واشنطن - يوسف مكي
أوضح كثير من المصورين العالميين كيف وصلوا إلى أفضل لقطاتهم في عام 2015، فيما تناولت معظم هذه الصور تفاصيل معاناة اللاجئين السوريين، وغرق بعضهم، وتناثر جثثهم على الشواطئ الأوروبية، في حين تحكي الصور الباقية مشاهد الحزن الذي ارتسم على وجوه الناس وهم يشاهدون ضحايا الحادث الإرهابي في باريس.
وأكّد المصور أسبن راسموسن أن صورته التي تجسد تجمع اللاجئين السوريين في شاحنة إمدادات "في 20 حزيزان/ يونيو كنت في أقجة على الجانب التركي من الحدود مع سورية في هذا الصيف، وكنت أصور المهاجرين لصحيفة "VG" النرويجية، وأُغلقت الحدود، ولم يكن هناك شيء يحدث حتى توقفت سيارة وبدأ متطوعون في توزيع أشياء من الماء والصابون للاجئين، وكان الطقس حارًّا جدًّا 45 C والناس يائسين للغاية، وتجمّع حوالي 60 منهم حول الشاحنة، واستطعت بطريقة ما فتح الباب وتصوير اللاجئين وهم يبحثون عن حاجاتهم الأساسية في الشاحنة، كنت أمام الجميع لذلك يبدو وكأني الشخص الذي يوزّع الطعام".
وأوضح راسموسن "ويُعتبر الضوء هو الذي صنع هذه الصورة، وما جعل الصورة تبدو وكأنها لقطة ستوديو هو أن الشاحنة كانت بيضاء اللون، ولذلك عكست ضوء الشمس على الناس المحيطة بها، وحصلت على الكثير من التعليقات عندما نشرت الصورة على فيسبوك، وبعض الناس لم يصدق أنها حقيقية".
وكشف المصور دين متروبولوس صورته التي تجسد ما تبقى من رحلة الخطوط الجوية الماليزية MH17 قائلا " في 13 تشرين الأول/ أكتوبر باعتباري مصورًا رياضيًّا لا أقوم عادة بتغطية الأخبار، ولكني أعيش بالقرب من مطار في هولندا، حيث تم إطلاق تقرير مجلس السلامة الهولندية بشأن بشأن رحلة MH17، وذهبت إلى هناك للتغطية، وكانت هذه المرة الأولى التي يوصف فيها الصاروخ الروسي الذى دمر الطائرة، ووصفت ماذا حدث بالضبط".
وأعلن متروبولوس "توجهنا إلى داخل الطائرة بعد إعادة بنائها، ومشينا خلال الهيكل العظمي للطائرة؛ حيث كان هناك جثث للعائلات قبل عام، وهذا ما جعلني أشعر بمدى صلة كل شخص بمن كانوا على متن الطائرة ما جعل الصورة قوية، ذهبت إلى غرفة القيادة وشاهدت كيف ذهبت الشظايا خلال المقاعد، واستمعت إلى وصف لكيفية انفجار الصاروخ، ووصايا لتعليم الناس الذين يغطون الحرب والكوارث لفصل أنفسهم، وإلا فلن يبقوا على قيد الحياة، ولذلك لا يمكنني أن أكون مصور حرب لأنني لا أستطيع فصل نفسي".
وعلّق المصور جان كريستوف بوت على إحدى صوره بعنوان "Highline walk": "التقطت الصورة في 26 أيلول/ سبتمبر بين جانبين من قمة موليسون، وهو الجبل الذي تتخذ منحنياته شكل الدائرة في منطقة Swiss Prealps، ويبلغ ارتفاع الجبل 2000 متر فوق ضباب البحر، حتى إن الشخص ربما يختفي أحيانا بين السحاب، وتحمس 20 شابًّا للسير فوق هذا الخط من دون السقوط لكنهم لم يستطيعوا، وسقطوا واحدًا تلو الأخر، وتم ربط كل منهم بحبل صغير، وظللت أراقبهم، وكان السير على الحبل من دون الوقوع يمثل تحديًا وإنجازا بالنسبة إلى هؤلاء الشباب، وتجسد الصورة التي التقطها الفرق بين منطقة الضباب الضخمة وأحد الشباب وهو يبدو بشكل صغير، وتوضح الصورة رجلا يتحدى الطبيعة والخوف".
