بكين ـ علي صيام
تعاون جراح صيني مع طبيب إيطالي للتحضير لإجراء أول عملية لزراعة رأس إنسان في العالم، ويخضع رجل روسي يعاني من حالة طبية خطيرة ليكون أول شخص يجري هذه العملية التي نصح بها الطبيبان سيرجيو كانافارو، ورين تشايوبينغ.وذكر الدكتور كانافارو أن هذه العملية ستغير مجرى التاريخ، ويمكن أن تساعد في علاج الحالات المستعصية مثل مرض ضمور العضلات، وأشارت جريدة "Times of India" إلى أن الدكتور كانافارو أعلن في مؤتمر علمي في شمال شرق الصين، أنه وشريكه الجديد يخططان لإنشاء فريق طبي متخصص لمنح المريض سبيريدنوف هيئة جديدة.
ومن المقرر إجراء العملية في المستشفى التابع لجامعة هاربين" الطبية في مقاطعة هيلونغجيانغ في الصين، وأضاف الدكتور كانافارو مخاطبا الجمهور في مؤتمر العلم الحدودي "يعتبر الدكتور رين الشخص الوحيد في العالم الذي يمكنه قيادة هذا المشروع، وتعتبر الصين الخيار الأمثل لتنفيذ مثل هذه العملية نظرا لقدراتها التنظيمية والتشغيلية المتميزة".
وذكر العالم الذي يتلقى أكثر من 2 مليون دولار كتمويل أكاديمي وحكومي، أن فريقه لن يستسلم لمجرد أن أبحاثهم مثيرة للجدل، وذلك وفقا لما نقلته عنه جريدة "التايمز"، وقال المريض سبيريدنوف، وهو عالم الكمبيوتر يبلغ من العمر 30 عامًا لجريدة "ميل أونلاين"، أنه مستعد لوضع ثقته في الخبراء الذين يزعمون أنهم سيقطعون رأسه ويصلونها بجسم صحيح، مضيفا "قراري نهائي ولا أنوى تغييره"، وكشف سبيريدنوف عن رغبته في الحصول على جسم صحيح قبل أن يموت جراء إصابته بمرض ضمور العضلات وهو مرض وراثي نادر.
وأوضح موقع "China.org" نقلا عن الدكتور كانافارو قوله إن نجاح زراعة الرأس سيغير مسار التاريخ البشري من خلال علاج الحالات الطبية المستعصية، وأجرى الدكتور رين (53 عامًا) من جامعة "هاربين" الطبية، 1000 عملية زراعة رأس على الفئران منذ عام 2013، ويخطط هذا العام لتنفيذ العملية على القرود.
وتمكن رين من الوصول إلى البقاء على قيد الحياة لمدة يوم واحد في الفئران من خلال اختبار الأساليب المختلفة لتوقيف الفئران عن رفض أجسامها الجديدة أو رأسها الجديدة، إلا أنه ما زال هناك الكثير من العمل الذي يمكن القيام به لإعطاء فرصة أخرى للإنسان للبقاء على قيد الحياة، ويأتي الجسد الجديد في العمليات الإنسانية من مانحين تعرضوا لضمور في الدماغ ولكن بقى الجسد صحيحا.
ويجب أن تُقطع رأس كل من المتبرع والمريض من الحبل الفقري في نفس الوقت باستخدام شفرة حادة جدا ونظيفة، ثم توضع رأس المريض على جسم المتبرع ويتم تثبيتها بواسطة مادة تشبه الغراء تسمى "بولي ايثيلين جلايكول" لصهر طرفي الحبل الشوكي معا، ويتم تخييط العضلات والأوردة الدموية معا، وبعدها يوضع المريض في غيبوبة لمدة أربعة أسابيع لمنعه من الحركة حتى تلتئم الرأس والجسم معا، ويفترض أن يكون المريض قادرا على الحركة والشعور بوجهه والتحدث بنفس الصوت عندما يستيقظ.
وتساعد عقاقير كبت المناعة القوية على توقيف رفض الجسم الجديد، وأوضحت جريدة "The Times of India" أن الطبيبين اعترفا بوجود بعض الصعوبات عند ربط الجهاز العصبي مع الأوعية الدموية والحبل الشوكي، وتحتاج العملية لتصميم أجهزة متخصصة تسهل من فرصة إجراء عملية زرع الرأس في الإنسان، وربما تقف الهيئات الأخلاقية أمام إجراء هذه العملية المثيرة للجدل.
وذكر الخبير في أخلاقيات الطب من معهد العلوم الإنسانية الطبية في جامعة "بكين" وانغ يفانج، انه "برغم إمكانية استخدام جسم المتبرع وأعضاءه لمساعدة الناس، إلا أن الأمر ربما لا يكون عادلا، فضلا عن صعوبة العثور على المتبرعين"، وأوضح المنتقدون أن خطط الدكتور كانافارو هي نوع من الخيال، ووصف مدير الأخلاقيات الطبية في المركز الطبي في جامعة "نيويورك" آرثر كابلان الدكتور كانافارو بأنه "مخبول".
وذكر الرئيس المنتخب للجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب الدكتور هانت بتجر لـ"سي إن إن"، "لا أتمنى أن يحدث هذا لأحد ولن أسمح لأحد أن يفعل هذا بي، فهناك أشياء كثيرة أسوأ من الموت"، إلا أن المريض سبيريدنوف يتم تجهيزه لإجراء العملية المقرر عقدها في كانون الأول/ديسمبر 2017".
وأكد سبيريدنوف "أنا أقدر حياتي كثيرا وأرغب أن أعيشها على أكمل وجه، وأحب عملي كثيرا وأعمل كثيرا، وأسافر لإجراء الكثير من الأعمال أيضا، ولكني أيضا أهتم بالعلم والتكنولوجيا، وأعتقد أنها يمكن أن تساعد في حل المشكلات الإنسانية غير القابلة للحل مثل علاج الأمراض المستعصية، وعندما أتيحت لي الفرصة للمشاركة في شيء كبير مثل هذه العملية لم أتردد وبدأت بالتفكير في الأمر، وما أشعر به حقا هو نوع من الصبر اللطيف كأنني أحضر لشيء مهم طوال حياتي وبدأ يحدث الآن".
وأضاف "كل شيء يسير وفق خطة الدكتور كانافارو، ويستغرق الأمر عامين للتخطيط لإجراءات العملية، ومن المتوقع أن تتكلف العملية 7.5 مليون إسترليني، وأن تستمر لمدة تصل إلى 36 ساعة"، وتهدف الخطة إلى تبريد رأس سبيريدنوف وجسم المتبرع لتمديد فترة حياة الخلايا دون أكسجين.
وأوضح سبيريدنوف مازحا، أن أول شيء سيفعله بعد العملية هو الذهاب في عطلة، مضيفا "حتى الآن فأنا مشغول جدا ولم أحظى بعطلة حقيقية لأعوام عديدة، وهناك ملاحظة مهمة وهي أن هذه العملية تهدف إلى استعادة استقلال الناس شديدي الإعاقة، وعندما أستعيد هذا يمكنني الشعور كيف تبدو حياة الأشخاص الأصحاء"