دبي - صوت الإمارات
أثنى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مبادرة رجل الأعمال عبدالله الغرير بإيقاف ثلث ثروته (4.2 مليارات درهم) لدعم التعليم، معربا عن إعجابه بتحديد مجالات وقفه في دعم التعليم والمعرفة والابتكار، وهي أهم ما يحتاجه العالم العربي اليوم.
وأوضح في تدوين عبر "تويتر" "الإخوة والأخوات أحببت أن أثني على مبادرة رجل الأعمال عبدالله الغرير بإيقاف ثلث ثروته (4.2 مليارات درهم) لدعم التعليم، أعجبني في وقف عبدالله الغرير أنه حدد بوضوح منذ البداية مجالات وقفه في دعم التعليم والمعرفة والابتكار، وهي أهم ما يحتاجه العالم العربي اليوم".
وأضاف " أعلن عبدالله الغرير أيضاً عن 15 ألف طالب جامعي عربي سيتكفل بهم.. ونشد على يده وعلى يد جميع أصحاب المبادرات الإنسانية الشجاعة في عالمنا العربي".
وأشار إلى أنه "عندما يحمل رجال الأعمال بعضا من مسؤوليات الأمة، وتتعاون معهم الحكومات والمؤسسات لتغيير الواقع للأفضل، فأوطاننا بلا شك على طريق تنموي صحيح".
وكان عبد الله أحمد الغرير، أحد أبرز قادة الأعمال في الإمارات العربية المتحدة أعلن في دبي أمس الثلاثاء أنه خصص ثلث ثروته الشخصية لإنشاء "مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم" والتي تهدف إلى تزويد جيل الشباب في العالم العربي بالكفاءات والمهارات اللازمة لتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل وتزويدهم بالكفاءات والقدرات المطلوبة ليسهموا في نهضة مجتمعاتهم وبنائها.
وتسعى المؤسسة لتوفير فرص الحصول على التعليم الجامعي للمتفوقين من العائلات محدودة الدخل في الإمارات والعالم العربي، حيث ستعمل على توفير منح دراسية جامعية لما يزيد على 15 ألف طالب خلال المرحلة الأولى لعملها التي تمتد على السنوات العشر القادمة وذلك بميزانية أولية تقدر بـ4.2 مليارات درهم (1.1 مليار دولار) على أن تتلوها مراحل لاحقة وفق الخطة الاستراتيجية للمؤسسة.
وستركز المنح على التخصصات الأكاديمية التي تلبي احتياجات الاقتصاد العالمي الحديث وتواكب أولويات وأسس بناء الدولة العصرية كما وستقوم المؤسسة بدعم برامج تعنى برفع مستوى جودة التعليم الاساسي في العالم العربي والبرامج الهادفة لتطوير الابتكار والتميز في التعليم.
ولفت عبدالله الغرير في تصريح صحافي له إنه أقدم على ذلك التزاما منه بمسؤوليته تجاه وطنه وانسجاما مع مسيرة الإمارات الإنسانية التي يحتفي بها في "يوم زايد للعمل الإنساني" تكريما لذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تصادف 19 رمضان من كل عام.
وقام الغرير ـ مالك مجموعة الأعمال الشهيرة التي تزاول نشاطها في مجالات متعددة تشمل الخدمات المصرفية والغذاء والبناء والعقارات ـ بتسجيل المؤسسة قانونيا وتعيين مجلس أمناء برئاسة عبد العزيز عبدالله الغرير لتسييرها والإشراف على أعمالها وعمل على إنجاز الإجراءات القانونية التي تمنح "مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم" ملكية ثلث مجموعة شركات عبد الله أحمد الغرير بما في ذلك أصولها وعوائدها وأرباحها.
وأوضح أن "هذه المبادرة تأتي استكمالا للمسيرة الإنسانية التي قادتها الإمارات في نشر قيم الخير والتراحم والعطاء وتوفير الرفاه والحياة الكريمة لشعبنا وكل المقيمين على أرضنا وعلى امتداد العالم العربي ووقع اختيارنا على التعليم كونه أحد أهم أسس نهضة المجتمعات وبناء الحضارات، وهو المحرك الدافع لمسيرة التنمية المستدامة".
