دبي – صوت الإمارات
أكد وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات منتدى الإعلام العربي، أن "مواجهة الظلاميين الذين اختطفوا مبادئ الإسلام، عبر ما تمكنوا من استغلاله من المنابر الإعلامية، واستغلوه من عقول الشباب الضعيفة، لا يمكن أن تتحقق إلا بإعلام عربي مسؤول قادر على تصويب الحقيقة، ودعم الإنسان والإنسانية"، مشيرًا إلى أن "الأزمات والحروب التي شهدتها المنطقة، خلال السنوات الأخيرة، أثبتت بما لا يقبل التشكيك أن حل القضية الفلسطينية على أساس عادل يكفل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها الوطني، يمثل العامل الأول في تحقيق السلم العالمي، بعد أن ثبت أنها قضية إنسانية عالمية".
وأوضح أن "اندلاع الحرب المأساوية في سورية أظهر أيضًا أن الحوار السياسي هو الحل الوحيد، ليتمكن الشعب السوري من تحقيق طموحاته، وإعادة بناء بلاده، وفقًا للأطر الشرعية التي تحفظ حقوق الإنسان السوري، وتكفل له الأمن والسلام والحياة الكريمة في بلاده".
وجزم جودة أن التطرف الطائفي والديني، الذي فتت بلدان ذات تاريخ عظيم مثل العراق ليس قدرًا، بل خيارًا ينتج عن الأخطاء المتراكمة، كما أنه في كثير من الأحيان أداة سياسية مقصود توظيفها، تجسد ممارسات إقصائية مطلوبة لإذكاء الصراعات الدموية.
وذكر جودة: "في ظل ما تعيشه المنطقة من أزمات وصراعات دموية، فإننا نشهد تغييب البُعد الإنساني في كثير من التغطيات الإعلامية المأخوذة تارة بالاصطفاف السياسي، وأحيانًا بالعمل التقني المجرد، وأحيانًا أخرى بتحقيق الأهداف الربحية، وغيرها من الأهداف المشروعة، إلا أنها في النهاية تقع بمنأى عن البُعد الإنساني".
وأكد أهمية صون الحقوق التاريخية والدينية للمقدسيين الذين يواجهون الإرهاب الإسرائيلي يوميًا، مشيرًا إلى دور الأردن التاريخي في حماية تلك المقدسات وجهودها المتواصلة لحث المجتمع الدولي على وقف التصعيد الإسرائيلي، واعتداءات الاحتلال وتحقيق السلم والعدل الدوليين.
وأشار جوده إلى تراجع الاهتمام العالمي خلال السنوات الأخيرة بأهمية تحقيق السلام كأداة وبيئة حياة حضارية، في وقت لا يمكن أن تحيا أمة وتنمو وتستقر ما لم يتحقق السلام، لافتًا إلى أن الأحداث الجسيمة، وتنامي التنظيمات الإرهابية، ونشوب الانهيارات الكبرى في المنطقة، أدت إلى اختلاط المفاهيم والخلط بين ما حدث ويحدث، الأمر الذي يدفع مجددًا الى ضرورة التأكيد على أن تحقيق السلام متطلب للحياة الانسانية الكريمة في المنطقة، متمثلًا بتحقيق العدالة والإنسانية في حل أم القضايا "القضية الفلسطينية"، التي أثبتت أنها عنصر التأزيم الأساسي في المنطقة.
وأضاف أن "أي تأخر من قبل المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية، يعني ليلة أخرى في ظلام دامس تتمدد فيه وتنشط قوى الجهل والتطرف، لتدفع ثمن ذلك الإنسانية برمتها، وليست المنطقة العربية وحدها".