دبي – صوت الإمارات
أكد متحدثون، في فعاليات قمة "التواصل الاجتماعي"، التي عقدت الأربعاء في دبي، أن وسائل التواصل الاجتماعي أجبرت الإعلام التقليدي على تغيير شكل الرسالة الإخبارية، وطبيعة المصادر، مشددين على أن التعامل مع صحافة الجمهور ينبغي أن يخضع لضوابط ترتبط بالصدقية أولًا. وربطوا بين الفهم الخاطئ لطبيعة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وفشل مستخدمه، خصوصًا مؤسسات حكومية وخاصة ووسائل إعلام، في اكتساب ثقة الجمهور، وتحقيق النمو والانتشار، موضحين أن 10% من مستخدمي "فيس بوك" ينشرون 90% من محتواه.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة "ليكويد ثينكيج" لتطوير الأعمال، فرناندو إنزوراز، بأن النسبة الكبرى من المؤسسات ووسائل الإعلام، المستخدمة للتواصل الاجتماعي، تضع الاهتمام بمعرفة تفاصيل تكنولوجيا التطبيقات والشبكات، وتطوير منظومتها التقنية، أولوية للنجاح في استخدام هذه الوسائل، تتبعها في المرتبة الثانية طبيعة الجمهور، والشكل الاجتماعي المناسب للتعامل معهم، وهو الأمر الخاطئ والمعكوس.
وتابع: "فهم كيفية التعامل مع (فيس بوك) لن يفيد كثيرًا، إذا لم تكن الأولوية معرفة كيفية التواصل مع تجمعات مستخدميه، بالأسلوب الاجتماعي المناسب لهم، وأيضًا بالنسبة لباقي هذا النوع من وسائل التواصل".
وأشار إلى أن هذه الاشكالية يقع فيها كثير من المؤسسات، إذ تنفق على تطوير منظومتها التقنية للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بسخاء، دون أن تدرس جيدًا الكيفية الاجتماعية لهذا التواصل، والجمهور الذي تتوجه إليه.
ولفت إلى أن الآلية الصحيحة لتحقيق النجاح على هذه الوسائل، خصوصًا للمؤسسات الإعلامية، هي الاهتمام أولًا بالشكل الاجتماعي، وعدم التوجه لعموم الجمهور، بل تحديد شريحة بعينها، والتعرف إليها، ودفعها للتعامل مع المحتوى المقدم لها، واختبار صلاحيته لهم، وبناء عليه ستتكون لدى هذه الشريحة ثقة وحب للمؤسسة، وستتحول بدورها إلى وسيلة إعلان وجذب مجاني، لشرائح أخرى من الجمهور، عبر الخبرة الشخصية.
وأكد إنزوراز فاعلية هذا الأسلوب، وذكر تطبيقات مجانية متاحة للهواتف الذكية، بلغ عددها 250 ألف تطبيق، وقال إن معظم المستخدمين لا يعلمون منها سوى القليل، وربما العشرات فقط، التي تكون الأكثر استخدامًا.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للانتشار، خصوصًا موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فعلى الرغم من أن عدد مشتركيه يتجاوز مئات الملايين، إلا أن 90% من إجمالي المحتوى المنشور عليه، ينشره 10% منهم، إذ يمكن كسب ثقة الباقي من الجمهور، واستغلالهم كمحطات دعائية جاذبة لمستخدمين آخرين.
وأوضح أن توسعة دائرة الجمهور على التواصل الاجتماعي تحتاج إلى تنويع الرسالة الموجهة، فلا يصح توجيه الرسالة بصيغتها وطريقتها نفسها إلى فئات وشرائح الجمهور كافة، إذ لن تحقق النجاح المطلوب منها، فالرسائل العامة غير المتخصصة لا يعيرها المتلقي أي اهتمام.
وأوضحت الرئيس التنفيذي للخدمة العربية من شبكة "سي إن إن"، كارولين فرج، أن التواصل الاجتماعي أجبر الإعلام التقليدي على تغيير شكل الرسالة الإخبارية، وطبيعة المصادر التي يتم استقاء المعلومة منها، فنجاح الرسالة بات مقترنًا بضرورة الاختصار والتلخيص، وتركيز المعلومة في أقل قدر من الكلمات، كما زاد الاعتماد على الجمهور الصحافي، فامتلاك هاتف ذكي متحرك والوجود في موقع حدث ما، يجعلان الشخص الذي استطاع تصويره وبثه على شبكات التواصل أهم مصدر للمعلومة.
وأشارت إلى أن وسائل الإعلام التقليدية ينبغي أن تنتبه إلى أن معايير القوة الإعلامية تسحب منها لصالح صحافة الجمهور، والعنصر الأهم الباقي لها هو الأخبار العاجلة، التي تعتمد على المصادر الإخبارية المسؤولة، لذا ينبغي أن تدعم هذا العنصر، بالتعامل والتوافق مع صحافة الجمهور.