وأكد الغرير أن " القيادة الحكيمة في دولة الإمارات شكلت نموذجا وقدوة على مستوى العالم العربي في تكريس الأولويات الوطنية لتحقيق الرفاهية والسعادة لشعبها ووفاء لهذه الرؤية واستكمالا للمسيرة الإنسانية والخيرية التي انتهجتها دولتنا نعمل على أداء واجبنا ضمن مسؤوليتنا الوطنية والاجتماعية من خلال المبادرة إلى إنشاء هذه المؤسسة التي ستفتح آفاقا من الفرص لأجيالنا القادمة".
وستركز "مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم" في المرحلة الأولى فيما يخص برنامج البعثات الدراسية على المواطنين الإماراتيين والمقيمين العرب في دولة الإمارات على أن تتوسع بشكل تدريجي لتشمل الشباب العرب من مختلف أنحاء العالم العربي.
وسوف تتعاون المؤسسة ـ بصفتها أكبر المبادرات الخيرية الخاصة التي تركز على دعم التعليم في العالم العربي ـ مع المجتمع التعليمي في المنطقة ومختلف دول العالم لزيادة الوعي حول أهمية زيادة الاستثمارات الخيرية الخاصة في مجال التعليم.
يذكر أن مستوى تحصيل التعليم العالي في العالم العربي منخفض مقارنة بالدول المتقدمة وبحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" فإن عدد الملتحقين بالتعليم العالي في الدول العربية لا يتعدى ثلث خريجي المدارس الثانوية أي أقل من المتوسط العالمي بينما ترتفع هذه النسبة إلى ما نسبته 70 في المئة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالـــية.
وأوضح رئيس اتحاد مصارف الإمارات عبدالعزيز الغرير والذي يتولى رئاسة مجلس إدارة "مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم" خلال مؤتمر صحافي عقد أمس الثلاثاء بمناسبة إطلاق المؤسسة إن هذه المؤسسة تعد خطوة أولى لمزيد من التعاون بين المؤسسات الخيرية وقادة الأعمال والمؤسسات التعليمية.
ودعا إلى ضرورة مأسسة العمل الخيري في الدولة بما يكفل له القوة والاستدامة لتطال الأجيال القادمة من الشباب محليا وعربيا.
وذكر أنه تم الانتهاء من التسجيل القانوني للمؤسسة الناشئة، حيث تم تعيين مجلس أمناء مكون من أربعة شخصيات يترأسه عبدالعزيز عبدالله الغرير، توكل إليه مهام تسيير الأعمال والإشراف عليها وإنجاز الإجراءات القانونية بما يضمن ملكية المؤسسة الوليدة لثُلث مجموعة شركات عبدالله أحمد الغرير متضمنة الأصول والعوائد والأرباح.
واعتبر أن المؤسسة هي خطوة أولى في طريق مستمر نحو المزيد من التعاون بين المؤسسات الخيرية وقادة الأعمال والمؤسسات التعليمية المختلفة، مشيراً إلى أن تحقيق التطلعات الطموحة لدولة الإمارات والدول العربية يتطلب إمداد قادة المستقبل في المنطقة بالقدرات والأدوات اللازمة لتحقيق النجاح، وبين إن تحمل المسؤولية المشتركة تجاه تعزيز مستويات التعليم للجميع يساهم في إرساء دعائم متينة لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا في المستقبل".
وأفاد أن الاستراتيجية العامة للمؤسسة الجديدة تم وضعها بناءً على دراسة قامت بها "مجموعة بوسطن" إحدى أكبر الشركات الاستشارية العالمية للبدء بتقديم المنح الدراسية للطلبة ابتداء من العام الدراسي المقبل 2016 وفقا لمعايير الجدارة والأهلية والحاجة إلى التعليم التي تجري من خلال عملية اختيار شفافة بالتعاون والتنسيق مع أفضل المؤسسات التعليمية في المنطقة والعالم، لافتا إلى أن استراتيجية المؤسسة تضع الخطوط العريضة لاختيار أفضل البرامج التي تسهم في تطوير جودة التعليم الأساسي عبر تعاونها مع المؤسسات العالمية المتخصصة في هذا المجال.