القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
علق الفنان جمعه فرحات، على حذف بعض الكلمات في كاريكاتير بريشته في ذكرى رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، قائلًا، "سأترك الأهرام نهائيًّا"، ذلك هو القرار، الذي اتخذه، ردًا على نشر الجريدة العريقة لكاريكاتيره بعد تعديله، وتفريغه من فكرته الأساسية، دون الرجوع إليه، أو مراعاة أبسط قواعد المهنية.
وقال جمعه في تصريحات
خاصة لـ"مصر اليوم"، إنه "فوجئ بالكاريكاتير منشورًا، الإثنين، في الصفحة 11 في الأهرام، بعدما تم قص الجزء الخاص بالاحتفال بذكرى الزعيم عبدالناصر، وكانت فكرته الأساسية أن عبدالناصر حقق الحرية والعدالة، وأن ثورتي 25 كانون الثاني/يناير، و30 حزيران/يونيو ستحققان الديمقراطية، حيث تم قص الجزء الخاص بصورة عبدالناصر، وإزالة جملة؛ "في ذكرى رحيل عبد الناصر"؛ ليظهر الكاريكاتير دون فكرته الأساسية".
وأضاف، أن "ما حدث يعد فضيحة للجريدة العريقة، حيث إن رئيس التحرير لا يراجع موادها المنشورة يوميًّا، ومن يقوم بذلك هو قسم الديسك المركزي، في الوقت الذي كان يقوم بذلك صحفيون كبار، مثل عبدالوهاب مطاوع، وفي حالة الاعتراض على أية رسومات ساخرة، كان يتم الرجوع لصاحب الكاريكاتير ومناقشته، ولم يتم حذف شيء من الفكرة نهائيًّا في أي توقيت سابق، وما كان يتم هو عدم النشر بعد الرجوع للفنان نفسه".
وأشار جمعة إلى أن "حظر بعض الرسومات كان موجودًا إبان نظام مبارك، وتم حظره بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير لأشهر عدة، وعادت الأمور لمجاريها"، مؤكدًا أنه "سيتوقف عن النشر في الأهرام، وسيكتفي بجريدة الفجر، والتي لا تعترف بالخطوط الحمراء"، مبديًا "اندهاشه من حذف كاريكاتير خاص يشيد بالزعيم الراحل في ذكراه، والذي يحتفل به جميع المصريين، ساسةً وشعبًا".
وأضاف، أنه "من المثير أنني عندما تساءلت من قبل عن عدم نشر رسومات بعينها في الوقت الذي يتم فيه نشر بعض المقالات ذات الانتقادات الحادة، كان الرد أن المقالات غير مقروءة عكس الكاريكاتير".
وأكد عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير، سمير عبد الغني في تصريح خاص لـ"مصر اليوم" أن "ما حدث في مؤسسة الأهرام القومية مع الزميل جمعه فرحات شيء عادي ضمن عملية إجهاض الكاريكاتير في هذه الصحفية".
وأضاف أن "هناك فنانين آخرين غير جمعه قامت الأهرام بعمل مثل تلك الأعمال معهم، من خلال تغيير أو حذف تعليقات من على الرسوم الكاريكاتيرية، بحجة أنها لا تريد نكتة، بل رسوم كاريكاتيرية معبرة عن الشارع".
وأشار إلى أن "الأهرام لم يدخلها الكاريكاتير إلا في عهد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، والذي آتى بصلاح جاهين، والذي طلب من هيكل عدم تدخل أحد في الرسوم، وتكون منه مباشرةً إلى الطباعة".
وأضاف، أنه "بعد رحيل هيكل من رئاسة الأهرام، اكتأب جاهين؛ بسبب تدخلات من القيادات في الرسوم، مما يعد إهانة كبيرة للمهنة؛ لأن الرسوم معبرة عن نبض الشارع في المقام الأول، وتعبر بشكل كبير عما بداخل الفنان من مشاعر تجاه الشعب"، موضحًا أن "سقف الحرية في الأهرام أقل سقف مقارنة بصحف مصرية أخرى".