عبدالله إسماعيل وأيوب يوسف في الشارقة الدولي

استضافت منصة التواصل الاجتماعي، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مساء الأحد الماضي، الإعلاميين الإماراتيين عبدالله إسماعيل وأيوب يوسف، في أمسية حملت عنوان "جماليات اللغة العربية وتوظيفها في مواقع التواصل الاجتماعي".

وشهدت الأمسية تفاعلاً كبيرًا من قِبل الجمهور الذي لم يتوقف أفراده دقيقة واحدة عن التغريد حول مجريات الأمسية عبر صفحاتهم الشخصية على هذه المواقع.

وبأسلوبه اللطيف وشخصيته المرحة، استلم الإعلامي عبدالله إسماعيل بداية الحديث مشبهًا مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الدوامة" التي إنَّ دخلتها، فلا يمكنك أنَّ تعرف كيفية الخروج منها، وتصبح جزءًا من حياتك اليومية، وأنَّ وسائل الإعلام وفي مقدمتها القنوات التلفزيونية أصبحت تستقي أخبارها من هذه المواقع، بسبب سرعتها في نشر الخبر، كما أنَّ الرقابة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ذاتية، من خلال الضمير الشخصي والرقيب الداخلي لمن ينشر على هذه المواقع.

وأكد إسماعيل أنَّ لكل لغة عصرها، فالمفردات المستخدمة في كل زمان تختلف وتتطور حسب تغيّرات الحياة، ولكن دون التخلي عن ثوابت اللغة وأساسياتها، مضيفًا أنَّ هناك حاجة ضرورية لجعل إجادة اللغة العربية الفصحى أو كتابة نص عربي فصيح جزءًا من اختبارات التوظيف، للمحافظة على لغتنا وهويتنا، وكذلك تنمية الوعاء اللغوي للإنسان، بحيث يكون قادرًا على الحديث والكتابة بلغة عربية سليمة، لاسيما أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تمنح كل من يستخدمها فرصة التحول إلى صحافي أو كاتب.

وطالب عبدالله إسماعيل بإعادة الهيبة إلى اللغة العربية من خلال الإلتزام باستخدامها في المراسلات والاجتماعات وفي مختلف أمور حياتنا، كما طالب بإنشاء قناة فضائية للأطفال في دولة الإمارات، تتضمن ما يعبّر عن لغتنا وهويتنا، مشددًا على ضرورة العمل مع الأطفال على موضوع استخدام اللغة العربية، لتشجيعهم على استخدامها في أحاديثهم اليومية مع أهلهم في البيت، ومع أصدقائهم في المدرسة، وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي.

من ناحيته، وصف الإعلامي أيوب يوسف، مقدم برنامج "البث المباشر" و"مرمس النور" و"على طاولة أيوب"، مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الوسائل الفاضحة" التي تفضح وتكشف شخصيات مستخدميها وسلوكياتهم، مضيفًا أنَّ الميزة الأهم في مواقع التواصل الاجتماعي هي التفاعل مع محتوياتها بشكل فوري وسهل، وعلى مدار فترة طويلة؛ حيث لم تعد المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، هي الوسيلة الوحيدة للتفاعل والتواصل مع الجمهور، كما هو الحال في البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

وذكر يوسف إنَّ المؤسسات والشركات الخاصة وحتى الشخصيات والمشاهير أصبحوا يستخدمون هذه المواقع للترويج لأنفسهم أولاً، ومن ثمّ للتواصل مع جمهورهم والرد على استفساراتهم وملاحظاتهم، مطالبًا "المتمكنين" من اللغة العربية بالتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع مستخدميها لتشجيعهم على استخدام اللغة العربية بشكل صحيح، ومحمّلاً في الوقت نفسه الأعمال الدرامية والسينمائية مسؤولية تشويه صورة مدرسي اللغة العربية، وهو ما أسهم في النظرة الدونية إلى استخدام هذه اللغة من قبل البعض.

واختتم أيوب يوسف الجلسة بالتأكيد على أنَّ التطورات المتلاحقة في التكنولوجيا، ولاسيما ما يتعلّق منها بالإنترنت، لا يمكن التوقع بمستقبلها، ولا بالتحولات التي يمكن أنَّ تطرأ على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها ستظل وسائل مهمة، لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن لمبتكرات تكنولوجية جديدة مُقبلة أنَّ تلغيها، ولكن ربما يتراجع تأثيرها أو الاهتمام بها.

وستستضيف منصة التواصل الاجتماعي في الساعة السابعة من مساء الأربعاء المُقبل، الفتاة تيم الفلاسي التي تعتبر أول إماراتية تؤسس قناة إذاعية عبر الإنترنت، واشتهرت عند متابعيها الشباب باسم "تيم" بعد برنامجها الشهير "تيم شو".