القاهرة،الإسكندرية ـ أكرم علي/هيثم محمد
طالبت حركة "شباب الثورة"، بمحاكمة وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، لسبب ما وصفته بإهانة منصبه وخدش حياء فتاة وإحراجها، في رده عليها حين سألته عن حرية الصحافة بعبارة "ابقي تعالي أقولك حرية الصحافة فين"، معتبرين أن هذه العبارة تحرشٌ لفظي يجب محاسبته عليه.
وأكدت الحركة في بيان صحافي لها، الإثنين، أن رموز وأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" في الحكومة وخارجها، أساءوا للإسلام كثيرًا، وذلك بعدما اتخذوا الإيحاءات الدنيئة منهجًا لهم في التعامل مع المصريين في الحياة العملية والعامة، في إشارة منهم إلى واقعة أحد شباب الجماعة الذي تعدى بلفظ خارج على إحدى الفتيات في المقطم أمام مكتب الإرشاد، ومن بعده عندما رد وزير الإعلام على الصحافية ندى محمد، التي تعمل في موقع "حقوق"، بإيحاءات تعني التحرش الجنسي، حسب بيان الحركة.
ويجتمع مجلس نقابة الصحافيين، الثلاثاء، لاتخاذ موقف من التصريحات الأخيرة لوزير الإعلام، والإيحاءات الواضحة أثناء تعليقه على أحد الصحافيات بقوله "تعالي أقولك حرية الإعلام فين".
وكان وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، الذي يُوصف بأنه موالي لجماعة "الإخوان"، قد رد على إحدى الصحافيات الأحد، في مؤتمر "إعلام الأزهر"، حين سألته أين حرية الصحافة يا سيادة الوزير، قائلا "ابقي تعالي أقولك حرية الصحافة فين، وكل الذين يرون حرية في الصحافة والإعلام يرد على الأستاذة المحترمة الجليلة".
ورفض صحافيون ونشطاء سياسيون في مدينة الإسكندرية طريقة رد وزير الإعلام المصري صلاح عبدالمقصود على سؤال الصحافية خلال المؤتمر الأحد، واحتجوا على تصرف الوزير، حيث قال سكرتير عام نقابة الصحافيين في الإسكندرية، عمرو حافظ، إن الوزير استخدم أُُسلوبًا غير سياسي للرد على أسئلة الصحافيين، ولم يسبق أن اتبع هذا الأسلوب أحد من المسؤولين في أي دولة في العالم، فيما تعجب أن يصدر هذا الكلام عن وزير الإعلام لصحافية زميلة، على الرغم من أن الوزير لا يزال مقيدًا حتى الآن في نقابة الصحافيين المصريين، واصفًا ما قام به الوزير بأنه استخفاف بالدور الذي تقوم به الصحافة.
واعتبر أمين صندوق النقابة في الإسكندرية، طارق حمدي، "لا يليق على الإطلاق بالوزير أو أي مسؤول في مصر أن يتعامل مع أي زميل من الزملاء بتلك الطريقة المتدنية، فالصحافي له كرامته، وإن كان المسؤول لا يعرف كيف يتعامل مع الصحافي، ولا يجيد أدبيات التعامل مع الإعلام فعليه أن يرحل من منصبه".
ووصف عميد كلية الإعلام في جامعة فاروس في الإسكندرية، الدكتور فوزي عبدالغني، الطريقة التي تعامل بها الوزير مع الصحافيين، بأنها "غير أخلاقية ولا تليق بوزير يمثل حكومة دولة كبيرة مثل مصر في التعامل مع الإعلام، وإذا كنا نتحدث عن أخلاقيات العمل الصحافي والممارسة المهنية، فأولى بنا الآن أن نتحدث عن حقوق الصحافيين، وندرس الطريقة التي يتعامل بها المسؤولؤن معهم" .
وتداول ألوف المستخدمين لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لقطات من شريط فيديو رد الوزير فيما اعتبره البعض بأنه يحمل تلميحًا جنسيًا واضحًا وتحرشًا لفظيًا لإحدى الصحافيات المصريات، في حين قال آخرون إن "رد الوزير أعاد للأذهان واقعته قبل أشهر مع المذيعة السورية زينة يازجي، حينما قال لها في مقابلة تلفزيونية "بس الأسئلة متكنش ساخنة زيك"، فيما دشن نشطاء حملة لإقالة وزير الإعلام.
وأوضح أمين عام حزب "الأحرار الدستوريين" محمد يكن، "إننا أمام نظام أثبت أنه لا يحترم الإعلام ولا القضاء، وأنه يستخف بالناس، ولا يدرك قيمة تولي المسؤولية، ولا أدبيات احترام المواطنين، إن ما حدث من وزير الإعلام لم يحدث من وزير الإعلام في النظام السابق صفوت الشريف، في ظل قوته وسطوة نظامه، ولم يحدث من أي وزير إعلام، يجب أن يراجع (الإخوان) أنفسهم ويعيدوا تقييم قياداتهم، قبل أن يمضوا في حكم دولة كبيرة مثل مصر".
وقالت الناشطة في حركة "لازم" عبير يوسف، إن الوزير يجب أن يحاسب على هذا التصرف، لأنه لم يخطئ مع صحافية فقط، بل أساء إلى كل سيدة مصرية.