أبوظبي - فيصل المنهالي:
أشاد وزير الدولة الإماراتي المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر بالعلاقات الثنائية القوية التي تجمع دولة الإمارات مع بريطانيا والشراكة الاستراتيجية التي تربط بينهما في مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك للبلدين وشعبيهما الصديقين.
جاء ذلك في كلمة خلال فعالية خاصة استضافتها مدينة مصدر حول التعاون الدولي والعمل المشترك لمواجهة تحديات تغير المناخ والدفع قدما بتطوير قطاع الطاقة المتجددة قبيل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية سلط فيها الضوء على الدور الذي تضطلع به الإمارات عبر شركة ومعهد "مصدر" في مواجهة تحديات تغير المناخ وتطوير قطاع الطاقة النظيفة .
وأوضح الجابر: "تنفيذا لتوجيهات القيادة تقوم دولة الإمارات بجهود كبيرة من أجل المساهمة مع المجتمع الدولي في التصدي لتداعيات تغير المناخ والحد منها ونؤمن في دولة الإمارات بأن نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة يسهم في تحقيق هذا الهدف فضلا عن توفير مجموعة من الفوائد التي تشمل تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي".
وأضاف إنَّ "جهودنا في مجال الطاقة النظيفة تشكل أحد الركائز الأساسية التي يقوم عليها التعاون بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة حيث تجمعنا رؤى مشتركة حول الأهمية المتزايدة للطاقة النظيفة ودورها الحيوي في تحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة".
وتابع: "في هذا الإطار أود أن أشيد بالتعاون مع المملكة المتحدة في مجال محطات توليد الكهرباء من الرياح البحرية والتي تشكل إحدى قصص النجاح المميزة التي كان لها دور كبير في تطور ونمو القطاع في بريطانيا حيث نفخر في دولة الإمارات بالمساهمة في هذا النجاح عبر استثمارات مصدر".
وأشار الجابر إلى أن قدرة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البحرية في بريطانيا تبلغ 5 غيغاوات وهو ما يساوي نصف القدرة العالمية، موضحًا أن "مصدر" تسهم بنحو اثني عشر في المائة منها عبر مشروع "مصفوفة لندن" أكبر محطة لطاقة الرياح البحرية في العالم.
ونوه إلى سعي بريطانيا بحلول عام 2020 لأن تسهم الطاقة المنتجة من الموارد المتجددة بنسبة 15 في المائة من إجمالي الطاقة التي تنتجها، قائلًا: "نحن ملتزمون بدعم هذا النمو من خلال مساهمة "مصدر" في مشروع محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية بقدرة 402 ميغاوات بالتعاون مع شركائنا ستات أويل وستات كرافت".
وأشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث في بريطانيا فيليب هاموند، خلال كلمته، بالتزام الإمارات بتحقيق الأهداف التي حددتها في مساهماتها المستهدفة على الصعيد الوطني واصفا هذه الأهداف بالجريئة والمثيرة للإعجاب.
وأبرز الوزير البريطاني أنَّ الإمارات تستثمر في عدد من كبريات محطات الطاقة الشمسية في العالم كما أنها في طليعة الدول الداعمة للابتكار في مشاريع مثل محطات تحلية المياه العاملة بالطاقة الشمسية، ومع امتلاكها حصة تصل إلى 35% في مشروع دادجون لطاقة الرياح وحصة 20% في مشروع مصفوفة لندن تصل استثمارات الإمارات إلى مليار جنيه إسترليني في مشاريع طاق الرياح مما يجعلها أحد أكبر المستثمرين في هذا القطاع.
وأضاف هاموند: "يحسب لدولة الإمارات أنه رغم امتلاكها سابع احتياط من النفط والغاز على مستوى العالم والذي يمكن تصديره على مدى عقود قادمة فإنها بدأت التخطيط لمستقبل ما بعد النفط".
وحول مؤتمر الدول الأطراف الذي سيعقد في باريس قال هاموند إنَّ "تغير المناخ تحد عالمي ولذلك يجب أن تكون الاستجابة له عالمية"، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق يتسم بالفعالية الكافية يسمح بتوحيد الجهود ويتيح فرصا متساوية أمام الدول للتطور والنمو والمستدام ويعمل في ذات الوقت على تشجيع الاستثمار وتعزيز الابتكار.
ونوه إلى "إعلان أكثر من 150 دولة عزمها خفض الانبعاثات الضارة تدريجيا ولا تقتصر هذه التعهدات على الدول المتقدمة فقط بل إن العديد من الدول ذات الاقتصادات الناشئة تخطو خطوات فاعلة تهدف لتأمين مستقبل طاقة مستدام وآمن يضمن الرخاء والتقدم لها".