بكين - مازن الأسدي
تراقب الصين أسماء مسؤولين بارزين في وثائق "بنمـا"، عقب ظهور واحدة من التسريبات التي تعد هي الأكبر في العالم وورد فيها أسماء من نجوم السياسة والفن والرياضة لأكثر من 200 دولة وتتعلق بعمليات مالية خارجية تمت على مدار عقود.
إلا أن الصين حيث تفرض رقابة علي وكالات الأنباء ومواقع التواصل الإجتماعي من قبل الحكومة الشيوعية، فإن التقارير كانت غائبة عنها بشكلٍ واضح، بحيث أنه لم يظهر سوى تقرير واحد عل موقع وكالة "شينخوا Xinhua " الإخباري باللغة الإنكليزية ينتقد التواطؤ المشين لنيوزيلندا في المخططات، بينما لم يتطرق التقرير إلى الحديث عن دينغ جياغوي، زوج الشقيقة الكبرى لرئيس الدولة شي جينبينغ وأفراداً آخرين من العائلة، وهم تشانغ قاو و ليو يون شان الأعضاء في اللجنة الدائمة للنخبة في الصين.
وجاءت أسماء أقارب الرئيس الصيني الثلاثة في القائمة كإداريين أو مساهمين في الشركات التي تدخل ضمن الملاذات الضريبية، وسط حملة رفيعة المستوى حول الفساد في بكين. وقد أظهر موقع فري ويبو Free Weibo للرصد بأن " بنما " و " ملفات بنما " هي ثالث أكثر كلمات شغلت مواقع التواصل الإجتماعي في الصين، ولكن كليهما قد تم حجبهما.
كما تم حذف مئات من المنشورات على الشبكات بما فيها سينا ويبو Sina Weibo و ويشات Wechat والتي تناولت هذا الموضوع منذ صباح الإثنين، بحسب ما ذكرت بي بي سي BBC على الرغم من تصدر "هاشتاغ" في وقتٍ سابق. وكشفت القناة عن حذف 481 مناقشة من صفحات عدة. وفيما يلي نوضح كيف تمت تغطية الموضوع في كافة أنحاء العالم:
في روسيا، خصصت صحيفة المعارضة "نوفايا غازيتا" سبع صفحات حول تفاصيل أسماء المحيطين بالرئيس فلاديمير بوتين ممن وردت أسماؤهم في التسريبات للوثائق التي تمت سرقتها من مكتب موساك فونسيكا لخدمات المحاماة في بنما، ونشرت أسماء وتفاصيل للسياسيين و المسؤولين والحكام الإقليميين والأقارب الذين لهم علاقة بتلك التسريبات.
ولكن التقارير ذكرت بأن القصة غائبة عن التلفزيون الروسي الذي تديره الدولة، في الوقت الذي كان الهجوم فيه على التغطية الإعلامية الغربية، حيث تناولت وكالة "سبوتنيك" الروسية مقتطفات مما قاله المتحدث الرسمي بإسم بوتين والذي ألقى اللوم على ما أسماه " بوتين فوبيا ".وفي السعودية، ركز تقرير صحيفة عكاظ Okaz في تناولها للتسريبات، على الإدعاءات ضد عائلة الرئيس السوري بشار الأسد مع عدم التطرق إلى الحديث عن المملكة العربية السعودية وصلتها بالتسريبات.
ولم تتناول وكالات الأنباء التي تديرها الدولة السورية في تقاريرها بشكلٍ واضح تسريبات بنما، على الرغم من تسمية إثنين من أبناء عم الرئيس الأسـد في التسريبات. فيما أبرزت المعارضة من خلال موقع Enab Baladi على الإنترنت والذي أسسه نشطاء خلال ثورات "الربيع العربي" موضوع التسريبات.
وفي آيسلندا، هيمن يوم الإثنين الماضي على الصحف خبر تأسيس رئيس الوزراء مع زوجته شركة في الجزر العذراء البريطانية، وسط ضغوط متزايدة لتقديم سيغموندور ديفد غونلوغسون إستقالته. كما نشرت وكالات الأنباء الأيسلندية سلسلة من الموضوعات التي تناولت الحديث عن شركة وينتريس Wintris، في الوقت الذي رفض فيه رئيس الوزراء الإستقالة نافياً إرتكابه أية مخالفات في هذا الخصوص، مع التأكيد على أنه قام ببيع حصته في الشركة عام 2009.
