أبوظبي - صوت الإمارات
أكدت شخصيات أكاديمية وشعبية إماراتية تضامنها مع أهالي ضحايا دولة الكويت، مشددين على أهمية المحافظة على الوحدة الوطنية واللحمة الشعبية لمواجهة الخطاب الطائفي الذي بدأ ينتشر في عدد من الدول الخليجية بشكل سريع، تأثرًا بالأحداث الدموية التي تحاول جهات متطرفة تعميمها ونشرها لضرب الوحدة والأمن المجتمعي.
وحذرت الشخصيات في مجلس رمضاني استضافه مدير عام جامعة الإمارات الدكتور علي راشد النعيمي، بالتعاون من برنامج خليفة لتمكين الشباب من مغبة الانجراف خلف التعصب المذهبي، مؤكدين أن تنظيمات متطرفة واستخباراتية تسعى إلى ضرب وحدة المجتمعات الخليجية والإضرار بمصالحها وتلاحهما، وطالبوا بتجريم الممارسات ذات الطابع الطائفي الإقصائي، ومواجهة قنوات الفتنة التي تبث أفكارها المتطرفة دون رقابة أو تقنين.
وأوضح الدكتور علي راشد النعيمي، أن هناك من يخطط للنيل من مفهوم الوطنية، عبر استدعاء الخلافات الطائفية، وإعلاء الخطاب الإقصائي، ولفت إلى أن الوعي المجتمعي يبقى بخطورة مثل تلك المؤثرات، وأنه الرهان لتجاوز دول الخليج شلالات الطائفية التي تسعى إلى إغراق الجميع فيها.
وشدد على أن أجهزة مخابرات وتنظيمات متطرفة تعمل على بث النزعة الطائفية بين أفراد المجتمعات الخليجية، عبر استهداف مقدسات المذاهب، وإعلاء الخطابات المذهبية في وسائل الإعلام، وقنوات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن تلك المحاولات اليائسة والمشبوهة لزرع بذور الفتنة الطائفية فشلت مرارًا في السعودية والكويت وغيرها من الدول الخليجية، إلا أنه أكد على أهمية وضع تشريعات صارمة ضد الخطاب الطائفي بكل أشكاله.
وأضاف "تابعنا بكل أسى تفاصيل عملية التفجير التي طالت مسجد الإمام الصادق في العاصمة الكويتية"، مشيرًا إلى أن ردة الفعل الشعبية الرافضة للقتل والعنف، بغض النظر عن انتماء المنفذين تؤكد أن المجتمعات الخليجية لا زالت تملك الحس الأمني والجمعي المتوافق والقادر على التصدي لمحاولات المخربين.
من جهته أكد المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب الدكتور إبراهيم الدبل، أن المتطرفين والخارجين عن تعاليم الإسلام الحنيف، وعن القوانين والأنظمة الإنسانية والقانونية، يجتهدون للنيل من المجتمع ووحدته لجعله متوافقًا مع ما يحملونه من سواد وكراهية، وبين أن المخربين يسعون إلى فرقة مجتمعية تؤدي إلى فوضى أمنية تسهل من مهمة دخولهم إلى المجتمعات الخليجية وإقحامها في الفوضى التي تجتاح عددًا من الدول العربية.
وذكر أن عددًا من الجماعات المتطرفة يحاول تصدير نماذج الانجراف الطائفي الذي تمكنت من زرعه في عدد من الدول العربية كالعراق وسورية إلى باقي الدول العربية، ودعا المؤسسات الحكومية والمدنية والفعاليات المجتمعية وأبناء شعوب الدول الخليجية إلى الوقوف في وجه هذه المحاولات حماية لمكتسبات دولها وسلامة الأوطان.
وحذر خالد بن خليفة الكعبي من تزايد أعداد أعضاء التنظيمات والأفكار المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يعد أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق أثناء العمليات المتطرفة، كما تحدث عن استغلال حسابات المستهدفين في التعرف على دائرة أصدقائهم ومعارفهم للوصول إليهم وجمع بيانات عن تحركاتهم.
وأفاد أن أغلب التنظيمات المتطرفة تهدف إلى توظيف قنوات التواصل الاجتماعي لجذب الانتباه وضمان اجتذاب المشاهدين لرسائل التنظيم، والسعي إلى السيطرة على الخطاب السائد، والتصدي للحملات المضادة، وإقامة روابط المؤيدين، إلا أن الصفة الأبرز في الخطاب "الداعشي" وفق وجهة نظره تكمن في تضخيم القوة، والتخويف، واستعراض القدرات وتصويرها بالدموية.
إلى ذلك أكد المحامي محمد الغفلي، أن الطائفية بما تشمله من رفض لوجود الآخر لدرجة تصل إلى الدعوة علنًا إلى القتل تمثل قمة ما يمكن أن تصل إليه الفوضى الأمنية في أي مكان في العالم، مشيرًا إلى أن انتشار مثل تلك المفاهيم والمعتقدات وترسخها في أذهان بعض ضعاف النفوس يشكل تهديدًا أمنيًا بالغ الخطورة، مؤكدًا ضرورة الحرص على اجتثاث تلك الممارسات ومعاقبة مرتكبيها فورًا.