وأكد المصور فرانشيسكو زيزولا فيما يتعلق بصورته التي جسدت اللاجئين الذين أُنقذوا من البحر " في 23 آب/ أغسطس دُعيت من قِبل منظمة أطباء بلا حدود لتوثيق حالات البحث والإنقاذ في مضيق صقلية، وأمضيت ثلاثة أسابيع على متن سفينة، وشهدت إنقاذ أكثر من 3000 مهاجر، والتقطت صورة تجسد مجموعة من المهاجرين ملفوفين ببطانية الطوارئ اللامعة، حيث حصلوا على الدفء لمدة ليلتين قضوهما على سطح السفينة، وبعد رحلتهم الخطيرة استطاع المهاجرين رؤية اليابسة مرة أخرى، بعد حلمهم بالوصول إلى أوروبا".
وأوضح زيزولا "ويبدو الرجل الظاهر في مقدمة الصورة وكأنه يعلم أن الأرض التي يشاهدها ربما لا ترحب به كما اعتقد، وعلى متن قارب مزدحم مثل هذا لا يعد الجانب الأكثر أهمية للمصور هو استخدام العدسة ولكن عليه أن يعلم كيف يكون حذرا ومحترما، أتمنى ان تجبر هذه الصورة الناس على تصور أنفسهم محل أولئك الذين يخاطرون بكل شيء لعبور البحر المتوسط، وأن تغير عقول أولئك الذين لا يريدون فتح أبواب بلادهم للاجئين".
وأعلن المصور كريستوفر فورلونغ "يعود الفضل في هذه الصورة لفنان فرنسي يدعى JR ، وصنع الفنان عيونًا للمحرر في مجلة تشارلى إبدو، ستيفان تشاربونيير، وكنا نعلم وجود مسيرة حاشدة تضم الكثير من الناس، وكان من الصعب الحصول على بقعة لالتقاط الصورة، حيث طلبت الشرطة من المقيمين في منطقة ساحة الجمهورية عدم السماح لأي غرباء بالوجود على أسطح منازلهم أو الشرفات لاسباب أمنية، وفي النهاية تمكنا أنا وزميل لي من حجز غرفة في فندق، حيث التقطنا هذه الصورة، وتجسد الصورة بداية المسيرة الضخمة في شارع فولتير، وشوهدت صورة عيون ستيفان في مقدمة الصورة، ومن المدهش رؤية اتحاد هذا الحشد من الناس متحدين معًا في صوت واحد، شعرت بالفخر لقدرتي على التقاط هذه الصورة".
وقدّم المصور فيل والتر صورة تجسد خسوف القمر في 4 نيسان/ أبريل، وأضاف والتر "علمت بحدوث خسوف القمر في هذا اليوم في وقت متأخر في حدث كبير في نيوزلندا، كان الجو مليئا بالسحاب ولم أعرف ما إذا كنا سنذهب لرؤية الخسوف، ولكننا كنا محظوظين وزالت السحب، ونجحت في التقاط صورة للخسوف من الشرفة الأمامية بعدسة 600mm على حامل ثلاثي، والتقطت حوالي 50 أو 60 صورة، وأردت وضع القمر بجانب شيء برى مثل مبنى أو برج الكنيسة ولكن القمر لم يكن منخفضا، وكان من الصعب تركيز الصورة لأن الكاميرا كانت في وضع زاوية حادة، لم أقم بتحرير هذ الصورة مطلقا، ولم يمكنك تغيير إعداد توازن اللون الأبيض في الكاميرا، ما جعل الصورة أكثر دفئا وأكثر تشبعا بالألوان، ويمكنك بالعين المجرد رؤية مسحة من اللون الأحمر في الصورة".
