الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

حمل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعنف على جماعة الحوثيين، معتبرًا أنهم جعلوا أنفسهم "خنجرًا إيرانيًا يطعن في الجسم الواحد للجزيرة والخليج العربي". واتّهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بـ "خيانة الجمهورية والثورة والوطن".

وفي غضون ذلك، احتدمت المعارك غرب مدينة مأرب اليمنية الأحد، وأكدت مصادر الجيش الموالي للحكومة الشرعية الذي تدعمه قوات التحالف، مقتل عشرات المسلحين من جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم، بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع للجماعة ومعسكرات تسيطر عليها في صنعاء وضواحيها. وطاولت الغارات أيضًا مواقع في محافظات مأرب والبيضاء وإب والحديدة وصعدة.

وغادر الرئيس هادي مدينة عدن متوجهًا إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأفادت مصادر حكومية بأنه سيلقي كلمته من على منبر المنظمة الدولية مطلع تشرين الأول/ أكتوبر ، ويتناول انقلاب الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح على العملية الانتقالية، وما تعرّضت له مدن اليمن من دمار.

وقبل مغادرته عدن، شن هادي هجومًا حادًا على جماعة الحوثيين وعلي صالح، في كلمة مكتوبة لمناسبة ذكرى ثورة "26 أيلول/ سبتمبر" ضد الحكم الإمامي في ستينات القرن العشرين. وشدد على أن الحوثيين "جعلوا من أنفسهم خنجرًا إيرانيًا يطعن في الجسم الواحد للجزيرة والخليج العربي". وأضاف: "في كل مرة يستأجرون المرضى والمجرمين وأصحاب النزوات الشريرة والأطماع البائسة، كما حالهم اليوم وهم يستأجرون صالح وأعوانه".

واتهم هادي سلفه بـ "خيانة الجمهورية والثورة والوطن، من خلال نياته المبكرة في الانقلاب على الحكم الجمهوري وعلى نضالات اليمنيين، وتحويل اليمن إلى ضيعة خاصة به وبأبنائه وأسياده". وتعهّد رفع علم الجمهورية على جبال "مران" و "سنحان"، والأولى مسقط رأس الحوثي والثانية مسقط رأس علي صالح.

إلى ذلك، أكدت مصادر في "المقاومة الشعبية" في تعز أن طيران التحالف دمّر صاروخًا كان الحوثيون يستعدون لإطلاقه على مقر إقامة هادي في عدن، في حين كشفت مصادر المقاومة في محافظتي لحج وأبين أنها رصدت "تحركات مريبة لمسلحي الجماعة"، وسط مخاوف من محاولتهم مجددًا مهاجمة المحافظات الجنوبية المحررة، أو استهداف مناطقها الحيوية بالصواريخ البعيدة المدى.
وذكرت المصادر أن مسلحي المقاومة صدوا في تعز هجومًا واسعًا لقوات الحوثيين في منطقة "الجحملية" لاستعادة منزل علي صالح الذي سيطروا عليه في آب/ أغسطس الماضي، في ظل مواجهات عنيفة في مناطق "الضباب" و "ثعبات" مع تقدُّم للمقاومة شرق المدينة، وسُجِّلت خسائر في صفوف الحوثيين.

أكد مصدر في المقاومة أن طيران التحالف دمّر صاروخ "سكود" و "آلية تابعة لميليشيا الحوثيين في حي كمب وقتل 57 وجرح 33 من عناصر الميليشيا في القصف الجوي والمواجهات.

وأشارت مصادر محلية إلى أن الميليشيا تواصل قصف الأحياء السكنية من مواقع تمركزها في جبل أومان في الحوبان، والحرير، وحبل جعشة المطل على حي السلال ووادي عرش وجبل الوعش، والدفاع الجوي في مدينة النور، ومعسكر اللواء 35. وسقط عشرات من المدنيين وجُرِح آخرون.

وفي عدن، التقى نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح عددًا من أعضاء مجلس المقاومة في محافظة تعز. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية " سبأ" عن بحاح تأكيده أن انتصار تعز سيتحقق قريبًا، بجهود المقاومة الشعبية ومساندة قوات التحالف العربي.

وعلى الحدود السعودية الجنوبية المحاذية لليمن، واصلت القوات البرية السعودية صدّ مسلحي ميليشيا الحوثي وعلي صالح في أكثر من موقع، باتجاه محافظتي الخوبة والطوال. ودمّرت طائرات التحالف كهوفًا يتحصن فيها مسلحون يطلقون قذائف "كاتيوشا" في منطقة الملاحيط اليمنية.

واستهدفت قذائف "هاون" مواقع داخل الأراضي السعودية، وشاركت مروحيات "أباتشي" في صد محاولات اعتداء على الحدود السعودية. وتمكنت القوات السعودية من أسر ثمانية أشخاص.

واستهدف طيران التحالف قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء بنحو 20 غارة، كما أغار على أهداف للحوثيين في ضواحيها الشمالية والشرقية والجنوبية، في مناطق "أرحب، وبني حشيش، وبني بهلول". واستهدف مواقع في مدينة يريم شمال محافظة إب وأخرى في مديريتي "الخوخة" و "الصليف" في محافظة الحديدة.

وتحدث سكان في محافظة البيضاء عن انفجارات ضخمة بعد غارات للتحالف استهدفت معسكر اللواء 26 في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق وجماعة الحوثيين في مديرية السوادية، ويُعتقد بأن الغارات دمّرت مخازن للسلاح.

وأشارت مصادر محلية إلى غارات ضربت مديريتي "حزم العدين" و "جبل رأس" غرب مدينة إب، ومناطق في مديرية "كتاف" بمحافظة صعدة معقل الحوثيين الرئيس (شمال غرب)، في حين أكدت مصادر طبية في صنعاء مقتل ثمانية مدنيين في منطقة بني حشيش. ونفت السعودية مسؤولية التحالف عن هجوم أوقع 25 قتيلًا من المدنيين.

وأكدت مصادر موالية لقوات هادي والتحالف أن عشرات من الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات وقصف بالطيران في مناطق "الجفينة" و "وذات الراء" وقرب "تبة المصارية"، وفي صرواح ومعسكر "كوفل" غرب مأرب.

ويعتقد مراقبون بأن غارات طيران التحالف المستمرة هدفها إنهاك قوة المسلحين الحوثيين وتدمير ترسانتهم الضخمة من الأسلحة وإرباك خطوطهم الأمامية ودك تحصيناتهم كما ترمي إلى عزل العاصمة صنعاء عن بقية المحافظات وقطع الإمداد عنها مع اقتراب عملية التقدم البري إليها من محافظة مأرب.