روما ـ صوت الامارات
تعرض تمثال الصحفي الإيطالي الشهير إندرو مونتانيلي للتخريب وطلي بطلاء أحمر على يد مجهولين في حديقة تحمل اسمه أيضا في مدينة ميلانو شمال البلاد.وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إيطالية عبارات "عنصري" و"مغتصب" مكتوبة بطلاء أسود على قاعدة التمثال، على خلفية استهجان البعض لتصريحات مونتانيلي حول زواجه من إريترية تبلغ من العمر 12 عاما أثناء وجوده في المستعمرة الإيطالية السابقة في ثلاثينيات القرن الماضي.
وتعتبر هذه الحادثة هي الأولى لتخريب تمثال في إيطاليا منذ موجة التظاهرات التي عمّت أنحاء عدة من العالم بسبب مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من أصول افريقية في الـ 25 مايو مات مخنوقا أثناء توقيفه من قبل شرطي أبيض، ضغط بركبته على عنقه في مينيابوليس.وفي الأيام الأخيرة، طلبت جمعية "إي سنتينيلي"، المناهضة للفاشية من رئيس بلدية ميلانو إزالة تمثال الصحفي الذي اتهمته بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال الفترة الاستعمارية الإيطالية في افريقيا، إلا أن رئيس البلدية بيبي سالا رفض هذا الطلب وأيده في ذلك وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.
وقد تعرض هذا التمثال للتخريب في السابق وألقي عليه طلاء وردي العام الماضي خلال تظاهرة نسوية.وإندرو مونتانيلي، الذي ولد في العام 1909 وتوفي في العام 2001، مؤسس صحيفة "إل جورنالي" وهو صحفي وكاتب مقالات إيطالي شهير عرف خصوصا خلال فترة عمله في صحيفة "كورييري ديلا سيرا". وكان أحد أكثر الصحفيين احتراما في إيطاليا، حيث تم تكريمه من قبل معهد الصحافة الدولي في العاصمة النمساوية فيينا في العام 2000 وكان مراسل حرب، حيث وثق الفترة المعاصرة لإيطاليا "الفاشية"، كما كتب كثيرا عن فترة إعادة بناء إيطاليا بعد الحرب وفضائح مكافحة الفساد التي قلبت الطبقة السياسية الإيطالية في التسعينات.
وكان مونتانيلي يقدم نفسه على أنه "مناهض للشيوعية" و"وطني فوضوي" ما جعل اليسار الإيطالي يصفه بـ "الفاشي" خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وفي العام 1935 تطوع مونتانيلي للمشاركة في الحرب في إريتريا بقيادة موسوليني.وقد أدت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية بعد وفاة جورج فلويد إلى عمليات تخريب لتماثيل شخصيات مثيرة للجدل في أنحاء العالم، وقد ركزت الاحتجاجات في إيطاليا على ماضي البلاد الاستعماري، حيث يضغط النشطاء على الحكومة الإيطالية لمنح الجنسية التلقائية لأولئك الذين ولدوا في إيطاليا لأبوين يقيمان في البلاد بشكل دائم، وفق "يورونيوز".
قد يهمك ايضا
حملة إلكترونية في اليمن للتضامن مع الصحافيين ضحايا انتهاكات "الحوثي"