واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن جرائم الاغتصاب التي ارتكبها مقاتلو تنظيم "داعش" المتشدد في حق النساء اليزيديات، معتبرة أنّ هذه الوقائع تعد ضد الإنسانية.
وأبرزت المنظمة اعترافات ناجيات من جرائم الاغتصاب، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 12 عامًا، بعد أن هربن الخاطفين في شمال العراق، ووصفن الأعمال الوحشية وتعرضهن لاغتصاب جماعي مرات عدة.
وبيَّن الطبيب المسؤول عن علاج النساء الناجيات في دهوك، أنَّ أكثر من من 70 ناجية تعرضن للاغتصاب أثناء احتجازهن كرهائن من قبل التنظيم المتشدد.
وذكرت إحدي الناجيات، وتدعى رشيدة، وتبلغ من العمر 31 عامًا، أن مقاتلي "داعش" يختارون النساء بطريقة "اليانصيب" وأنها حاولت الانتحار عن طريق ابتلاع مادة كيميائية سامة بعد أن أمرها أحد الخاطفين أن تستحم.
ووصفت فتاتان الإساءة التي تعرضت إليها شقيقتهما البالغة من العمر 16 عاما من قبل أربعة رجال على مدى عدة أشهر.
أضافا أن شقيقتهما كانت تتعرض للضرب والاغتصاب علي يد مقاتل أوكراني عذبها بالصدمات الكهربائية، وبقيت رهينة عند "داعش".
وأوضحت جليلة التي تبلع من العمر 12 عاماً لـ"هيومان رايتس ووتش"، أن مقاتلي التنظيم "كانوا يقولون لنا أن نقف ونظهر شعرنا ويضربون الفتيات في حالة رفض اتباع الأوامر".
وأضافت أنها تعرضت للاغتصاب لمدة ثلاثة أيام. وقالت فتاة أخري في العمر ذاته أنها تعرضت للخطف في آب/ أغسطس، وتعرضت للاغتصاب مرارا وتكرارا. وتابعت "كان ينام في نفس المكان معي وحاول أن يجعلني أتغلب على خوفي". وأبرزت "أخبرني أنني مثل ابنته ثم استيقظت وكانت ساقي مغطاة بالدم".
وأكّدت منظمة حرية المرأة في العراق، أن الآلاف من اليزيديات تم بيعهن في سوق النخاسة وخلص تقرير "هيومان رايتس ووتش" إلى أن العديد من الناجيات حاولن الوصول إلى المساعدة النفسية والخضوع لاختبارات الأمراض المنقولة جنسيًا والإجهاض القانوني الآمن.
وذكرت مدير حقوق المرأة في "هيومان رايتس ووتش"، ليزل غيرنهولتز، "ارتكب تنظيم داعش جرائم الاغتصاب المنظمة والاعتداء الجنسي، وغيرها من الوقائع المروعة ضد النساء وتحتاج الناجيات إلى العلاج من صدمة لا يمكن تصورها".
وجرى عرض الفظائع التي عانت منها اليزيديات بشكل كامل في تقرير مكون من 87 صفحة صدر عن منظمة العفو الدولية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المنصرم.