أبو ظبي ـ سعيد المهيري
كل شيء في تفاصيل الجولة السابعة من برنامج "البيت" كان يوحي بأننا أمام جولة ختامية، سواء من حيث حجم الاهتمام الإعلامي، أو لجهة ترتيبات اللجنة المنظمة، وحالة التركيز الشديدة التي سادت أداء الجميع، بما فيهم فنيو الإنتاج.
البرنامج، الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ويتم نقله مباشرة على شاشة قناة دبي الأولى، كان بالفعل بصدد جولة مفصلية واستثنائية، تجمع كوكبة من الشعراء، حققت مشاركتهم المراكز الأولى في مسابقتي "نبض الصورة" و"الشطر"، على مدار الحلقات الست الاستهلالية، بحيث يتم تأهل اثنين عن كل مسابقة مباشرة للجولة النهائية، وهو ما سيتم تكراره أيضًا بالنسبة للمتأهلين في الجولات الست المقبلة، بحيث يشهد التنافس على لقبي الجائزة الكبرى للبرنامج أربعة شعراء من كل مسابقة.
وخاض المطرب الإماراتي الشاب محمد المنهالي تجربة جديدة كليًا عليه، وهي إنشاده "الشلة"، عبر إحدى روائع "فزاع"، وهي قصيدة مهداة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وجاءت البداية الحقيقية لمسابقة "نبض الصورة" بتقديم صورة من الصور الفائزة بمسابقة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، يرصد فيها المصور مشاعر مختلفة لمجموعة من الصبية يمرحون بلعب الكرة، في ظلال خلفيات لونية وطبيعية موحية، ليكون أمام المتسابقين الخمسة بعد اعتذار أحدهم، 15 دقيقة لإنجاز بيت يحوز إعجاب لجنة التحكيم، حيث اختارت بيتًا للشاعر سعود الفليح كأول المتأهلين للجولة الختامية، ثم اختارت لجنة التحكيم بيتًا للشاعر لسلطان بن بندر، ليلحق بسابقه للجولة الختامية.
واستقبل البرنامج في الفقرة التالية شعراء الشطر الخمسة المتنافسين، وهم: ذعار الديري، الحارث وازع، هيا الدوسري، جابر بن محمد بن علوش، فيصل نايف العطاوي. بعدها تم الإعلان عن الشطر موضوع المنافسة الحية لهذه الفقرة، وهو "كل شاعر يحلم بمطلع ولكن". وبعد انقضاء المدة المحددة لهم، قدم كل واحد منهم عجزًا واحدًا.
وتأهل فيصل العطاوي بإجماع لجنة التحكيم بإحراز الأصوات السبعة، التي صوتت لصالح شطره "القصايد مسكها في ختامها"، تلاه شطر "كيف يقدر يجعل الفكرة فريدة" للشاعر الحارث وازع من البحرين، لينضم إلى فيصل في المسابقة النهائية على الجائزة الكبرى. وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك: "لقد تميز البرنامج هذه السنة عن الموسمين الماضيين، حيث تتم العمليات فيه بسلاسة، وأصبح كل واحد من الفريق مدركًا لدوره في البرنامج، وازداد أيضًا عدد المشاركين والمتابعين".
وأضاف "أصبح الجمهور يعي ضرورة تجنب التقليد، أو استلهام أشطرهم من مشاركات سابقة، بل أصبحوا يدركون أن لجنة التحكيم تستثني جميع المشاركات التي تفتقد للإبداع، أو التي تتبع نمط المشاركات السابقة". وحول مكانة الشعر عند العرب نوه بن دلموك بأن 90% من تاريخ الأمة العربية تم تأريخه بفضل قصائد وأبيات شعرية، فعلى سبيل المثال وصف الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر منذ ما يقرب من 400 سنة، في قصيدة له، 28 منطقة من الإمارات، وقام بذلك بتوثيق جغرافيا المنطقة.
واختتم بن دلموك حديثه بالقول: "لقد سارت الحلقات السبع الأولى من البرنامج بسلاسة ويسر، وأبدع القائمون على تنظيمه من لجان متخصصة في استقبال عشرات الآلاف من المشاركات وتنقيتها واختيار الأنسب منها قبل ترحيلها إلى لجنتي تحكيم "نبض الصورة" و"الشطر". ويدل ذلك على الكفاءة المتناهية والتخطيط الممتاز من قبل الفرق العاملة من وراء الكواليس، ونحن على يقين أن هذا البرنامج عند اكتماله سيضع معايير عالية لجميع البرامج التلفزيونية، التي تتناول شأن الشعر النبطي في الوطن العربي.
وحول انطباعاته بصدد تأهله للجولة الختامية، قال الشاعر سعود الفليح: "شعور الفوز يمثل الزهو بالانتصار، لقد حققت ما أطمح إليه حتى الآن، وآمل أن يكون التوفيق حليفي في المراحل القادمة، وسيبقى التحدي ماثلًا حتى اللحظة الأخيرة.
الشاعر البحريني الوحيد، الذي نجح في الوصول إلى صدارة إحدى المسابقتين الحارث بن وازع من جانبه، قال: لم أكن أتوقع الفوز في بداية البرنامج، لكنني وصلت، وكتبت العجز من منطق الباب الشعري وبنيت العجز على كلمة "ولكن" في أول سبع دقائق، وانتظرت لآخر ثمانية ثوانٍ قبل إرساله. فيصل العطاوي قال: الفوز ما هو إلا توفيق من رب العالمين، وهذه المسابقة مثل تصويب "ضربة جزاء في المرمى"، وتمكنت من التسديد وإحراز الهدف.
وتم عرض الصورة الجديدة محور المنافسة في مسابقة "نبض الصورة" للأسبوع المقبل، وهي صورة تجمع أطيافًا واسعة من طيور الحمام في ساحة كبيرة، يجلس في جانب منها طفل مشغول بأوانٍ ملونة، في حين تبدو اتجاهات تموضع الحمام شديد التباين.