الطلبة البريطانيين

أوضح أكاديميون وبعض النشطاء من الطلبة البريطانيين، أنَّ الجامعات تسعى إلى تكثيف جهودها للقضاء على العنف الجنسي والتحرش داخل الحرم الجامعي، حيث تراقب أقل من نصف جامعات "Russell Group" العنف الجنسي. وأجرت "الغارديان" البريطانية تحقيقا في هذا الشأن، ونشرت واحدة من بين 6 مبادئ توجيهية بشأن هذه المزاعم إلا أنَّ الضحايا من الطلبة يقولون إنَّها لا تؤخذ بعين الجد.

وأفادت إحدى الطالبات أنها سُئلت عن الشرب عندما أعلنت اغتصابها بينما سئلت طالبة أخرى لماذا لم تقاوم بشكل أكبر؟. وأضافت مدير كلية "Somerville college"، الدكتورة Alice Prochaska: يمكننا عمل المزيد من التدريبات، وجميعنا قد يوضع في هذا الموقف عندما يأتي إليك شخص واقع في مشكلة ونحن نصدقه ولا نفترض أنه نوع معين من الحالات.

وكتبت Prochaska، لطلاب المرحلة الجامعية عن ثقافة التحرش الجنسي في الجامعة، التي وصفتها بكونها "أمر مقلق للغاية"، مضيفةً: يجب على العاملين في الجامعة أن يشجعوا الطلاب على التحدث، وبالنسبة لمن هم في مواقع السلطة فنحتاج إلى حث الطلاب على التحدث، هم يحتاجون من يسمعهم ويصدقهم باحترام، ونحن لا نريد أيَّة اقتراحات بوقوع المسؤولية على الشخص المعتدى عليه.

ووصفت Prochaska، جامعة "Somerville"، التي تضم 570 طالبًا بكونها "حميمية نسبيًا" وأنها كلية داعمة، ولكن بالنسبة لمجال العنف الجنسي فالأمر مهمة صعبة.

وأكدت البروفيسور Nicole Westmarland، من مركز "Durham" لبحوث العنف والاعتداء، أنَّه يجب على الجامعات بذل المزيد من الجهد في هذا الشأن، إذ مضت فترة طويلة في بريطانيا والجامعات تتظاهر أن هذا لا يحدث أو أنه أمر نادر جدا، ويرجع ذلك إلى رغبتها في إظهار أن الجامعات مكان آمن للطلاب.

وأوضحت Westmarland، أنَّ الطلاب يجب ألا يحاربوا جامعاتهم حتى يعترفوا بوجود هذه القضية. وجاءت كلماتها بعد فحص 35 جامعة، من قبل الاتحاد الوطني للطلبة. وأوضح الفحص وجود نقص كبير في التدريب ودعم الاتحادات الطلابية.

وتُشارك Westmarland في مهمة لمكافحة العنف الجنسي في جامعة "Durham"، التي أنشئت من قبل نائب ومفوض الجريمة في الجامعة، وتعمل المهمة بالتعاون مع مراكز أزمات الاغتصاب المحلية لتدريب الموظفين على كيفية الرد على مزاعم العنف الجنسي. وطالبت Westmarland، الجامعات البريطانية بوضع مبادئ توجيهية وطنية للتعامل مع العنف الجنسي والتحرش.

ووصفت مؤسسة مبادرة إنهاء الاغتصاب في الحرم الجامعي في بريطانيا، سياسات القطاع الجامعي تجاه العنف الجنسي بأنها "مخجلة". وأكدت أنَّ "الجامعات في المملكة المتحدة لديها سياسات غير متسقة وغير واضحة تجاه الاعتداء الجنسي، ما يساهم في استمرار الاغتصاب دون عقاب، ما يشكل تهديدا خطيرا على طلاب الجامعة.

واعتبرت Katie Russell، من مبادرة "Rape Crisis" أنَّ الاستجابات الأولى الداعمة للكشف عن العنف الجنسي تساعد في تفادى مشاكل الصحة العقلية المحتملة في وقت لاحق، مضيفة: لا أحد يتوقع أن يكون المعلمين أو الأطباء خبراء في الأمر، ولكنهم يجب أن يقدموا استجابة مناسبة دون أسئلة، نحن نعلم أن الناجون من حوادث الاغتصاب يعانون مشاعر قاسية من اللوم الذاتي والشعور بالذنب، وإذا لم يكونوا قادرين على الاستجابة أو إذا كان الشرب طرفا في القضية فهذا هو السبب الذي يجعلهم لا يخبرون أحد ولا يسعون للحصول على الدعم.

ويُجبر الطلاب على التوجه إلى الشرطة قبل اتخاذ أي إجراء، وهو ما وصفته "Russell" بأنه سياسات غير مقبولة. وأوضحت المدير العالم لمجموعة "Russell"، الدكتورة Wendy Piatt، أنَّ جامعات النخبة لا تأخذ ضحايا الاعتداء الجنسي على محمل الجد، مضيفةً: وهذا لا يعكس جهود جامعات "Russell"، إذ أنَّ مؤسساتنا تأخذ أيَّة مضايقة أو إيذاء أو عنف للطلاب بشكل جاد في الواقع، لدينا سياسات وإجراءات صارمة للتعامل مع هذه الأمور وهذا جزء من مسؤوليتنا لضمان سلامة ورفاهية الطلاب.

وأضاف متحدث باسم الجامعات البريطانية: تُراعي الجامعات شؤون رعاية الطلاب بشكل جاد وجميع الجامعات لديها سياسات وإجراءات لحماية الطلاب من التحرش أو العنف، كما تشارك الجامعات في مبادرات وأنشطة خاصة بمثل هذه القضايا مع الاتحادات الطلابية للمساعدة في تغيير هذا السلوك.