مستشار الأمين العام للأمم المتحدة البروفيسور جيفري ساكس

شهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ووزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان محاضرة، الأربعاء الماضي، في مجلس ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وألقى المحاضرة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مدير معهد الأرض، البروفيسور جيفري ساكس، وكانت بعنوان "عصر التنمية المستدامة وتحديات التعاون الدولي".

وأكد ساكس أنَّ دور الإمارات الريادي في إطار محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري، يؤهلها لقيادة الجهود العالمية في هذا الصدد، مؤكدًا أنَّ جهود مراكز الأبحاث الإماراتية ومشاريع الطاقة المتجددة والبديلة حول العالم تؤكد أحقيتها في تولي قيادة العالم لمواجهة مخاطر الاحتباس الحراري وتأكسد المحيطات والمخاطر البيئيّة التي يزدحم بها العالم.

وأوضح أنه في الوقت الذي تخلّت فيه عدد كبير من الدول المتقدمة عن أدوارها في هذا الصدد، مكتفية بإجراءات لا تتعدى ردات الفعل، ظهرت دولة الإمارات بمشاريعها الريادية حول العالم، ودراسات وأبحاث ذات تأثير استراتيجي بعيد المدى.

وأضاف أنَّ النجاحات الإماراتية تمثل انطلاقة جديدة للبشرية في مواجهة التحديات التي تواجه كوكب الأرض والمخاطر الناجمة عن الإرث البشري الثقيل، الذي تلقفه الجيل الحالي من جيل بعد الثورة الصناعية، مشيرًا إلى أنَّ تلك النجاحات يمكن أنَّ تمثل نواة تتيح للعالم الالتفاف والاستفادة.

وأكمل: "بحكم ريادتها الناتجة عن نجاحات ومبادرات سبقت بها العديد من دول العالم والنظرة بعيدة المدى التي تبنّتها في مواجهة التحديات يمكن للإمارات وأبوظبي تحديدًا التحوّل إلى مركز عالمي يقود الجهود العالمية في هذا الصدد"، مؤكدًا أنَّ العالم يقف في مرحلة تاريخية مهمة تتوافر فيها أفضل فرصة عرفتها البشرية لمواجهة التحديات البيئية عبر الحلول الذكية التي وفّرتها التقنية والتطورات التكنولوجية.

وشبّه ساكس الطاقة الشمسية بـ"النفط الخليجي" مؤكدًا أنَّ تجاوز تحديات كآليّات تخزين الطاقة المُقبلة من الشمس ونقلها سيشكل ثورة عالمية جديدة، مشيرًا أنَّ حجم الطاقة المتاحة من الشمس خليجيًا يمكن أنَّ يضيء أوروبا بأكملها.

وأوضح مستشار الأمين العام للأمم المتحدة، بأنَّ الشرق الأوسط يعاني من تحديات بيئية محدقة شكّلت عاملاً مؤثرًا في تأجيج الأوضاع السياسية والمطالب الشعبية، مؤكدًا أنَّ المنطقة تشهدًا تناميًا ملحوظًا في نسب الجفاف، وتناقصًا في نسب رطوبة التربة، إضافة إلى الارتفاعات الصارخة في درجات الحرارة، وهو ما قد يحبط جهود التنمية الاقتصادية والتعايش البشري وبالتالي تزايد الشعور بالغضب والحاجة إلى تغييرات سريعة.

وانتقد ساكس ضآلة دور مستثمري القطاع الخاص والمستثمرين في مواجهة التحديات البيئية المحدقة بالأرض، مشيرًا إلى ضرورة التوصّل إلى شراكات حقيقية بين القطاعات الحكومية العامة والقطاعات الخاصة انطلاقًا من الخطورة المشتركة لتلك التحديات، وتهديداتها على مستقبل كوكب الأرض.

وأكد مع أنَّ المنطقة هي الأغنى بين دول العالم في المواد البترولية، وامتلاكها لموارد ومصادر متجددة ضخمة إلا أنها تعاني عدم استقرار بسبب كثير من العوامل الراهنة منها: التغيُّر السريع في التركيبة السكانية، والصراعات الاجتماعية، والوضع الجيوسياسي، والهجرة الواسعة النطاق، والأزمات البيئية الشديدة، وبالتالي، من المهم بوجه خاص بالنسبة للمنطقة أنَّ تبحث عن دور قيادي فعّال في المفاوضات المُقبلة من أجل ضمان الحصول على أفضل الإمكانات والقدرات الكامنة للتنمية المستدامة في الشرق الأوسط.