واشنطن ـ يوسف مكي
كشف الرئيس الاستراتيجي في البيت الأبيض ستيف بانون، أنه حذّر روجر إيلز من نجمة فوكس نيوز حينها "ميجن كيلي"، وكان بانون محور قصة في بوليتيكو تبحث في كيف تمكن الرئيس الأميركي ترامب من شق وسائل الإعلام المحافظة خلال حملته والذي انتهى بالتنافس بين بانون الذي كان حينها المحرر التنفيذي لـBreitbart ضد إيلز الرئيس التنفيذي لشركة فوكس نيوز حينها، وأوضح بانون "كان التنافس بين Breitbart وفوكس بسبب ميغن كيلي، والتي ركزت على ترامب"، وحينها حذر بانون إيلز من كيلي واصفا إياها بـ"الشريرة التي ستنقلب عليك".
وأفاد بانون أن مشاكله مع إيلز وفوكس نيوز بدأت بعد أول نقاش جمهوري رئيسي في أغسطس/ أب 2015 حيث شعر أن كيلي تستهدف ترامب بشكل غير عادل بأسئلتها، وكانت كيلي واحدة من ثلاثة من فوكس نيوز في النقاش بجانب بريت باير وكريس والاس، وفيا لوقت نفسه لم يكن بانون حينها قد انضم لحملة ترامب، لكنه انضم للحملة لاحقا بعد عام، واستهدفت حملة ترامب بعدها كيلي بسبب أسئلتها الموجهة لترامب وتصريحاته المثيرة للجدل بشأن النساء، وغرد ترامب بعدها مستهدفا كيلي "يمكنك رؤية الشر يخرج من عينيها"، واستمرت هجمات ترامب ضد كيلي وبرنامجها لعدة أشهر من خلال عدة تغريدات على تويتر، إلا أن ترامب في النهاية ظهر في مايو/أيار الماضي في برنامج كيلي في وقت الذورة والذي تم بثه في كل منصات فوكس.
وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها بانون عن تحذيره إيلز بشأن كيلي، حيث أشار إلى ذلك في مقابلة له مع The Hollywood Reporter بعد وقت قصير من فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث قارن كيلي بعدو المسيح حينها وانتقد وضع فوكس نيوز، وعلق بانون على تغطية فوكس نيوز لانتخابات ترامب "كانت تغطية سيئة عن أي محطة أخرى، روبرت شخص عالمي ولا يفهم ترامب ، وبالنسبة له ترامب هو راديكالي، الآن أصبحوا وسطيين وبنوا الشبكة حول ميغن كيلي".
ويبدو أن التصريح الأخير كان صحيحا حيث قدم روبرت مردوخ عقد لكيلي مدته 4 سنوات براتب سنوي قدره 25 مليون دولار على أمل بقائها في فوكس نيوز، إلا أن كيلي قررت مغادرة الشبكة والانضمام إلى فريق NBC News، وتبين الأسبوع الماضي أن قرار كيلي بمغادرة فوكس نيوز يستند جزئيا إلى علاقتها بنجم المحطة الأخر بيل أورايلي، وفي أعقاب مغادرة كيلي فوكس نيوز وقعت المحطة عقد مع أورايلي مطابقا للزميلة المغادرة، إلا أنه أقيل بعد 3 أشهر عقب فضيحة المضايقات الجنسية الأخيرة في المحطة، وفي تقرير كشفته صحيفة نيويورك تايمز اتهمت 4 نساء أورايلي بالتحرش الجنسي على مدى 13 عاما مضت، وحصلت ثلاث نساء منهم على 13 مليون دولار كتعويض، وأشار التقرير إلى مزاعم بالتحرش تعود إلى عام 2002، وتلتها موجة اتهامات جديدة بالتعرض للتحرش من قبل أورايلي.
وأثارت قضايا بانون مع كيلي تساؤلات عديدة في ضوء وثائق المحكمة التي زعمت المذيعة أندريا تانتاروس التي قدمت قضية تحرش ضد الشبكة أن الرئيس المشارك الحالي للشبكة بيل شاين طلب من الموظفين التزام الهدوء في ما يتعلق بهجمات ترامب على كيلي، وجاء في أوراق المحكمة المقدمة في المحكمة العليا لولاية نيويورك "بعد أن هاجم دونالد ترامب ميجن كيلي بسبب مزاعم هجومها عليها بشكل غير عادل في النقاش الجمهوري الرئاسي في أغسطس/ أب 2015 أبدت فوكس نيوز علنا تأييدها لكيلي في النزاع، إلا أن شاين في لعب على الجانبين من خلال توجيه كافة الموظفين بعدم الدفاع عن كيلي ضد ترامب"، وهو ما نفاه شاين لاحقا في بيان على فوكس نيوز.
وكشفت كيلي في مذكراتها 'Settle For More' أن إيلز قضى أيامه الأخيرة في فوكس نيوز محاولا الحصول عليها بعد فضيحة التحرش الجنسي الخاصة به، وكتبت كيلي في كتابها بعد أن رفعت غريتشن كارلسون دعوى التحرش الجنسي ضد أيلز في يوليو الماضي أن الرئيس التنفيذي حينها طلب منها تأييده علنا كما يفعل كل شخص في فوكس نيوز، وأضافت كيلي "لم يكن هناك أي وسيلة سوى الكذب لحمايته" وهو ما دفع إيلز لمهاجمتها، وحينها قررت كيلي التحدث عن تحرش إيلز بها عندما بدأت عملها مع الشبكة، وتحدث كيلي مع رؤساء إيلز في العمل عن سلوكها وتحديدا الرئيس المشارك التنفيذي لأشلان مردوخ.
وكتبت كيلي في كتابها "يمكنني التأكيد أن أصحاب قناة فوكس نيوز بما في ذلك مردوخ وأبنائه يعلمون أن لديهم بالفعل وحش مفترس يدير شركتهم"، وهذا هو ما اعتبره بانون انقلاب من كيلي على إيلز، لكنه لم يذكر أي من مزاعم التحرش الجنسي ضد إيلز في أي من مقابلاته، بينما نفى كل من إيلز وأورايلي كل ادعاءات التحرش الجنسي ضدهم أثناء وجودهم في فوكس نيوز، وفي النهاية ترك إيلز الشبكة وقطع علاقته بها بتكلفة 40 مليون دولار، وحصل أورايلي على 25 مليون دولار، ويعد مبلغ 65 مليون دولار ضعف 33 مليون دولار التي دُفعت ثلاثة ممن اتهمو أورايلي، كما حصلت كارسلون وحدها على 20 مليون دولار في سبتمبر/ أيلول الماضي.