دبي - جمال أبو سمرا
اعتقدوا خاطئين ان شبكة المواصلات المتطورة وتسهيلات وسلاسة إجراءات السفر والشحن عبر المنافذ البرية البحرية والجوية الاماراتية التي يشار لها بالبنان من مختلف دول العالم ستتيح لهم تنفيذ مخططهم الاجرامي بإغراق دولة خليجية كبرى باطنان وملايين الاقراص المخدرة.
وبحسب أوراق القضية التي ستنظرها محكمة التمييز في دبي في السادس من تموز/ يوليو المقبل فقد تمكن رجال مكافحة المخدرات في شرطة دبي من رصد وصول (3 ملايين 616 الفا 188 قرصا مخدرا بزنة 640 كيلو جراما) إلى دبي وراقبوها بشكل لصيق عن كثب حتى اللحظة التي استقرت في مستودعات مخصصة لإعدادها فيما بعد بحسب مخططات العصابة للشحن إلى المملكة العربية السعودية.
ظن خفافيش الليل أن الأمر استقر لهم، ولكن هيهات فقد وقعوا في شر أعمالهم حينما انقضت عليهم الاعين الساهرة، والقت القبض عليهم متلبسين، وتم تحويلهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل أمام محاكم دبي.
يؤكد نقيب في الادارة العامة لمكافحة المخدرات في إفادته بتحقيقات النيابة العامة إن الحكاية بدأت بورود معلومات موثوقة المصدر حول عزم تشكيل عصابي يستورد ويصدر المواد المخدرة، بتهريب كميات كبيرة من الاقراص المخدرة إلى المملكة العربية السعودية
وبين أن الخطة التي أعدتها القيادة لإحباط المحاولة الاجرامية ارتكزت على تقمص أحد رجال المكافحة لدور الوسيط الذي سينقل الكمية بسيارته إلى السعودية، مشيرا إلى أن رجل المكافحة الذي وقع عليه الاختيار للقيام بهذه المهمة تمكن خلال وقت قصير من انتزاع ثقة احد افراد العصابة، واتفق معه أن يوفر سيارة شحن، ويقودها بنفسه لنقل الحبوب المخدرة إلى السعودية وطلب منه رجل العصابة أن يرهن جواز سفره كضمان لعدم تصرفه بكمية المخدرات أو التلاعب بها.
جهزت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات جواز السفر المطلوب، وسيارة الشحن التي تم إحاطة المكان الذي وضعت فيه بـ10 دوريات أمنية للمراقبة والمتابعة والتدخل السريع إذا لزم الأمر والمداهمة والاقتحام والضبط، وفي الموعد المحدد حضر رجل العصابة والتقى مع عنصر الشرطة وأخذ منه جواز السفر وتناول هاتفه وتحدث فيه مع أحد الاشخاص خارج الدولة.
بعد لحظات من استخدام رجل العصابة لهاتف عنصر الشرطة تلقى الاخير اتصالا دوليا ابلغه فيه المتحدث بضرورة التوجه إلى منطقة القصيص، وترك السيارة وبداخلها مفاتيحها خلف إحدى صالات البلياردو، وبعد لحظات حضر شخصان ودارا حول سيارة الشحن بمركبتهما فيما هبط احدهما، وبدأ يتفحص بالسيارة حتى تأكد من عدم وجود كاميرات أو أجهزة تسجيل وقادها تحت أعين أفراد الدوريات الامنية إلى أحد المستودعات، وتم تحميلها بكمية الاقراص المخدرة واعادتها إلى ذات المكان الذي كانت متوقفة فيه لتتم مداهمتهم بسرعة كبيرة من قبل رجال المكافحة والقاء القبض عليهم وضبط كمية الحبوب المخدرة.
يشار هنا الى ان محكمتي الجنايات والاستئناف بدبي فصلت في هذه القضية عقب مداولات استمرت منذ تشرين الأول/ أكتوبر في العام 2013 وتنظر محكمة التمييز يوم السادس من تموز/ يوليو المقبل.