وأعلن المصور أرند ويغمان أن صورته بعنوان "وابل من الأوراق النقدية لسيب بلاتر": " في 20 تموز/ يوليو، اجتمعنا في مؤتمر صحافي بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا في زيوريخ، ثم وقف رجل مرتديا بذلته واتجه نحو بلاتر، وعلمنا لاحقا أنه كان الكوميدي البريطانى سيمون برودكين، وكان لديه حزمتان من الدولارات، ودهش بلاتر وصاح قائلا: أين حراسي؟، وعندما وصل برودكن ألقى الدولارات على بلاتر في الهواء، وحينها استخدمت عدسة الزوم والتقطت الصورة سريعا، واستغرق المشهد بأكمله 20 ثانية فقط، ونجحت في التقاط 80 صورة والولارات تتطاير في الهواء حول بلاتر، أحب هذه الصورة لأنها تكشف عن بلاتر الذي لا نعرفه، وهو يقف عاجزا وعيناه تبدو حزينتين قليلا".
وكشف المصور رولكس ديلا بينا صورته التي جسدت وقوع يوسين بولت قائلا " في 27 آب/ أغسطس فاز يوسين بولت في بطولة بكين للعالم في سباق 200m، وبدأ باللف بعد الفوز وقررت تتبعه بالكاميرا لمشاهدة ما إذا كان شييء ما سيحدث، وكان مشغلو الكاميرا في سيغويس حديثي العهد، واصطدم أحد مشغلي الكاميرا ببولت من الخلف خطأ، حينها التقطت صورة الواقعة على الفور، وما كنت أتمناه أن يكون بولت بخير، وكانت لحظة نادرة لكن بولت نهض بعدُ وبدا جيدا، أردت التقاط شيء مختلف بخلاف تصوير لحظة الفوز فهي لحظة عادية".
وبيّن المصور أليكس فيدال بيركاس " في 22 نيسان/ أبريل عندما بدأ بركان كالبيكو ثورت كنت أستعد للاحتفال بعيد ميلادي، وكنا على بُعد 30 كيلو مترًا من بويرتو مونت المدينة الأقرب إلى البركان، وتلقيت اتصالا من وكالة الأنباء تطلب مني الحصول على صورة للبركان، الذي يشكل خطرا حقيقيا على السكان، وكانت هذه المرة الأولى لثورة بركان كالبيكو منذ 43 عاما، في البداية لم يلحظ ثورته أحد، ولكن سرعان ما خاف الجميع إذ لا يمكن التنبؤ بحجم الخطر الذي يشكله البركان، وكانت لحظة التقاط الصورة وقت الغسق بعد ثورة البركان بـ 43 دقيقة، والتقطت صورًا عدة للبركان، ولكن لم يكن لدي كل أدواتي، فقط كان معي كاميرا صغيرة مدمجة".
وأوضح المصور نيلوفر ديمير في حديثه إلى وكالة الأنباء التركية "دوغان" في 2 أيلول/ سبتمبر معلقا على صورة الطفل آلان الكردي " لقد تجمدت في مكانى عندا شاهدت جثة الطفل آلان الكردي البالغ ثلاثة أعوام، وكان كل ما أتصور سماعه هو صراخ الطفل، وحينها أدركت أنه يمكن إنجاز هذ المهمة من خلال تشغيل الكاميرا والتقط الصورة بالفعل، حيث كنا نغطي الهجرة غير الشرعية إلى جزيرة كوس اليونانية من ساحل بودروم، وفجأة لاحظنا الجثث الهامدة، وعندما أدركنا أنهم أطفال صُدمنا، شعرنا بالأسى من أجلهم، لقد صورت الكثير من حوادث المهاجرين منذ عام 2003 في هذه المنطقة، واليوم أتمنى أن يتغير هذا الوضع".
