أنقرة ـ جلال فواز
نشرت أكبر صحيفة تركية تدعى زمان سلسلة من المقالات المؤيدة للنظام بعد يوم واحد من استيلاء الحكومة على مقرها، بعد ان استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في مكاتب الصحيفة في إسطنبول.
وجاء على الصفحة الأولى لصحيفة زمان التركية للعدد الصادر الأحد وهو الأول من نوعه بعد الحجز صور للرئيس رجب طيب أردوغان الى جانب عنوان " حدث تاريخي عن الجسر" دون أي ذكر للغاز المسيل للدموع خارج مقر الصحفية في اليوم السابق، وكانت قد تجمهرت حشود كبيرة صباح الاحد بطريقة سلمية للاعتراض على الاستيلاء على الصحيفة، مع تقارير عن وجود مكثف للشرطة داخل وخارج المبني، وكتب العديد من الناس على وسائل الاعلام الاجتماعي عن الموضوع للتعبير عن غضبهم.
وكشف الصحفي زمان عبدالله أيسن للاندبندنت البريطانية "اقتحمت قوة من مكافحة الشغب المبنى، وأخرجت الناس بالقوة من هناك، وامتلأ المبنى بالشرطة، وأصبحت المنطقة مثل منطقة عسكرية وطوقت الشرطة الشارع بأكمله وجاءت مكافحة الإرهاب ببنادقها، في صورة توضح أن تركيا دولة بوليسية وبنظام استبدادي."
وأضاف أن فريق من أمناء الصحيفة وصل الى مكاتبها يوم الأحد، واعدين بتقديم "صفحة محايدة وموضوعية وغير متحيزة" إلا أن طاقم العمل لم يكن مقتنعا بما قدموه، وتابع " تريد الحكومة ن تتحكم بوسائل الاعلام كي تتأكد من مصادر المعلومات التي يصل اليها الناس، لذلك نتوقع غدا أن تحصل موجة تطهير أو موجة استقالات داخل الصحيفة.
وتصنف صحيفة زمان على أنها صحيفة يومية تطبع حوالي 650 ألف نسخة يوميًا ومعروفة بكونها صوت ينتقد حكومة أردوغان وترتبط ارتباط وثيق مع فتح الله غولن مؤسس حركة حيزمت التي تصفها الحكومة بالجماعة "المتطرفة"، وتضمنت الطبعة الأخيرة قبل استيلاء السلطة على الصحفية القول بأن الصحافة في تركيا تشهد واحدة من أحلك الأيام في تاريخها، وأُمرت الحكومة رئيس تحريها ومديرها وكتابها بتغيير سياستهم التحريرية، وعطل حساب الصحيفة على توتر، وأوقفت صفحتها على الانترنت، وبدأ العمل على حذف أرشيفها.
ووصف رئيس الوزراء التركي أحمد دواود أغلو قرار الاستيلاء على الحكومة بأنه قرار قانوني ليس له علاقة بالسياسة، مضيفًا : "انه من غير الوارد سواء بالنسبة لي أو لأي من زملائي للتدخل في هذه العملية"
وحذر مفوض التوسع الأوروبي يوهانس هان أن مصادرة صحيفة زمان يهدد انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي وكتب على توتر " انا قلق للغاية حول اخر المستجدات المتعلقة بصحيفة زمان والذي يقوض التقدم الذي أحرزته تركيا في مناطق أخرى" ، مضيفًا : "سنواصل مراقبة هذه القضية عن كثب، باعتبار تركيا بلد مرشح للانضمام للاتحاد الأوروبي فعليها احترام حرية وسائل الاعلام."
وأكد هان أن تركيا كانت مؤهلة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي في عام 1997، وبدأت مفاوضات انضمامها في عام 2005، ولكن الخلاف الدائر حول قبرص وغيرها من قضايا حقوق الانسان أخر المحادثات مرارًا وتكرارًا.