حولت المناسبات الوطنية والتراثية إلى رسومات ورقية وإلكترونية، ونجحت من خلال الأسلوب الجديد في علاج الطالبة هدى محمد عبدالرحمن، التي كانت تعاني "الانطوائية والتأخر في الدراسة وصعوبة النطق"، عبر التركيز على صور شهداء الإمارات والمناسبات الوطنية.

وبدأت الشرهان في تطبيق تجربتها في الرسومات الوطنية والتراثية في فصل التربية الفنية، لعلاج جميع حالات الطلبة الذين يعانون التوحد والتأخر في الدراسة وصعوبة النطق، باعتبارها طريقة مبتكرة لإخراج الطلبة من حالة الانطوائية.

وتقول الشرهان أإن هدى عبدالرحمن كانت تعاني "الانطواء"، وترفض الاندماج في المجتمع المدرسي، وتشعر بالحزن بشكل مستمر، وتصب جلّ تركيزها على رسم شخصيات كرتونية حزينة، ما أثر سلبًا في حالتها النفسية، مضيفة أنها تشعر بالعزلة أيضًا، وتجد صعوبة في التواصل مع زميلاتها في المدرسة أو التحدث مع الآخرين.

ولفتت إلى أن أفلام الرسوم المتحركة الآسيوية المدبلجة أثرت في حالتها النفسية، حيث أصبحت تميل إلى رسم الشخصيات العنيفة، وتفضّل رسم الدماء في حصة التربية الفنية.

وأضافت "تمت دراسة الحالة النفسية للطالبة، وتبيّن أنها تفضّل العزلة، وترفض الاندماج في المجتمع، كما ترفض تسليم رسوماتها في حصة التربية الفنية إلى أي أحد في الفصل الدراسي"، متابعة: "وضعت خطة لعلاج الطالبة بالرسم من خلال تغيير طريقة الرسم، والأشكال المستهدفة بالرسم، إذ بدأت بإحضار الشخصيات الكرتونية الوطنية والمناطق التراثية، وصور شهداء الوطن في اليمن، وإعطاء الطالبة فكرة عن إنجازات الدولة والشهداء الأبطال، وطلبت منها رسم المناسبات الوطنية، خصوصًا صور شهداء الوطن".

وأضافت أن الطالبة بدأت في تغيير هوايتها من رسوم الشخصيات الكرتونية الآسيوية الحزينة إلى رسم المناسبات والأحداث الوطنية، مع لمسات فرح وسعادة، الأمر الذي ساعدها على تغيير نظرتها إلى الحياة، والاندماج تدريجيًا مع الطالبات في الفصل الدراسي.

وأشارت إلى أنه تم تطوير مهارة الرسم لديها باستخدام الرسم الإلكتروني، وتصفّح مواقع الإنترنت، وتعلّم طرق الرسم بالقلم الذكي، موضحة أن "خروج هدى من الحالة الانطوائية ساعدنا على حل مشكلة صعوبة النطق لديها، إذ أصبحت تتحدث مع جميع زميلاتها في الفصل".

وأوضحت أن الرسم شكّل عاملًا مهمًا في علاج الطالبة من تأخر الدراسة وصعوبة النطق، والانطوائية، وأصبحت الابتسامة لا تفارق رسوماتها في حصة التربية الفنية، كما شاركت في معرض للرسومات أقامته إدارة المدرسة في مسرح لتشجيعها على الاندماج في المجتمع، وتحسين حالتها النفسية.