هريستو غريتشيف

أوضح مدير المحتوى الإعلامي في "تومسون رويترز" هريستو غريتشيف أن قراء ومتلقي الأخبار هم اللاعبون الرئيسيون في تحديد أهميتها، مطالبًا وسائل الإعلام بمجاراتهم بعرض ما يهتمون به، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من وسائل الإعلام التقليدية كالصحف بات لديها استديوهات أخبار خاصة لإنتاج مقاطع مسجلة وأفلام وثائقية بهدف استقطاب المزيد من القراء والمتابعين لها.

وأفاد في ورشة عمل نظمتها "رويترز" خلال منتدى الإعلام العربي 2015، تحت عنوان "الأنماط الجديدة لرواية القصة الإخبارية" أن محرري الأخبار فقدوا سيطرتهم في طريقة العرض، بعدما أضحت مرتبطة بما يفضله المشاهدون، مؤكدًا أن وسائل الإعلام التقليدية باتت مطالبة بالعمل بجهد أكبر لإيصال الأخبار بطريقة أفضل للمتلقين، بحيث تكون في مجملها قصيرة ذات اعتماد على أهم الأحداث، ومطولة بالنسبة للتحقيقات التي تسمح للقارئ التعمق في الخبر ومعرفة تفاصيله من جميع الجوانب بأسلوب يتناسب مع اهتماماته، ولغة العصر الذي يشهده.

وأضاف أن عددًا من وسائل الإعلام التقليدية تبنت أساليب جديدة في عرض الأخبار لتتمكن من استقطاب الجمهور، مستحضرًا بذلك مثالًا على صحيفة الـ "غارديان" البريطانية التي أوضح أنها تركت الأسلوب التقليدي في عرض الأخبار، واتجهت إلى عرضها كأفلام قصيرة، أو وثائقية يمكن للقارئ مشاهدتها ومعرفة الأحداث اليومية من خلالها.

وبيّن أن القنوات التقليدية مثل "بي بي سي" التي جعلت من رؤيتها الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين، أصبحت تعتمد على ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي في عرض بعض الأخبار.

واعتبر أن الـ "بي بي سي"  تواجه مشكلة في أن مشاهديها من كبار السن، وأن الشباب يتجهون إلى وسائل التواصل الحديثة، وهو ما يشكل تحديًا أمامها لعرض الأخبار بطريقة تشد انتباههم، وأن المحطة نفسها عرضت الأخبار بوسائل تفاعلية، إذ إنه يمكن للقارئ أو المشاهد الحصول على المعلومات من خلال مقاطع مسجلة قصيرة، أو رسوم معلوماتية، أو مقالات تعرض الأخبار بأسلوب جديد، إضافة إلى تبنيها أسلوبًا جديدًا لطرح الخبر من وجهة نظر القارئ الشاب.

وذكر أن شبكة الجزيرة الإخبارية لجأت إلى مثل هذه الأساليب في عرض المحتوى، وأنها سهلت للمتابعين عرض آرائهم في الأخبار التي ينشرونها ومقاطع الفيديو، وبالتالي يستطيعون مشاركة هذه الآراء مع متابعيهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويستطيعون تصفح موقعهم وتطبيقهم الذكي بطريقة سهلة، ومن خلاله معرفة أهم الأخبار.