جو وشياو الطالبتان في أكاديمية دالتون

يُنظر إلى النسويّة في الصين باعتبارها إيديولوجية متطرفة، وتواجَه الفتيات اللاتي يدافعن عن حقوق المرأة بالسخرية والتمييز والترهيب من قِبل الأسرة والأقران، حتى القانون الصيني لا يحمي النسويّات، ولكن طالبات أكاديمية دالتون ينظمنّ احتجاجًا غير مباشر على تلك الأوضاع داخل النادي النسوي، حيث يناقشنّ قضايا التمييز ضد المرأة بشكل جريء وخارج الإطار التقليدي.

واعتقلت السلطات العام الماضي خمس ناشطات نظمّن احتجاجًا ضد التحرش الجنسي في وسائل النقل، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وسلّطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على هذا الحدث، ورغم ذلك لم يكن لدى الصينيات أيّة فكرة عما حدث، فالحركة النسويّة لا تحظى باهتمام إعلامي في البلاد.

وشاهدت لورين جو الطالبة المؤسِّسة للنادي النسوي في أكاديمية دالتون في بكين برنامجًا تلفزيونيًّا قبل عام، وشعرت بالقلق من إحدى صور النساء في البرنامج، والتي توصف بالمرأة الرجولية، وهي سيدة تقترب من الثلاثين وغير متزوجة وتتعرض للمضايقة من قِبل الزملاء المحيطين بها، مع إظهار الأخيرين بصورة برّاقة ملفتة.

وأثّرت هذه الصورة على جو التي كان عمرها حينها 16 عامًا، ولكن الحقيقة أن الصور التي ظهرت في البرنامج عكست صورة بعض الصينيات القويات، ويستخدم مصطلح "نوهانزي" للإشارة إلى النساء اللاتي يظهرن صفات رجولية، وتعد هذه النوعية من النساء غير جذابة ومثيرة للاشمئزاز، وتتراوح صفاتهن من كونها مستقلة إلى كونها صاحبة إنجازات، إلا أن هذه الصفات لا تتناسب مع المرأة التقليدية التي تمتلئ بالوداعة والرقة.

وأسَّست جو نهاية العام 2014 مع زميلة لها تدعى تسوي يو شياو (16 عامًا) نادي نسوي في أكاديمية دالتون، وهي أحد فرع جامعة بكين، ويهدف النادي إلى عقد جلسات أسبوعية كل جمعة وقت الغداء، حيث يقوم الأعضاء بتقديم موضوع نسوي مفيد، وأضافت جو "يهدف النادى إلى مساعدة الطلاب على اكتشاف شيء جديد بالتركيز على وجهة النظر النسويّة".

وجذب النادي اهتمام عدد كبيرمن طلاب الأكاديمية، حيث يضمن حساب النادي عبر موقع "وي شات"  أكثر من 100 متابع، كما يضم قليل من الأعضاء الذكور، وفي لقاء حديث في النادى مثلت الفتيات مشهد أظهر محاولة اغتصاب من أحد الأفلام، وفي الصين لا يعد الجنس موضع للنقاش العلني في حد ذاته، وخاصة في إطار الاغتصاب، ولا تمثل جو وشياو موجة جديدة من الحركة النسائية في الصين، إلا أنهما تلقتا تعليمهما في مدارس النخبة ولديهما إمكانية للوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد الغربية، بما في ذلك دروس الإيديولوجية النسوية، وتستضيف المدرسة مدرسين أجانب وتقدم دروسًا اختيارية في سيمون دي بوفوار، وبالنسبة إلى فتيات أكاديمية دالتون أثرت النسويّة على تفكيرهم بالفعل، حتى في إطار اللغة التي تأصل التحيُّز الجندري، حسبما أفادت جو وشياو.

وذكرت شياو "أعلم بالكثير من المصطلحات التي يستخدمها الناس عن النساء من دون تفكير، وهناك الكثير من التعميمات الشائعة مثل أن الفتيات لا يجب أن تدرس المواد العلمية في الجامعة"، وقالت جو "أنا لست نسويّة راديكاليّة، ولا أعتقد بتوجيه اللوم للفرد، قضايا المساواة بين الجنسين ليست قضية شخص واحد لكنها قضية مجتمع تراكم تاريخ، وفي هذا النادي أحاول فقط إظهار المشكلة للناس وتحليلها، وأعتقد أن ذلك في حد ذاته أمر مهم".