دانت لجنة مراقبة الإنفاق البريطانية المستقلة أمس قيام هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" دفع أموال طائلة لعامليها تصل إلى نحو 24 مليون جنيه استرليني للانتقال إلى المبنى الجديد "سالفورد" في شمال انكلترا دون طلب إيصالات تثبت مزاعم تكاليف اقامتهم.وأتهم نواب البرلمان المؤسسة الإعلامية البريطانية بإنها أشرفت على تبديد 'الكم الهائل من الأموال "، بعد وجد مكتب التدقيق الوطني أن كل عامل من مجموع
894عاملا قد تسلمنحو 23 الف جنيه استرليني ، لتعويضهم عن تكاليف نقلهم إلى مقر بي بي سي الجديد قرب مدينة مانشستر الذي تكلف مليار جنيه استرليني.
وأضاف النواب أنه بالرغم من ذلك ، إلا أنهم لم يضطروا إلى تقديم أدلة اساسية عن أسعار تذاكر القطارات او فواتير الخدمات لإثبات صحة طلبات او إدعاءات نفقاتهم.
وقامت المؤسسة الدفع لبعضهم أكثر من 150 الف جنيه استرليني "كبدلات إنتقال" ، لتسمح بإرتفاع تكلفة إنتقال موظفي بي بي سي إلى أكثر من ضعف التقديرات الأولية التي بلغت 11 مليون جنيه إسترليني.
وتلقى المئات من العاملين1900 جنيه استرليني شهريا لتغطية كل تكاليف الإيجار ، والفوتير ،و ضرائب المجلس في سالفورد ، بينما تلقي أخرون 3 الاف جنيه استرليني لشراء ستائر وسجاد وغيرها من اللوازم.
وتعهدت "لجنة الحسابات العامة " ذات النفوذ لنواب البرلمان البريطاني بالتحقيق في الشؤون المالية للمؤسسة ، بينما كشفت عن ان "بي بي سي" قدمت مصاريف إعادة انتقال وصلت لأكثر من 100 الف جنيه استرليني ل11 موظف، من بينهم أربع دفعات بأكثر من 140 الف جنيه استرليني، كما حصل كل موظف على 5 الاف جنيه استرليني "كحافز مالي" للإنتقال إلى سالفورد ، كما أنهم حصلوا أيضا على 350 جنيه استرليني للذهاب إلى "رحلات تعريفية".
وتلقي "جو غودوين" ، رئيس قسم خدمة الاطفال في بي بي سي، 17 الف جنيه استرليني كبدل حتى يتمكن من بيع منزله الثاني في شرق انكلترا بسعر مضمون ليدعم إنتقاله للشمال ، بينما إحتفظ بمنزله بلندن.
كما قدمت مؤسسة أل "بي بي سي" مبالغ إضافية ل91 موظفا تجاوزت بدلات إعادة إنتقالهم المعدلات القياسية غير أنهم فشلوا في تبرير أو تقديم وثائق عن هذه الإستثناءات.
ورغم ذلك لم ينتقل مدير الفرع الشمالي ل"بي بي سي" ،بيتر سالمون، خارج لندن بالرغم منأ المسؤول عن الإنتقال إلى سالفورد.
وقال النائب "فيليب دافيز" ،عضو حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا ، " إن هذه التقارير تظهر ما نعرفه بالفعل ، وهو أن الانتقال إلى سالفورد هو مضيعة هائلة من المال العام ."
كما إنتقد المكتب الوطني لمراجعة الحسابات مؤسسة بي بي سي لعدم فرضها الرقابة الكافية للمدفوعات التي قدمتها لموظفيها اثناء الانتقال ،وأن جوانب عدة من ميزانية الشركة كانت "غير عادية" بل "اكثر سخاءا مما يُقدم عادة".
وأشار المكتب الوطني لمراجعة الحسابات أن العاملين ممن لا يرغبون في الإنتقال إلى سالفورد بشكل دائم ، كان يمكنهم الذهاب للعمل يوميا الى هناك في رحلة تصل ل200 ميل من لندن لمدة عامين مقابل تلقي1900 جنيه استرليني شهريا لتغطية تكاليف تأجير شقة في المدينة، غير أن هؤلاء غير مطلوب منهم تقديم تذاكر القطارات او فواتير الخدمات لاثبات صحة ادعاءات انفاقهم .
وقال المكتب الوطني للحسابات إن " بي بي سي لم تطبق نهجا متسقا للتأكد من أن عملية نقل الموظفين تكبدت فعلا التكاليف الباهظة ولم تطلب من الموظفين تقديم أدلة على أنهم تملكوا منازل جديدة ليحق لملاك المنازل البدلات حتى بعد بدأ المدفوعات.
وإضطر الموظفون الذين كانت مكان إقامتهم شاسعة إلى تقديم نسخ من إيصالات التأجير أو فواتير الفندق ، لكن غير مطلوب منهم تقديم فواتير الخدمات".
اما لهؤلاء الذين قاموا ببيع منازلهم وإشتروا ملكياتأ في سالفورد ، فقد حصلوا علي منح مالية حيث تلقوا ما لايقل عن 85% من قيمة منازلهم القديمة في السوق.
وعلى الرغم من الشروط السخية التي تقدمها بي بي سي ، فإن عدد من الموظفين كان مسموح لهم بطلب أكثر مما هو مسموح في سياسية بي بي سي للإنتقال في العادة.
وقد وجد المكتب الوطني ان هذه الأستثناءات الخاصة "لم يتم توثيقها ، بينما أسباب قرارات منح العاملين هذه المدفوعات "غير واضح أو مفقود".
واعترفت" هيئة بي بي سي ترست BBC Trust " أن بعض الهفوات في الرقابة المالية كانت "غير مقبولة" لكنها أصرت انه تم التدقيق في كل المدفوعات ،وكشفت عن "عدم وجود مخالفات '.
وقال انتوني فراي، رئيس اللجنة المالية في" بي بي سي ترست"،ان تقرير المكتب الوطني وجد أن تكاليف الإنتقال بلغت 224 مليون جنيه استرليني كانت تقل 9 مليون جنيه استرليني عن الميزانية.
وقالت "مارغريت هودج" رئيسة لجنة الحسابات العامة إن اللجنة ستسافرإ سالفورد الشهر المقبل للإستماع بشكل خاص إلى تقرير المكتب الوطني ، وقال بيتر سالمون انه كان يقيم في سالفورد بشكل دائم وقام بتأجير مكان الاقامة علي نفقته الخاصة.
وكان " غريغ دايك " رئيس مؤسسة هيئة الاذاعة البريطانية هو من اقترح انتقال "راديو فايف لايف" ، وبي بي سي سبورت، وبرامج الاطفال و"بي بي سي بريكفاست" عام 2004 حينما كان المدير العام . اذ كان يدعي بأنه يرغب في معالجة المخاوف بأن الشركة كانت مركزية لدرجة كبيرة.
وقد قَدرت بي بي سي أن انتقالها الى سالفورد قد يخلق 15 الف فرصة عمل إضافية في المنطقة من خلال من خلال الإنفاق المضاف ، ومع هذا وظفت 254 شخص من مدينة مانشستر الكبرى .