وأعلن المصور ماكيل كابلر صورته التي تجسد لحظة خاصة بين الرئيس أوباما والمستشارة الألمانية ميركل قائلا " في حزيزان/ يونيو التقطنا صورة كبيرة لجميع رؤساء الدول في مكان انعقاد قمة G7، ورصدت أوباما يجلس وحيدًا وفكرت في التقاط صورة له ولكن كان هناك الكثير من حراس الأمن، وفجأة وصلت ميركل وفي اللحظة التي فتحت فيها ذراعيها أدركت أن هذه فرصتي لالتقاط الصورة في ثوان قليلة، وبالفعل استخدمت الصورة على الصفحات الأولى للصحف في جميع أنحاء العالم".
ونجح المصور التركي مصطفى يالجين في التقاط صورة لرجل يتسلق السياج الأمني في كالييه، وأضاف مصطفى " في 3 آب7 أغسطس في منطقة كوكي التي تبعد 3 كيلو مترات فقط عن مخيم الغابة للاجئين في كالييه يحاول بعض اللاجئين تسلق السياج الأمني ليلا على أمل التهرب من الشرطة، وكنت أتابع مجموعة من اللاجئين وفجأة بدأوا في الجري، وكان هناك حوالي 20 شخصا منهم يحاولون الوصول إلى الجانب الأخر لكن الشرطة وصلت وقبضت عليهم، ويعلم المهاجرون أنهم ربما يموتون لكنهم يحاولون الوصول إلى انكلترا بأي طريقة لأنها ملاذهم الأخير، ومن الناحية الفنية أحب هذه الصورة رغم أنها كانت مظلمة، ولكن كان هناك الكثير من الضوء، ولا تعتبر الصورة سعيدة لأنك إذا ما استمعت إلى قصص المهاجرين لن تشعر بحالة جيدة".
وأكد المصور جورجي ليكوفسكي على التقاطه صورته للصدام بين اللاجئين وشرطة الحدود المقدونية قائلا " في 21 آب/ أغسطس وهو يوم لا ينسى بالنسبة إلي لأنه اليوم الذي رأيت فيه زملائي يبكون، جاء المهاجرون من اليونان في محاولة للوصول إلى أوروبا في حين تم إغلاق الحدود المقدونية، وأمرت الشرطة بعدم السماح لأي شخص بالمرور، ووضع المهاجرون النساء والأطفال في المقدمة وبدأ الرجال يدفعون من الخلف، حينها بدأ الجحيم، يمكنك مشاهدة النساء والأطفال يبكون أثناء محاولة النساء والأطفال اختراق الكردون الأمني، ويمكنك سماع الأطفال وعلى وجوههم الذعر يقولون: أين أمي؟ أين أخي؟".
وأوضح ليكوفسكي " كان بإمكاننا التقاط الصور على بعد أمتار قليلة لكننا لم نتمكن من مساعدة الأطفال، ولم يكن المسؤولون المقدونيون سعداء بصورتي، لكن الشرطة لم تكن وحشية وكانوا يحاولون مساعدة الأطفال، وأصبحت هذه أحد صوري الأكثر انتشارا، ونشرتها الكثير من الصحف، وكنت أفضل لو نشروا صوري الرياضية، ولا أحب التقاط صور لأطفال باكية لأنك بعد لا تستطيع النوم، ولم أكن أعرف حينها مدى أخلاقية هذه الصورة، وأصبح لدي شك في هذا للمرة الأولى في حياتي".
