رام الله - ناصر الأسعد
اكتسبت "التكايا" الرمضانية التي مولتها هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية من خلال مكتبها في فلسطين أهمية خاصة بالنسبة إلى الآلاف من الفقراء والمحتاجين من الذين أمّوا هذه "التكايا" في سبيل الحصول على وجبات إفطار ساخنة على مدى أيام الشهر الفضيل.
ورفدت الهيئة "التكايا" والمراكز الإيوائية في محافظات القدس والخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وسلفيت وقلقيلية وجنين بالأطنان من المواد الغذائية، كما وزعت أكثر من عشرة أطنان من المواد الغذائية لتسيير "التكايا" والمراكز الإيوائية، بالتعاون مع لجان أموال الزكاة والجمعيات المحلية لتوزيع آلاف الوجبات الساخنة على الأسر المتعففة التي قست عليها ظروف الحياة وتعجز عن توفير لقمة العيش لأفرادها، وسط مطالبات من الأسر المتعففة بأن تأخذ تلك "التكايا" طابع الاستمرارية في سبيل توفير الطعام للعائلات الفقيرة التي لا تقوى على توفير القوت اليومي لأفرادها، وهو الأمر الذي أكده مدير صندوق الزكاة الفلسطيني حسان طهبوب.
وأكدت أن وزارة الأوقاف تدرس بشكل جدي إقامة مؤسسات لعمل "التكايا" من خلال نظام وقفي وعطاء دائم وعبر لجان رسمية، بحيث تعمل "التكية" على مدار العام، وتقدم المساعدة لها وليس في شهر رمضان المبارك فقط، مؤكدة أن هيئة الأعمال الإماراتية شريك لا غنى عنه في تعزيز أوجه الخير والانتصار للضعفاء وتلمس احتياجات المحتاجين، وهي تمد لجان الزكاة بالكثير من البرامج الاجتماعية والإغاثية.
ولفت مفوض هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين إبراهيم راشد، إلى أن الهيئة اتفقت مع عدد من لجان أموال الزكاة والمؤسسات والجمعيات الخيرية والأهلية في فلسطين من أجل تفعيل "التكية" الخيرية الرمضانية، وأن إنشاء وتفعيل " التكية" الرمضانية يندرج في إطار سلسلة البرامج والمشاريع الإنسانية التي تنفذها الهيئة الإماراتية في فلسطين وتزداد كمًا ونوعًا خلال الشهر الفضيل، وذلك بهدف توفير الوجبات الغذائية الساخنة يوميًا للفقراء والعائلات التي تعيش أوضاعًا اقتصادية صعبة تحول دون تمكينها من توفير الغذاء الجيد لأفرادها خلال الشهر الفضيل.
وبيّن أن هذه المبادرات مستلهمة من المفهوم الإسلامي الذي يوصي بتوفير الغذاء للفقراء وتحمل المسؤولية الاجتماعية تجاههم عن طريق رعاية الأشخاص الأقل حظًا في المجتمع.
وأضاف أنه خلال الشهر الفضيل تترسخ في الأذهان المعاني العظيمة لهذا الشهر، حيث تقع على عاتق الجميع مهمة التنافس على تأدية الواجب تجاه الفقراء والمحتاجين والمرضى والمتعطلين عن العمل، وغيرها من شرائح المجتمع التي تعيش معاناة قاسية وظروفًا اقتصادية صعبة للغاية.
وأشار راشد إلى أن فكرة توفير الطعام للأسر المتعففة ولدت نظرًا إلى حجم الحاجات الماسة والفقر الذي يعانيه المواطنون الفلسطينيون، وتحديدًا الفقراء ممن لا يجدون قوتهم اليومي، بهدف الإسهام في توفير الأمن الغذائي وتحسين مستوى المعيشة لهؤلاء.
وأفاد أنه في جنين، وقع الاختيار على نادي "جنين" الرياضي، ليكون مركزًا لـ "التكية" الرمضانية، وذلك نظرًا إلى أهمية موقع النادي في قلب البلدة القديمة، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة جاءت لتحمل رسالة خير وتلاحم وتآلف وشعور بمعاناة الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة التي حث فيها الإسلام العظيم على الخير ورعاية المحتاجين وتخفيف معاناتهم، إضافة إلى إحياء التقاليد الإسلامية.
وحرصت هيئة الأعمال الإماراتية على تقديم كل أشكال الدعم من أجل إعادة إحياء "تكية" جنين الرمضانية، وذلك في إطار الدعم الذي قدمته الهيئة لنادي "جنين" الرياضي المتمثل في سقف ساحته الأمامية، والقيام بأعمال التصليح والترميم، بما يمكن استخدامها قاعةً تستضيف المناسبات الاجتماعية ومفتوحة أمام كل شرائح المجتمع المحلي.
وأضاف راشد أنه تم الاتفاق على أن تستخدم هذه القاعة "تكيةً" رمضانية على مدى أيام الشهر المبارك، لافتًا إلى إسهام الهيئة الكبير في تحمّل نفقات التكية بالشراكة مع مؤسسات عدة.
وقدم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس، شكره لدولة الإمارات وهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية والهيئات الإماراتية الأخرى، على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني ومساندته الدائمة في رباطة وصموده على أرض فلسطين، وشدد على أهمية ودور هذه "التكايا" في خدمة الفقراء والمحتاجين من أبناء الشعب الفلسطيني.