الياس بانايسوتيس ديميتراسكوبولوس

توفي الصحافي اليوناني الياس ديميتراسكوبولوس بتاريخ 16 شباط/فبراير في دار لرعاية المسنين في أثينا عن عمر يناهز 87 عامًا، وكان الياس من الصحافيين الذين فروا من اليونان بعد انقلاب عسكري حدث في عام 1967، واتهم الحاكم العسكري اليميني بتحويل نصف مليون دولار للحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية لريتشارد نيكسون في عام 1968. وذكر كاتب سيرته الذاتية جيمس بارون أن وفاة الصحافي اليوناني جاءت نتيجة لمضاعفات مرض باركنسون، وكتب روبرت داليك في عام 1998 في كتاب "العملاق المعيب"، "أتت وثائق التبرعات السريعة بالكثير من الضرر لحملة نيكسون، وقد تكون الوثائق من بين تلك التي سعى اللصوص إليها عندما اقتحموا المقر الوطني الديمقراطي في مجمع مكاتب ووترغيت في عام 1972".
 
وضغط الياس في أول زيارة له إلى واشنطن على الكونغرس والبيت الأبيض لوقف الدعم للدكتاتورية العسكرية اليونانية، والتي كانت الحكومة الأميركية تنظر اليها وكأنها مضادة للشيوعية في جنوب أوروبا. وانهار المجلس العسكري في عام 1974 بعد غزو تركيا لقبرص، واستعيدت الديمقراطية في نهاية المطاف، لذلك تمكن الياس من استعادة جنسيته اليونانية، ولكنه بقي في واشنطن، وعاد الى أثينا العام الماضي.
 
وجمع دوره الغامض كصحافي مع أجندة سياسية الكثير من الحلفاء والأعداء حوله اتفقوا جميعا على أنه شخص غريب، حيث أنه لم يتعلم أبدا القيادة وأجرى بأعماله من كبينة هاتف في نادي جوكي، ووفقا لروبرت داليك ومصادر أخرى فان الصحافي اليوناني أخبر لوراسن اوبراين الابن الذي كان يدير الحملة الانتخابية للرئيس هيوبرت همفري عام 1968 أن المجلس العسكري اليوناني ضخ 549 ألف دولار أي ما يعادل حوالي 3.7 مليون دولار اليوم الى خزائن نيكسون وأن مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ريتشارد هيلمز يستطيع تأكيد حدوث الصفقة.
 
وكتب داليك "أخذ أوبراين القصة الى الرئيس ولكن الرئيس ليوندون جونسون رفض التصرف حيال الأمر، ولم يسأل هيلمز للتحقيق في الأمر ولم يسرب الأمر للصحافة". وهذا ما أخبر أوبراين الياس في وقت لاحق". واختتم داليك أن الرئيس جونسون كان لديه ثلاث أسباب، أولها أنه يعتبر الياس مثير للمتاعب وثانيها أن وزارة الخارجية الأميركية كانت تأمل في انكار طلبه للجوء السياسي، وثالثها في أن جونسون في ذلك الوقت لم يرغب في تقديم مساعدة لهمفري، أو أنه لا يريد مواصلة استفزاز نيكسون خوفا من أن يحاكم اذا أصبح نيسكون رئيسا للبلاد عن الفترة التي قضاها مستشار في البيت الأبيض.
 
وظهر غضب وزارة الخارجية على الياس مرة أخرى في عام 1977 عندما ألقي عليه اللون في عرقلة ترشيح ادارة كارتر لوليام سكوفيل كسفير في اليونان، وكان سكوفيل لديه شكوك في الوضع الاقليمي من الجزر اليونانية قبالة السواحل التركية. ونقل مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز عام 1977 بيانات وتسجيلات نسبت الى مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية تقلي ظلالا من الشك على اصرار الياس بأنه كان مقاتلا في المقاومة السرية ضد النازيين في اليونان في الحرب العالمية، اضافة لشكوكهم حول تطوعه للخدمة في وكالات استخبارات أجنبية، ورفع الياس ضد وكالة الاستخبارات الأميركية قضية في عام 1983 لتطهير سمعته، وخلصت الوكالة ألا وجود لإثباتات للمزاعم الأصلية في ملفاتها.
 
وولد الياس بانايسوتيس ديميتراسكوبولوس في أثينا في الأول من كانون الأول/ديسمبر عام 1928، وكان والده دليل أثري في الاكربولوس وتزوج في عام 1953 من ضابطة خدمة معلومات أميركية وتطلقا بعد سنة من زواجهما وليس لديهما أي أطفال. ودرس في جامعة أثنيا للاقتصاد والأعمال وأصبح عام 1950 محررًا سياسيًا لصحيفة "الصباح كاثيميريني"، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1958، وحتى عام 1967 كان المحرر السياسي والدبلوماسي للكثير من الصحف اليونانية ومراسل لعدة مجلات في أميركا منها صحيفة "نيويورك هيرالد تريبيون".
 
وأصبح مستشارًا لشركة بورصة في نيويورك أثناء عيشه في أميركا، وقدم المشورة للمستثمرين في الشؤون الخارجية، وعمل منذ عام 1979 الى 1984 كمراسل لصحف يونانية مصل ماقدونيا وسالونيك. وكتب السيد براون في سيرته الذاتية عنه "بالإضافة الى عمله كصحافي استغل علاقاته الدولية والمحلية لإظهار نفسه كوسيط للمعلومات، وأصبح رابط استخباراتي سياسي يربط أصدقائه من كلا الطرفين مع زبائنه بوول ستريت، ولكنه بقي في الأساس مركزا على الاطاحة بالدكتاتورية اليونانية". وذكر أيضا أن الجمهورية اليونانية كرمته عام 2008 باعتباره بطل حرية وديمقراطية أنجز الكثير من الخدمات المميزة لليونان.