اكسفورد - ماريا طبراني
عندما كان نيك دالويزيو، الطالب في جامعة اكسفورد، في السابعة عشر، باع تطبيقا إخبارياً Summly لشركة ياهو مقابل 30 مليون دولار أميركي، وابتكر مؤخراً تطبيق "ياهو نيوز دايجيست" الذي يطور حالياً لاستخدامه في ساعة آبل .
تعلم دالويزيو الحاسب الآلي في المدرسة إلا أن ما تعلمه لم يتعد البرامج البسيطة مثل الباوربوينت وماشابه، ولم تتضمن مناهج الدراسة أي شيء يتعلق بعمليات الحوسبة المعقدة مثل الترميز .
وعندما بدأ تحميل تطبيقات الآيفون من الإنترنت بدأ يعلم نفسه لغة الترميز Objective-C بهدف محدد وهو تعلم تصميم التطبيقات، وسنحت له فرص ذهبية وامتلأت رأسه بالأفكار، وتعامل مع كل تطبيق صممه كما لو كان تمريناً تعليمياً عزز معارفه ومهاراته من خلال التجربة والخطأ .
لم يفكر دالويزيو أثناء دراسته في المدرسة أن يعمل في تجارة المشروعات، لكن أول تطبيق رفع له على App Store، حقق 79 جنيهاً استرلينياً في يوم واحد، وكانت تلك اللحظة التي أدرك عندها أن موهبته سوف تدر له مكاسب مالية، وعندما أطلق تطبيق Summly وضع في مصاف المليونيرات أمثال لاري بيج، وجيف بيزوس، وغيرهما .
نجح الشاب في جذب مستثمرين في تطبيقه Summly مثل آشتون كوتشر، وويندي دينغ، وستيفن فراي، وبذلك ألقيت على عاهله مسؤولية كاملة عن أموال هؤلاء . ويقول إنه شعر بالخوف في أول مقابلة تلفزيونية عندما التقى ملياردير هونغ كونغ "كا شينغ" الذي استثمر 300 ألف دولار في تطبيق Summly في 2012 .
وعن التطبيق الأخير الذي يعكف على تطويره لشركة ياهو، "نيوز دايجيست" يقول دالويزيو "إن التطبيق يستند على تطبيقين سابقين "تريميت وسملي" ويوفر للمستخدم ما بين 10- إلى 12 خبراً موجزاً مرتين يومياً ما يجعله أشبه بصحيفة مكتملة، بيد أنه أكثر تميزاً من الصحف الورقية التي يمكن أن تسبب الملل لدى القارئ فيلقي بها بعيداً ليجد البديل في برنامجي الرقمي .
وعن آلية عمل البرنامج إذا كان تلخيص الأخبار يتم عن طريق اللوغاريتمات أو بواسطة عناصر بشرية، قال دالويزيو إن الأمر لم يكن إجبارياً بالنسبة إليهم فكان أمامهم الخياران، إما اللوغاريتمات أو المحررون العاديون، فوجود العنصر البشري مهم لتنفيذ مهمتين الأولى تصحيح بروفات الطباعة والثانية اختيار الأخبار .
وسأل دالويزيو عما إذا كانت التلخيصات التي تجرى على الأخبار تحسن منها وتظهرها في شكل أفضل من الخبر الحقيقي، فأجاب أن الأخبار على الوكالات مثل رويترز والوكالة الفرنسية دائماً ما تكون أطول من اللازم، وأضاف أنهم يحاولون انتقاء مقتطفات صغيرة من مصادر متعددة ولايعد ذلك أمراً سهلاً، ويقول "مازلنا نتعلم ولهذا نعتمد على العنصر البشري واللوغاريتمات أيضاً . ويتعدى الخبر كونه ملخصاً نصياً إذ نضيف إليه معلومات من الويكيبيديا، وتويتات، وخرائط، ولينكات متعلقة به . فمن المعروف أنه من السهل استيعاب كم كبير من المعلومات إذا أرفقت معها صوراً" .
وعن تطبيقه الإخباري الجديد "آبل ووتش" أوضح إنه سوف يعرض جملتين أو ثلاثة على الأكثر ولكن الكثير من الصفحات التي تستغرق كل منها خمس أو عشر ثوان .
يعتقد دالويزيو أن الذكاء الاصطناعي له خطورته في مجال الحروب مثل أي تقنيات آلية بيد أنه يرى أن الأخطاء البشرية أكثر فداحة .
ويرى أن أهم ما سيميز 2015 التخفي خلف أسماء مستعارة، وعزا السبب إلى إحجام الكثيرين عن الإدلاء ببياناتهم الحقيقية على الشبكة العنكبوتية .
قال دالويزيو إن تطبيقاته شبيهة بآليات الذكاء الاصطناعي في فيلمي Her وSiri حيث تدور حول مساعد افتراضي له شخصيته ويستطيع التطور، فلايزال الحلم يراوده في ابتكار مساعد يعلمه الأشياء التي حوله، وسوف يتحقق ذلك خلال العقد أو العقدين المقبلين . ويقول إن من مهام المساعد معرفة كم عدد السعرات الحرارية في قالب شيكولاته، وشرح جملة غير مفهومة بفضل يقظته وانتباهه طوال الوقت . ويمكن أن يطلق عليه "الدماغ الافتراضي" الذي يستطيع إدراك كل مايدور حوله من خلال بيانات ومعطيات، فيمكنه مثلاً تحليل حالة الطقس من خلال البيانات الاستشعارية التي يصدرها الجسم وتفسير تغير درجة حرارته فساعة آبل نموذج حقيقي للتنبؤ من خلال القياسات الحيوية .