وأكّد المصور بورخا سورايرز " في 2 أيلول/ سبتمبر كانت قوارب اللاجئين الأفارقة تصل إلى غران كناريا، وعادة لا يصل القارب إلى الشاطئ بسبب وجود نظام مراقبة يعترض القارب على بعد أميال، ولكن هذه المرة وصل القارب إلى الشاطئ وتلقيت اتصالا هاتفيا من الصليب الأحمر والتقطت أدواتي سريعا ووصلت هناك قبل خدمة الطوارئ، وشاهدت أشخاصًا متناثرة على الشاطئ بملابس مبتلة والبعض مستلقيًا على الأرض، وكان هناك طفل واحد، وكثيرا ما كنت أتساءل ما الذي يدفع شخصا لتعريض حياته للخطر على قارب مكتظ باللاجئين، وعندما تنظر إلى وجوههم تدرك حقيقة الأمر، وتخبرك نظرات الحزن والخوف والألم والغضب والعجز بالقصة الكاملة".
واستطاع المصور صهيب سالم التقاط صورة لصبي فلسطيني مستلقٍ في عاصفة رملية اجتاحت غزة في 8 أيلول/ سبتمبر، وذكر سالم "يمكن شم رائحة العاصمة والشعور بها في الجو، لقد تحول كل شيء إلى اللون الأصفر، ولا يمكنك رؤية الناس والسيارات في الشوارع، حينها كنت أفكر في الناس الذين فقدوا منازلهم في الحرب التي دامت لمدة 50 يوما في 2014، وذهبت إلى حي الشجاعية الذي يبعد كيلو واحدًا عن الحدود الإسرائيلية شرقي غزة، والذي دُمر بالكامل جراء القصف الإسرائيلي، وتعرض هذا الحي للقصف في عام 2000 وعام 2008 وعام 2012 و2014، واعتاد الناس الأمر، وكنت أسأل الناس: ألا تخشون من بناء منزلكم هناك؟ وكانوا يقولون نعرف أن المنزل سيتم تدميره ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟".
وتابع سالم " وغادر معظم السكان الحي ولكن بقي رجال إحدى الأسر يعيشون في الطابق السفلي للمنزل، وجدت صبيا نائما، واعتقد أنه كان في عالم أخر، لقد كان نائما تماما، وتوضح الصورة مدى صعوبة الحياة بالنسبة إلى هؤلاء الناس، ولا يمكن لأحد أن يتخيل صبيًّا نائما في مثل هذا المكان ولكن الأمر أصبح عاديا بالنسبة إلى الأطفال هناك، لقد وُلدوا في مثل هذه الظروف وعاشوا فيها، وجرت حياتهم بهذا الشكل وليس لديهم خيار آخر".
وتمكّن المصور الصيني تشن غي في 19 آب/ أغسطس من التقاط صورة لانفجار مستودع ممتلئ بالمواد الكيميائية السامة في تيانغين، ما أسفر عن مقتل 165 شخصا وإصابة أكثر من 100 شخص آخرين، وأضاف غي "ذهبت إلى منطقة الانفجار وكانت هناك كمية كبيرة من الغازات السامة، ولا يمكننى الوصول إلى المنطقة المركزية، واخترت مبنى طوله 1000 متر، ووقفت في اعلاه، ومن خلال طائرة على ارتفاع 300 ميل ذُهلت عندما رأيت المباني العالية والحاويات والمركبات صغيرة جدا، كما لو كانت لعبًا يسهل تحطيمها، لقد صورت العديد من الكوارث الطبيعية، مثل زلزال ونتشوان في عام 2008، وزلزال شرق اليابان العظيم في عام 2011، ولكن هذه كانت أول حادثة من صنع الإنسان، وولدت مشاعر أكثر قوة، ونشرت الصورة في صحيفة بكين نيوز، وكانت معظم التعليقات صادمة ومرعبة".
