وزارة الخارجية المصرية

استنكرت وزارة الخارجية المصرية بشدة التقرير الذي أصدرته منظمة "هيومان رايتس ووتش" حول مصر، مؤكدة أنَّ التقرير "مسيس ويفتقر لأبسط قواعد الدقة والموضوعية".

واستدعت "الخارجية" في الوقت نفسه، السفير الأميركي في القاهرة روبرت بيكروفت، للتعبير عن امتعاضها من زيارة شخصيات من جماعة "الإخوان" المحظورة قانونا في مصر إلى واشنطن لحضور مؤتمر خاص ولقاء بعض المسؤولين هناك.

ويأتي هذا بعد يوم من تقرير آخر قدمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الكونغرس يحمل انتقادات كثيرة من بينها "الابتعاد عن الديمقراطية وخنق حرية التعبير والقبض على آلاف المعارضين السياسيين، وعدم مساءلة القوات الأمنية على حالات القتل غير المشروعة".

وصرَح الناطق باسم الوزارة السفير بدر عبد العاطي، بأنَّ "هذا الأمر ليس بمستغرب أن يصدر عن منظمة ليست لديها مصداقية سواء بالنسبة إلى الرأي العام المصري أو لدى العديد من دول العالم بسبب ما دأبت عليه من ترويج للأكاذيب ومعلومات مغلوطة، وليس لها أساس من الصحة ولا تمت للواقع بصلة استنادًا إلى مصادر معلومات غير موثقة وغير دقيقة".

وأكد عبد العاطي أنَّ التقارير غير الموضوعية التي دأبت المنظمة على إصدارها عن مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو تؤكد بجلاء أنَّ هذه المنظمة تستهدف بشكل مباشر النيل من الشعب المصري وإرادته لتحقيق تطلعاته.

وأضاف: "كلما تقدمت مصر وحققت انجازات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، تقوم المنظمة بدورها بترويج الأكاذيب لتستهدف استقرار البلاد والتشكيك في إرادة الشعب المصري، من خلال إصدارها تقارير وبيانات مسيسة، وقيادة حملة ممنهجة ضد مصر مما يشير إلى أنها تعمل وفق أجندة تتناقض مع مصالح الشعب المصري".

وذكر أنه يتضح من ثنايا التقرير أنَّ هذه المنظمة التي تدعي باطلًا دفاعها واحترامها لحقوق الإنسان باعتبارهما الهدف الأساسي من عملها، إنما تساند العمليات والممارسات المتطرفة وتدعم كذلك مرتكبي أعمال العنف والترويع، خصوصًا في ضوء صمت هذه المنظمة المريب إزاء العمليات التي تستهدف المدنيين العزل الأبرياء ورجال الجيش والشرطة والقضاء.

وكشفت مصادر في كل من السفارة الأميركية لدى القاهرة و"الخارجية" المصرية في تصريحات إلى "مصر اليوم"، أنَّ استدعاء "الخارجية" للسفير الأميركي تم هذا الأسبوع، بسبب تحركات "الإخوان" في واشنطن، حيث طلبت مصر الاجتماع لتأكيد عدم رضاها عن تعاملات الولايات المتحدة الأميركية مع "الإخوان".

وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راتكه، عن قول ما إذا كانت السلطات المصرية قد استدعت بيكروفت أو ما إذا كان مسؤولون أميركيون سيلتقون شخصيات "اخوانية" تزور واشنطن، قائلًا للصحافيين إنَّه "على علم بتقارير لوسائل الإعلام عن مثل هذه الزيارة لكن ليس لدي أي اجتماعات لأعلنها".

وردًا على خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى "الكونغرس" حول الأوضاع في مصر، شدَّد عبد العاطي على أن الخطاب يحمل عددا من النقاط غير الدقيقة المتعلقة بحقوق الإنسان، وبه أيضا ملفات أخرى تتعلق بالعلاقات بين البلدين تم تناولها بطريقة إيجابية.

وأوضح عبد العاطي: "القسم الايجابي في الخطاب يعكس الواقع والأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين، والتي تم تتويجها بتحديد موعد انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي 27 تموز/ يوليو المقبل في القاهرة، بين وزيري خارجية البلدين، فور انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، والتطورات الايجابية التي تمت في الفترة الأخيرة تعكس مدى أهمية هذه العلاقات، وفي مقدمة تلك التطورات استئناف المساعدات العسكرية التي سبق تعليقها بعد 30 حزيران".

وأضاف: "كما أن الكونغرس أزال العديد من الشروط المرتبطة بتقديم المساعدات، وهذا يعكس أهمية استراتيجية للعلاقات وإدراك من الجانبين بأن هذه العلاقات تم الاستثمار فيها على مدى العقود الماضية، وانه ينبغي البناء عليها بما يحقق مصالح البلدين".

وفيما يتعلق بالانتقادات المتعلقة بحقوق الإنسان، عقّب المتحدث باسم وزارة الخارجية بأنَّ "التقييمات الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان غير دقيقة على الإطلاق، ولا تعكس الواقع الحالي في مصر، وما تشهده من حراك تطورات سياسية هامة وإيجابية"، مضيفا: "أن غالبية الدول الغربية تستند إلى تقارير صادرة من منظمات غير حكومية لا تتسم بالموضوعية ولا المصداقية، وبعضها ليس له وجود مادي داخل مصر".

وأعطى المتحدث الرسمي مثالا حول ذلك وهو الإدعاء بأن هناك أعدادا كبيرة من المحتجزين، كان قد ورد من جانب احد المنظمات غير الحكومية التي تفتقد المصداقية، وأخذت بعض الدول الغربية هذا الرقم كأنه أمر مسلم به بعيدا عن أرض الواقع والتطورات وتجاهل لما تشهده مصر من حراك سياسي إيجابي.

وتأتي هذه الانتقادات بعد تحركات قامت بها مصر على مستوى دول عدة، أبرزها جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأوروبية والتي شهدت توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية والأمنية مع ألمانيا والمجر، فضلًا عن استضافة مؤتمر المعارضة السورية، ومؤتمر التكتلات الأفريقية والمؤتمر الثلاثي مع ايطاليا، إلى جانب المناورات العسكرية مع روسيا قبالة سواحل الإسكندرية.

وفي السياق نفسه، استنكر حزب "المحافظين"، التقرير الذي أصدرته منظمة "هيومان رايتس ووتش" حول الأوضاع في مصر، مؤكدًا أنَّ "تلك المنظمات المشبوهة تتعمد إصدار تقارير تفتقر لأبسط قواعد الدقة والموضوعية".

وأكد أمين عام التنظيم في الحزب بشري شلش، أنَّ تقرير "هيومان رايتس ووتش" يحمل بين طياته نوايا خبيثة، موضحًا أنَّ المنظمة دأبت على ترويج الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي ليس لها أساس من الصحة ولا تمت للواقع بصلة استنادًا إلى مصادر معلومات غير موثقة وغير دقيقة، تحصل عليها من عناصر "الإخوان.

وأوضح شلش أنَّ التقارير غير الموضوعية التي تتعمد تلك المنظمة بثها من بعد ثورة الثلاثين من يونيو توضح أن المنظمة تستهدف بشكل مباشر النيل من الشعب المصري وإرادته لتحقيق تطلعاته، من خلال استهداف استقرار البلد،  وقيادة حملة ممنهجة ضد مصر.