ابوظبي- سعيد المهيري
كشف الخبير أول رئيس قسم الهندسة الجنائية الميكانيكية في شرطة دبي أحمد محمد أحمد، أن ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام نجوا من الموت المحقق في حريق بعد أن غادر أحد الأقارب وترك أعواد الثقاب والسجائر على الطاولة في مجلس خارجي ملحق ببيت الأطفال الثلاثة بدافع الفضول في محاولة إشعال أعواد الثقاب.
وأكد أحمد أن الواقعة تعود إلى تلقى بلاغ من أحد المنازل يفيد باندلاع حريق في المجلس الخارجي للبيت دون أن يعرفوا السبب، وأن الباب مغلق من الداخل وربما أن الأطفال محتجزون والنيران تلتهم المكان، وعلى الفور انتقلت فرق الدفاع المدني وخبراء الحرائق بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، وفور وصولهم كان باب المجلس مغلقاً بعد أن ساهمت المادة الجلدية حول الباب في إغلاقه بالكامل.
ونوه بأنه تم كسر الباب بعد أن تصاعد الدخان من المجلس، وتبين أن أحد الأقارب كان يدخن هناك وترك علبة الثقاب والسجائر على الطاولة فدفع الفضول بالأطفال إلى محاولة العبث واللعب فأشعلوا أحد أعواد الثقاب الذي سقط على الأرض وأحرق السجادة، وامتدت النيران إلى المجلس، ولم يكن أحد قريب من المكان، ولم يلتفتوا إلى الحريق إلا بعد تصاعد الأدخنة الكثيفة، حيث تبين أن الأطفال الثلاثة في الداخل، فحاول الأهل كسر الباب للدخول، وفي حينها وصلت فرق الدفاع المدني، وتمكنوا من إخراج الأطفال وإنقاذهم من موت محقق.
ولفت إلى أن تدخين أولياء الأمور تسبب في اندلاع نحو أربع حالات حرائق في المنازل العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، خاصة تدخين الشيشة الذي يتسبب في احتراق أبراج بأكملها مثل حريق برج الشعلة الذي تأكد أنه بسبب ترك فحم الشيشة مشتعلة في البلكونة.
وذكر أحمد إن أحد الحوادث التي تبدو غريبة، حريق وقع مؤخراً في فناء أحد المنازل، وقد أكد أهل البيت أنهم تخلصوا من الفحم المشتعل بعد الشواء في فناء المنزل ولم يكن معروف في البداية سبب الحريق، وأكدت الأدلة أن هناك أخطاء بسيطة يمكن أن تتسبب في حرائق كبيرة، منها ترك الفحم غير المشتعل بجوار الفحم المشتعل، حيث تتطاير ذرات بسيطة أثناء الاشتعال وتقفز داخل عبوة الفحم غير المشتعل وتبقى كامنة لمدة تزيد عن أربع ساعات وبعدها تشتعل النيران في الفحم كله، وذلك ما حدث، وأكد الخبير أول أحمد أن ربات المنازل والخادمات بحاجة إلى توعية في طريقة التعامل مع الحرائق.
ودعا إلى عدم وضع الفحم غير المستخدم إلى جوار الفحم المشتعل تحسباً لانتقال أي شرر بسيط إلى الفحم، محذراً من تدخين الشيشة وترك الفحم على الشرفات، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أنه ثبت بالأدلة أن فحم الشيشة متهم في الكثير من الحرائق في فصل الصيف، وأن الإهمال في التخلص منه يتسبب في حرائق كارثية خاصة في ظل عدم توفر أنظمة إطفاء ذاتية في بعض المباني والمنازل.