وأوضحت المصورة أني ليبوفيتش في حديثها مع محرر مجلة "Vanity Fair" ويدعى جارديون كارتر في الأول من حزيزان/ يونيو " قمنا بتصوير صورة لغلاف المجلة في منزل ستالين جينر، وتكمن الفكرة في رغبتنا في تجريب معظم الملابس، واستمرت جلسة التصوير لمدة يومين، وكان من بين الأفكار تلك الصورة بالكورسيه، أردت أن أكون أكثر تحفظا معها، وكنت أنظر في الوقت نفسه إلى صور كاثرين هيوبورن، كنت أفكر في إبراز فكرة كيف يجب أن ترتدي المرأة ومن تكون ستالين، أعتقد أن فريق العمل أراد نجاح الصورة، ولا يزال أمام ستالين طريق طويل، لكني أعتقد أن ما فعلته كان مذهلا".
وأعلن المصور فرانسوا دوراند "في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر ذُهلت عندما رأيت موديل ترتدي موديل أخرى، واعتقد أنها موديل مزيفة لكني دهشت عندنا وجدتها امرأة حقيقية ترتدي امرأة أخرى حقيقية، وظهرت الموديل وهي تحمل موديل أخرى بشكل عكسي وبدى المشهد مضحكًا للجميع، وبالنسبة إليّ تُعد هذه الصورة مثيرة للاهتمام، لأنها تمثل شيئًا مختلفًا. كنت أنتظر شيئًا استثنائيًّا في عرض الأزياء، وعندما رأيت هذا المشهد التقطت الصورة لأنه مشهد لا يتكرر كثيرا في عروض الأزياء".
والتقط المصور جيروم ديلاي صورة لضحية من تفجير قاعة باتكلان في باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأضاف ديلاي " عادة ما تكون باريس صاخبة والجميع يحتفل في هذا التوقيت وهناك الكثير من الناس في الشوارع، ولكن في هذه الليلة لمست الهدوء الغريب، وعندما اقتربت من حي أرونديسيمينت كان هناك المزيد من الشرطة في الشوارع ورجال الإطفاء وحتى قوات الجيش، وتم عمل كردون أمني للإحاطة بالقاعة والمطاعم وكان من الصعب العبور، وأردت الوصول إلى هؤلاء الذين يؤدون عملهم وكان عليّ القيام بعملي أيضا واكتشاف ماذا يحدث هناك، وشاهدت جثة هامدة ملقاة على الرصيف والتقطت حينها ثلاث صور من دون تفكير، دهشت بمدى استجابة الناس، وكانوا يبدون كما لو أنهم في جنازة، وأحيطت الجثث الميتة بالأوراق، لقد قمت بتصوير أشخاص متوفَّيْن كثيرا على مدار حياتي، ولم أكن أعرف هوية المتوفى، وربما يعد ذلك أفضل في هذه الحالة، وتُجسد الصورة جميع الضحايا".
وقدَّم المصور لويك فينانس صورة تُجَسِّد الأزهار والشموع في أحد مطاعم باريس في الأحد 15 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد هجمات باريس، وأضاف فينانس "غربت الشمس وكان هناك الكثير من الناس يعبرون عن احترامهم، وكان المكان مزدحما، ولكن الجميع صامتون، وأحضرت امرأة راديو وكانت تُذاع أغنية جاكس بريل If You Only Have Love، وجاءت فتاة صغيرة لإشعال الشموع وكانت لحظة عاطفية للغاية، وكان المبنى مغطى بثقوب من طلقات الرصاص فى الجدران وعلى النوافذ، وأعرف منطقة لي كاريلون جيدًا وعشت بالقرب منها ما يقرب من 12 عاما، شعرت بأن المشهد رمزي للغاية، إنه مشهد مزدوج مرعب لكنه جميل، وافتُتح المطعم مرة أخرى وكنت أواعد بعض الأصدقاء هناك، ولم أكن خائفا بشكل خاص، ولكن عندما أوجد مرة أخرى فى مطعم لي كاريلون سأتأثر قليلا بسبب الذكرى، ولكني لست خائفا".