لندن - سليم كرم
واجهت الصحافية السورية البارزة زينة إرحيم، وهي من أشد المنتقدين للرئيس بشار الأسد، مصادرة جواز سفرها من قبّل مسؤولي الحدود في بريطانيا، مما يعوق قدرتها على العمل والسفر، موضحة أنها اعتقلت واستجوبت لمدة ساعة من قبّل المسؤولين الرسميين لدى وصولها إلى مطار هيثرو قادمة من اسطنبول.
وقيل لها أنه تم الإبلاغ عن جواز سفرها من قبل السلطات السورية بأنه مسروق، ويجب أن يعاد إلى الحكومة السورية. وكشف متحدث باسم وزارة الداخلية أن بريطانيا كانت مطالبة بالامتثال؛ إذ أن جوازات السفر هي ملكية قانونية للحكومة التي تصدرها، وليس حامل جواز السفر.
وكتبت السيدة إرحيم على موقعها على الانترنت أنها لم تعانِ من مشاكل مع جواز السفر في جميع أنحاء أوروبا من قبل، بما في ذلك رحلة إلى بريطانيا في نيسان/أبريل الماضي. وأكدت أن لديها جواز سفرها القديم والذي يمكن أن تستخدمه للعودة إلى ديارها في تركيا، ولكن لأنه لا يوجد لديها صفحات متبقية للحصول على تأشيرات أو أختام، لذلك فهي تخشى ألا تكون قادرة على مغادرة البلاد مرة أخرى. واقترحت وزارة الداخلية على السيدة إرحيم طلب المشورة القنصلية في هذا الشأن من الحكومة السورية. وأشارت إرحيم إلى أنه من الصعب للغاية الحصول على جواز سفر جديد صادر عن نظام معاد.
والسيدة إرحيم، من مدينة حلب في الأصل، فازت بالعديد من الجوائز الدولية للصحافة الشجاعة والأخلاقية. ودربت مئات من الصحافيين المواطنين، بما في ذلك العديد من النساء، ليقدموا تقارير بشكل مستقل ودقيق عن أهوال الحرب الأهلية الطويلة التي يبلغ عمرها ست سنوات في سورية، قبل أن تجبر في نهاية المطاف على الفرار من البلاد العام الماضي. وسافرت إلى بريطانيا للتحدث في حدث مقام حول تقارير عن خط الجبهة مع مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية كيت إيدي في مهرجان كيو للأدب.
وأوضحت جودي جينسبيرج، الرئيس التنفيذي لعين على الرقابة، التي دعت السيدة إرحيم، قائلة "لقد شعرت بالعار بصراحة من معاملة بريطانيا لزينة إرحيم. هذه امرأة خاطرت بحياتها ببساطة لتفعل ما يطمح كل صحافي جيد للقيام به، لقد جلبت كلا الجانبين للقصة في منطقة نزاع، التي هي أيضًا موطنها". وأضافت "الرسالة التي ترغب بريطانيا في إرسالها عندما تتخذ مثل هذا الإجراء هو أنها ليست في صف أولئك الذين يكافحون للدفاع عن الكرامة الإنسانية في ظل وحشية الحرب".