وفي الهند، تركزت التقارير إلى حد كبير على إثنين من أبرز الفنانين، إضافةً إلى إمبراطور للعقارات. وقد تسلمت وكالة إنديان إكسبريس Indian Express الوثائق المسربة قبل ثمانية أشهر ونشرت تحقيقاتها لأكثر من 500 هندي ذكرت بأنهم على علاقة بشركات في الخارج تمثل ملاذاً ضريبياً.
وحذر وزير المالية ارون جيتلي أي شخص يفشل في إعلان الأصول غير المشروعة التي توجد في الخارج، فيما وعد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بمحاكمة هؤلاء الذين يتهربون من سداد الضرائب، مع إعادة الأموال العالقة في الملاذات الضريبية. إلا أن حكومته لم تحدث أي تقدم في هذا الشأن.
وفي ايطاليا، كشفت الصحيفة الإسبوعية الإيطالية L'Espresso عن وجود تحقيق موسع بشأن وجود 1000 من العملاء الإيطاليين ممن لهم علاقة بحسابات خارجية بمن فيهم رئيس شركة اليطاليـا Alitalia لوكا كورديرو دي مونتيزيمولو. وأشارت صحيفة L'Espresso إلى أن الوثائق أظهرت مجموعة من العقود التي تم توقيعها عام 2007 من قبل مونتيزيمولو كرئيس لشركة تسمي Lenville ويقع مقرها في بنما.
ونقلت الصحيفة عن مونتيزيمولو الذي كان يترأس شركة "فيـات" وشغل منصب الرئيس التنفيذي لـ "فيراري" في ذلك الوقت قوله، بأنه وعائلته لا يمتلكون حسابات أو شركات في الخارج. كما أبرزت الصحيفة أيضاً ورود أسماء يونيكريديت UniCredit و بنك Ubi في تسريبات بنما، ولكن البنك أوضح بأنه لا يوجد شركات تتبعه في أي من تلك البلدان، مضيفاً بأنه يدعم العملاء دائماً في الإمتثال للوائح المعمول بها في الوقت الحالي.
وفي فرنسا، نشرت صحيفة لوموند Le Monde التقارير بشكل واضح في ما يتعلق بتسريبات بنما، حيث ركزت في مقالها الرئيسي على رد الفعل في أيسلندا وما يواجهه رئيس الوزراء من نداءات تطالبه بالإستقالة فضلاً عن زعماء العالم الآخرين. وقال وزير المالية ميشيل سابين بأن السلطات سوف تحقق في الوثائق من أجل إستعادة الأموال من مئات من المواطنين الفرنسيين الذين قد يكونون متهربين من سداد الضرائب المستحقة.
أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فقد أثنى على عمل المحققين، داعياً إلى إتاحة الحماية القانونية اللازمة لهم. كما وصف التسريبات بأنها بمثابة " الأنباء الجيدة ".وفي اليابان، تعتبر وكالة أنباء كيودو Kyodo اليابانية جزءاً من وسائل الإعلام التي نشرت تفاصيل بشأن التحقيق، حيث أفادت بأن مدير سيكوم Secom ماكوتو ليدا وكذلك المدير السابق الراحل جويشي تودا قد إستخدما شركات خارجية لإدارة أصولهما.
وقالت شركة سيكوم Secom التي تعد من أكبر الشركات الأمنية في اليابان، عن أنها كشفت للسلطات الضريبية جميع المعلومات اللازمة حول إدارة الأصول من قبل موساك فونسيكا، وأنه لم يكن هناك أية مخالفات.
وفي مصر تم التركيز على الإدعاءات التي طالت عائلة الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث إرتبط إسم الإبن الأكبر للرئيس وهو علاء مبارك، بشركة خارجية تسمي بان وورلد Pan World للإستثمارت، إلا أنه لم يستجب للطلب من أجل التعليق على هذه الإدعاءات.
وفي اوستراليا، كشفت صحيفة ABC عن تورط شركة أمن إسترالية في تسريبات بنمـا، حيث وجد المحللون بأن 418 جواز سفر للأفراد في الوثائق على صلة بمئات من الشركات من خلال العشرات من مزودي الخدمة في الخارج. إلا أنه لم تكن هناك إشارة بإرتكاب الأفراد و الشركات أو البنوك مخالفة قد وردت في التقارير.