لندن ـ كاتيا حداد
كشفيا منظمو مؤتمر نقابة المعلمين في بريطان عن أنه تم إجبار المعلمين على التجسس على تلاميذهم، بناءً على المبادئ التوجيهية الحكومية الجديدة للمدارس، لمكافحة التطرف.
وأيدت الوفود في الاتحاد الوطني للمؤتمر السنوي للمعلمين في هاروغيت بالإجماع هذا الاقتراح، مطالبين بإغلاق أي نقاش في الفصول الدراسية عن القضايا المحيطة بتطرف الشباب.
وصرَّح الرئيس التنفيذي للاتحاد، أليكس كيني، أن هذه المبادئ التوجيهية الحكومية وحظر النقاش في المدارس سسيضران العملية التعليمية، مضيفًا: المدارس هي الأماكن التي يجب أن تتم فيها هذه المناقشات في بيئة من الاستفسار؛ فالمدارس هي المكان الذي يجب أن يقول الشباب فيه الأشياء التي لا تعجبهم.
وأوضح كيني أن الشباب يقولون أيضًا لمعلميهم إنهم لا يريدون مناقشة قضايا التطرف، كما استشهد برسوم شارلي إبدو التي تهاجم النبي محمد "ص"، وأن هذه الرسوم أدت إلى مذبحة كبار موظفي الصحيفة، فالشباب يخشون العواقب إذا ناقشوا قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، على سبيل المثال.
وأضافت جان نيلسن، من اندسوورث، جنوب لندن: نحن نتوقع أن المعلمين سيتجسسون على التلاميذ وإبلاغ السلطات عن الطلاب المشتبه فيهم.
وأوضحت نيلسن أنه سيتم تحذير المدارس من أنهم سيواجهون عمليات تفتيش طارئة من الوكالة الدولية للطاقة "أوفستد" للتحقق ما إذا كانوا يطبقون ويعززون القيم البريطانية ويقومون بإعداد التلاميذ للحياة في القرن الـ21، فاختصاص "أوفستد" يسمح لها بالتدخل إذا شعرت بأنه لا يتم الاهتمام بالتلاميذ بشكل كافٍ وأن المدرسة فشلت في حمايتهم من التأثيرات المتطرفة.
وأشارت رئيس الاتحاد السابق بالجيت غالي إلى أن "أوفستد" يجب أن يكون لها مكان في تحديد ما ينبغي أن يُدرس من القيم البريطانية في المدارس.
وأوضحت فيندثال بريكومر، من ريدبريدج، أن شرط تعليم القيم البريطانية كان "مدمرًا وخطيرًا"، وتساءلت: ما هي القيم البريطانية على أي حال؟
وأوضحت أن الأطفال المسلمين يتعرضون للتجريح داخل المدارس، وأضافت: رأينا هذا يحدث في برمنغهام وبرج هامليتس ويتم النظر إلى الطلاب المسلمين على أنهم مشتبه فيهم.
وصرَّح متحدث باسم حزب المحافظين أن المعركة ضد التطرف تبدأ في المدرسة، لكي يتعلم الشباب أن يكونوا مواطنين فاعلين، ويتعلمون المرونة والتسامح، تعليم القيم البريطانية الأساسية مثل الديمقراطية وسيادة القانون والحرية الفردية والتسامح واحترام الآخرين هو جزء من حملتنا الترويجية داخل كل مدرسة.
وقد تم الاشتباه في تلميذ في مدرسته لأنه أراد أن يزور جده في باكستان، فهذا أغضب التلاميذ غير المسلمين في المدرسة، وجادل واحد منهم قائلًا: إذا أردت أن أزور جدي في هولندا لن يتم الاشتباه بي، ولكن الطلاب المسلمين يتم الاشتباه فيهم.
كما تم مصادرة جهاز حاسب آلي لتلميذ بناء على شكوك من معلمه بأنه متورط في التطرف، على الرغم من أن هذا الفتى تحدث بقوة ضد الانضمام إلى الجماعات المتطرفة خلال مناقشة بشأن الجماعات المتطرفة.
وأوضح مدير المدرسة أنهم وجدوا 3 نماذج لمواقع متشددة على الكمبيوتر، وشرح الصبي عندما تم سؤاله: كيف يمكنني أن أجادل ضد شيء إذا لم أفهم ذلك بنفسي؟
وطلبت تلميذة من معلمها أن تشارك في مظاهرة للاحتجاج على القصف "الإسرائيلي" على قطاع غزة، فقال لها أنها إذا أرادت أن تذهب للمظاهرة ينبغي أن تبحث عن شخص بالغ مسؤول لمرافقتها خلال المسيرة، وحذرها من أن المبادئ التوجيهية تمنع الآخرين من فعل ذلك.