الرياض -صوت الإمارات
مزايا عديدة حفلت بها أعمال الدورة العاشرة لمهرجان "سوق عكاظ" هذا العام، والذي حازت فعالياته التي استمرت خلال الفترة من 6 إلى 16 من ذي القعدة على اهتمام بالغ، ومن بين أهم هذه المزايا الحضور القوي للـ"نواعم"، سواءً من خلال المشاركة في صناعة الحدث ككلٍ من مصممة الأزياء السعودية رضا غزاوي، وخبيرة التجميل دالين عبدالإله، اللتين كان لهما دور محوري في الظهور المشرِّف لفعاليات "الجادة"، أو من خلال التفاعل مع الحدث وزيارته والإشادة به من خلال حرص عديد من الإعلاميات الشهيرات على التواجد في السوق و"الجادة" كما حدث من جانب الإعلامية خلود النمر مقدمة برنامج "سيدتي" على قناة "روتانا خليجية"، والإعلامية أميرة عباس مقدمة برامج بإذاعة "Mix-FM" وبناتيوب على "اليوتيوب".
حدث وطني بإطلالة عالمية
وخلال جولتها في السوق لاسيما فعاليات "الجادة" و"مسرح الشارع"، عبرت الإعلامية خلود النمر عن انبهارها بالمستوى المتقدم الذي شاهدته، قائلة "لم أصدق ما شاهدت.. حقيقة لقد شعرت بأنني أمام حدث عالمي كبير، فحالة التناغم والتفاؤل التي لمستها في أداء جميع فريق العمل من ممثلين وفنيين وكذا من العارضين والمشرفين تؤكد أن الجميع لديهم هدف واضح لا يقبلون بديلًا عنه، ألا وهو تحقيق النجاح والتميز ورفع اسم المملكة عاليًا خفاقًا".
وأضافت النمر قائلة "حقيقة لقد أظهر السوق وجادته أن لدينا كثير من الجنود المجهولين الذين لا يتوانون عن رفعة هذا الوطن، ويعملون في هدوء وبعيدًا عن العيون، لذا أتوجه لكل المشاركين في هذا المهرجان الوطني الكبير بأسمى آيات التقدير والاحترام، وكلي أمل في أن يواصل "سوق عكاظ" نجاحاته في الدورات المقبلة بإذن الله، وأن يقدم في كل عام جديد يبهر العقول والأبصار.
سيمفونية إبداع
في السياق ذاته، أكدت الإعلامية أميرة عباس على سعادتها البالغة بما شاهدته من فعاليات خلال جولتها في "جادة عكاظ" وفي السوق عامة، موضحة " شعرتُ بالانبهار وأنا أشاهدت مشاهد مسرحية "عبس وذبيان.. حكايات الشعر والحرب"، وكيف أن كل مشهد منها يعكس حالة تاريخية وإنسانية رائعة نقلتنا إلى التاريخ العابق بالأحداث والمواقف العظيمة في تاريخ العرب، ولا أخفي انبهاري بالأداء المتكامل لكل فريق العمل بداية من المخرج ممدوح سالم، وكذا القصة، والتصوير، وأداء الممثلين، وبالطبع الأزياء الرائعة التي جسدت الواقع التاريخي، وكذا لمسات خبيرة المكياج دالين عبدالإله، الجميع كانوا سيمفونية إبداع تستحق الإشادة والتقدير.
وتوجهت عباس بالشكر والامتنان لكل فريق العمل سواءً في "الجادة" خصوصًا أو السوق عمومًا، مؤكدة أنهم أسعدوا مئات الآلاف من الزوار، وتمنت أن يواصلوا مسيرتهم المتميزة في الدورات المقبلة، مستفيدين في ذلك من الرؤية الجديدة التي ترسم مستقبل المملكة المشرق بإذن الله، والتي تتخذ من الإبداع ركيزة أساسية من ركائز نجاحها.
تناغم تاريخي
إلى ذلك، أكدت مصممة الأزياء رضا غزاوي أن خبرتها الطويلة في مجال الأزياء التراثية، وسابق تعاونها مع فعاليات "سوق عكاظ" أكسبها قدرة كبيرة على الابتكار والتعايش مع الحقب التاريخية المختلفة، موضحة أن البعض يعتقدون أن مصمم الأزياء هو مجرد خياط يحيك الثياب، وهذا منافي تمامًا للحقيقة، مؤكدة أن تصميم الأزياء إنما هو فن مبتكر ومتجدد في خطوطه ومساحاته اللونية وخاماته المتنوعة، ويعمل المصمم المتميز من خلال رؤية يترجم من خلالها عناصر التكوين وبما يتناغم مع الحقبة التاريخية التي يصمم على غرارها.
وأضافت أن الأمر ليس بالسهل كما يعتقد البعض، إنما يحتاج إلى دراسة طويلة وبحث مكثف بين أوراق التاريخ العربي بكل عناصره ومفرداته عامة، وأزيائه خاصة، حتى يمكن محاكاتها بدرجة تصل إلى حد التطابق.. وهذا ما ظهر بالفعل من خلال الفعاليات.
وأضافت أن المصممات السعوديات قطعن شوطًا كبيرًا في مسيرة التميز والإبداع، وأثبتن قدرة كبيرة على المنافسة، لاسيما في ظل المناخ الوطني الداعم والمستمد من الرؤية المستقبلية للمملكة 2030.
سباق مع الزمن
بدورها، عبرَّت الماكييرة دالين عبدالإله عن تقديرها وامتنانها الكبيرين لمنظمي فعاليات "الجادة" بـ"سوق عكاظ" على اختيارها مجددًا لتنفيذ مكياج الممثلين المشاركين، موضحة أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها في هذا الحدث السنوي الكبير، ومع ذلك شعرت خلال هذه الدورة بمسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقها، لاسيما مع وجود جمهور كبير يتسم بالذكاء والثقافة والرؤية النقدية الثاقبة.
وأوضحت أنها دخلت في سباق مع الزمن خلال تنفيذ المكياج خصوصًا مع العدد الكبير المشارك من الممثلين والكومبارس، والذين يتطلبون تثبيت لحى وشوارب وأحيانًا ندوب في الوجه وغير ذلك من الملامح التي تعكس طبيعة تلك الحقبة التاريخية، وكذا إظهار ملامح التقدم في السن على بعض الممثلين وفق ما يقتضيه العمل، مؤكدة أن كل ذلك يتم في وقت قياسي لاسيما بالنسبة لمشاهد "مسرح الشارع".
يشار إلى أن فعاليات "سوق عكاظ وجادته" والتي تختتم الجمعة 16 من ذي القعدة تتم بالتعاون بين مؤسسة "رواد ميديا" والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وكانت قد انطلقت في السادس من ذي القعدة برعاية سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وشرَّفه بالافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا، بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.