أبوظبي- جواد الريسي
أوصى فريق العمل المعني بتقييم ووضع الخطط الإعلامية العربية السنوية؛ والمنبثق عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بالاستفادة من خبرات وتجارب "الإعلام الأمني"؛ في الأمانة العامة لمكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الإمارات، وذلك إثر النتائج الإيجابية التي رصدها أعضاء الفريق في الأداء العام للإعلام الأمني الإماراتي، وفاعليته وأساليبه الحديثة، لاسيّما في مجال الإعلام الرقمي، وشبكات التواصل الاجتماعي؛ فضلاً عن احترافيته وشفافيته العاليتين.
وثمّن المشاركون في الاجتماع، الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، أخيرًا في العاصمة التونسية؛ وحضره عدد من ممثلي الإعلام الأمني والعلاقات العامة والتوجيه من وزارات الداخلية العرب، الدور الريادي الذي تقوم به الشرطة الإماراتية وسعيها الدائم لكسب ثقة الجمهور، والحفاظ على مصداقية إعلامها ودقته وسرعته.
وانتخب الفريق العربي رئيس وفد "الإعلام الأمني" في شرطة أبوظبي، المقدم سعيد الخاجة، نائب مدير إدارة الشؤون الفنية والإعلام الأمني بشرطة أبوظبي، لرئاسة الاجتماع، الذي ناقش الخطة الإعلامية العربية الخامسة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة؛ ووضع مشروع الخطة الإعلامية السادسة، بمشاركة ممثلين عن جامعة نايف للعلوم الأمنية والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
ودعا الخاجة إلى "تفعيل الربط الإلكتروني بين الأجهزة الإعلامية الأمنية للدول الأعضاء، لتحقيق مزيد من التفاعل وتبادل التجارب والخبرات، فضلاً عن تكثيف لقاءات التشاور بغية تعزيز العلاقات البينية للوصول إلى أفضل الممارسات حيال القضايا الأمنية والمسالك التوعوية؛ والتحديات التي تواجه شعوب وحكومات دول المنطقة على حد سواء".
وأكّد "حرص قيادة الإمارات على توفير مختلف سبل الدعم والوسائل الوقائية الكفيلة بحماية المجتمع، وتحصينه من الجريمة والأفكار السلبية الهدامة الرامية إلى تقويض أمن واستقرار المجتمعات، والعبث بمكتسباتها ومنجزاتها الوطنية".
إلى ذلك، طالب الخبير الإعلامي في شرطة أبوظبي عبدالله شاهين، خطباء المساجد ورجال الدين ومشايخ الإفتاء والدعوة وغيرهم بلعب دور أكبر؛ وتحمُّل مسؤولياتهم المجتمعية والتنوير الحضاري إزاء التوعية بمخاطر التطرف والإجرام، وتجفيف منابعه الفكرية، وبث روح التسامح والإخاء بين بني البشر.
وانتقد شاهين بعض الفضائيات ذات الطابع الديني، المسيئة إلى وجه الإسلام الحضاري، والتي تهدر طاقتها في الأمور الغيبية، والمواضيع الهامشية، مثل "السحر والشعوذة وعالم الجن"، دون الالتفات إلى القضايا المصيرية الراهنة التي تهدد أمن الناس؛ واستقرار الحياة في عالم البشر الواقعي.
وتضمّنت الخطة الإعلامية السادسة للعام الجديد 2015، التي وضعتها أمانة المجلس وأقرها الأعضاء، جملة من الأهداف، أبرزها تعزيز روح المواطنة والشعور بالولاء والانتماء القومي؛ وتنمية روح المشاركة والترابط المجتمعي، عبر ترسيخ المفاهيم الحديثة للفلسفة الأمنية التي تقوم على أنَّ الأمن مسؤولية مجتمعية، وتعميق القيم الدينية السمحة والمبادئ الإنسانية الفاضلة، وتشجيع السلوكيات المجتمعية التي تدعو إلى نبذ العنف والتطرف، وفضح الخلفيات والمرجعيات المشبوهة، والدعاوى الفكرية والسياسية والاجتماعية المضللة والهدامة بأساليب علمية حديثة، إضافة إلى العمل على تعزيز الصورة الذهنية لدور أجهزة الأمن وجهودها البناءة، وتضحيات منتسبيها في سبيل أداء واجباتهم الوطنية ورسالتهم المقدسة.
وأولت الخطة أهمية بالغة لتعظيم التعاون مع وسائل الإعلام، وحثها على مواصلة وتكثيف دورها الوطني في مجال التثقيف ورفع مستوى الحس الأمني لدى الجمهور؛ ضمن إطار المعايير المهنية ومواثيق الشرف الإعلامية، إلى جانب التعاون مع مختلف المؤسسات التعليمية والدينية ودور العبادة ومؤسسات التنشئة، ورعاية الشباب والمجمعات العمالية وغيرها.
وضمّ وفد الشرطة الإماراتي لتونس عضوية كل من رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية شرطة الغربية الرائد سعيد سهيل المزروعي، ورئيس قسم التخطيط الاستراتيجي النقيب أحمد نصيب المنصوري، ومدير فرع الصحافة في الإعلام الأمني الخبير الإعلامي عبدالله شاهين.
وشارك في الاجتماع كل من الأمين العام المساعد في الأمانة العامة للمجلس اللواء فلاح مشاري، ومستشار الأمين العام محمد نبيل عبيد، ومدير مكتب الأمين العام الدكتور محمد بابا سلامة، والدكتور محمد العميري من جامعة نايف، ومدير العلاقات العامة في الشرطة المصرية العقيد جمال حنون.