أبوظبي - راشد الظاهري
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور أنور قرقاش، أن "الحرب الحالية ضد "تنظيم داعش" ليست صراعًا داخل الإسلام بل هي حرب نخوضها ضد التطرف"، مشددًا على أن "التطرف العنيف ليس مشكلة إسلامية فقط".
جاء ذلك التصريح في كلمته التي ألقاها في الجلسة الثالثة في قمة البيت الأبيض حول مكافحة التطرف العنيف الخميس، تحت عنوان "إضعاف شرعية وتأثير علامة التطرف العنيف .. السياسات والبرامج الفعالة والتحديات ورسم طريق التقدم في المستقبل".
وذكر الدكتور قرقاش أنه "من أجل إضعاف داعش وإفشال رسالتها الخبيثة والضارة، علينا أن نوحد جهودنا لإحباط واعتراض اتصالاتها".
وأضاف "علينا في هذا الصدد أيضًا أن ندعم علماء وسلطات ومرجعيات الإسلام الوسطي والمعتدل وأن نمدهم برؤية ثاقبة وصوت عال".
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية على أن "دولة الإمارات كانت ولاتزال أحد المناصرين والداعين الدائمين للأجندة المعتدلة في الشرق الأوسط من خلال رعايتها واحتضانها واستضافتها للمبادرات المعتدلة مثل مجلس حكماء المسلمين ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومركز هدايا لمكافحة التطرف العنيف".
وأوضح أن جماعات التطرف العنيف تركز في كل مكان على نحو متزايد على مواردها من أجل خلق علامات مميزة وقوية يمكن أن تستخدمها من أجل نشر التطرف وتجنيد الأفراد الأضعف في مجتمعاتنا، ولتحقيق أهدافها تستغل هذه الجماعات بذكاء مساحة الحريات التي توفرها منابر التواصل الاجتماعي والإنترنت وتختبىء بشكل ماكر وراء الحصانات التي نوفرها لحرية الخطاب والتعبير.
وتابع "أقول بكل صراحة ووضوح للذين يعتقدون أن التطرف العنيف هو مشكلة إسلامية إن الأمر ليس كذلك لأن التطرف العنيف ظاهرة تم استغلالها من مختلف المعتقدات والأديان بل إنها تتحدث الكثير من اللغات، ولهذا فإن حربنا الحالية ضد "تنظيم داعش" ليست صراعًا داخل الإسلام بل هي حرب نخوضها ضد التطرف.
وأردف للأسف "داعش" أصبحت رائدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خططها الشريرة ونجحت في خلق علامة مثيرة للاشمئزاز لكنها قوية ذات أصداء عالمية، وللأسف أيضًا فإن دعاية الكراهية لداعش مازالت تجذب إليها حشدًا من المقاتلين الأجانب وتستمر في خداع الأفراد المغرر بهم لتنفيذ هجمات متطرفة من تلقاء أنفسهم.
واستطرد الوزير الإماراتي "نجاح داعش الواضح يثير المخاوف بأن تشكل طرق التنظيم القتالية برنامج عمل للجماعات المتطرفة الحالية والمستقبلية حول العالم، ولذا يجب أن يكون تفكيك ورفض تنظيم داعش القوية وايديولوجية الكراهية من الأهداف الملحة والهامة في جهودنا لمكافحة التطرف العنيف.
وقال من أجل إضعاف علامة داعش وإفشال رسالتها الخبيثة والضارة علينا أن نوحد جهودنا لإحباط واعتراض اتصالاتها وأن نركز في هذا الشأن على عدد من القضايا الأساسية، مثل التزام الحذر الشديد فيما يتعلق بالعبارات والمصطلحات حتى لا نساهم من غير قصد في الترويج لعلامة داعش الضارة.
وأكد ضرورة الوحدة القوية في حربنا ضد داعش ولا يجب أن نسمح لأجندتها الطائفية بأن تزرع بذور الفرقة والشتات بيننا، موضحًا أهمية تحقيق التوازن العادل بين حماية وصون قيم حرية الخطاب والتعبير واحترام القيم الدينية والتقاليد لكل الأفراد في مجتمعاتنا.