أبو ظبي ـ سعيد المهيري
أكدت رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك كون هيه أن بلادها أرست أسس شراكة استراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة الشرق الأوسط متوقعة أن تتطور العلاقات الثنائية بين البلدين إلى العديد من المجالات في المدى الطويل.
وأعربت فخامة الرئيسة بارك كون هيه في حديث لوكالة أنباء الإمارات عن رغبة بلادها في توسيع علاقات التعاون مع الإمارات لتشمل المجالات كافة بما فيها الصحة والطب والملكية الفكرية وبراءة الاختراع وتكنولوجيا المعلومات والطاقات المتجددة والجديدة، منوهة بسعي البلدين لتعزيز التعاون في مجالات القيمة المضافة العالية التي ستصبح محركات نمو جديد للبلدين في المستقبل استعدادا لفترة ما بعد النفط، وأكدت أن إمكانات التعاون الاقتصادي بين البلدين كبيرة وبالغة في المستقبل.
وردا على سؤال عن تقييم فخامتها لتطور العلاقات بين البلدين بعد سنتين منذ توليها الرئاسة وفي إطار تبادل البلدين للزيارات الدورية على مستوى كبار المسؤولين، وأشارت إن تبادل الزيارات العديدة على مستوى كبار المسؤولين بين البلدين في السنتين الماضيتين أتاح العديد من الفرص السانحة لتعزيز وتوثيق العلاقات الثنائية، مشيرة في هذا الصدد إلى أهمية زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لكوريا في شباط/ فبراير من العام الماضي وإلى زيارتها للإمارات.
وأعربت عن قناعتها بأنه إذا بذل البلدان مزيدا من الجهود للتعاون في مجالات القيمة المضافة العالية التي تعد محركات نمو جديدة بما فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والبنوك والمالية والمفاعلات النووية والصحة والطب تجاوزا لمجالات النفط والغاز والإنشاءات والبناء والمصانع القائمة، فإن ذلك يضع أسسا وأطرا متينة للتعاون بين البلدين. وتمنت الرئيسة الكورية أن يبني البلدان معا مستقبلا أفضل لتحقيق الازدهار المشترك من خلال توطيد محتويات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وردا على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن العلاقات بين جمهورية كوريا والإمارات العربية المتحدة مقصورة على مجال الطاقة وأي مجال تراه مهما على المدى البعيد خاصة مع مشاركة عدد من الشركات الكورية في إنشاء أول محطة للطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة وتوقيع المؤسسة الكورية الوطنية للبترول "كنوك" لعقد امتياز نفطي في أبوظبي والسعي لمزيد من عقود الامتياز، وأوضحت الرئيسة الكورية إن البلدين كانا ومازالا يطوران علاقات الصداقة والتعاون بينهما منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1980 انطلاقا من التركيز على مجالي النفط والغاز والإنشاءات والبناء.
وأضافت أن بناء كوريا المفاعلات النووية التي يجري إنشاؤها في محطة براكة للطاقة النووية له أهميته البالغة ليس في الوقت الحاضر بل في المستقبل أيضا كمشروع رمزي وضع أسسا للتعاون الذي يستمر لأكثر من قرن.
وأعربت عن تطلع بلادها إلى توسيع علاقات التعاون لتشمل جميع المجالات بما فيها الصحة والطب والملكية الفكرية وبراءة الاختراع وتكنولوجيا المعلومات والطاقات المتجددة والجديدة، وأشارت " إنني في هذا السياق أضع أهمية كبيرة على توثيق التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة في الآونة الأخيرة".
ونوهت في هذا الصدد في مجال الصحة والطب الذي شهد تطورا كبيرا ومن المقرر مشاركة كوريا في بناء أنظمة الملكية الفكرية بشأن الفحص الموضوعي لطلبات براءات الاختراع في الإمارات العربية المتحدة وتمنت للبلدين مزيدا من التعاون في المستقبل.
وأعربت عن اعتقادها بأن صناعتي تكنولوجيا المعلومات والطاقات المتجددة والجديدة ستكونان صناعتين واعدتين مطلوبتين للتعاون بين البلدين نظرا لأن كلا البلدين يطور الصناعتين كمحرك نمو جديد.
وأشارت إلى أن كوريا تتقدم في صناعات الإنتاج والتصنيع مثل السيارات وبناء السفن وأشباه الموصلات.. وأوضحت " إنني على يقين بأن كوريا ستكون شريكا للإمارات في سياسة تنويع الصناعات التي تتبعها مثل "رؤية الإمارات 2021" و"رؤية أبوظبي 2030".
وردا على سؤال عن توقعاتها بشأن توسيع العلاقات الاقتصادية بين جمهورية كوريا والإمارات العربية المتحدة قالت فخامتها إن بلادها حققت نموا ملموسا في الفترة الوجيزة على أساس الموارد البشرية المتميزة وحققت الإمارات أيضا نموا ملموسا على أساس التميز الجغرافي كمركز في المنطقة.
وأضافت أن كوريا تتبع في الوقت الحاضر سياسة الإبداع لتحقيق طفرة جديدة على أساس "الخطة الثلاثية للإصلاح الاقتصادي" وتتبع الإمارات سياسة الإصلاح لتحقيق طفرة جديدة على أساس "رؤية الإمارات 2021".
ولفتت " أعتقد أن التقاء النقاط هكذا وصل بالبلدين إلى بناء الثقة المتينة بين البلدين وتطورت العلاقات الثنائية على أساسها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي تستمر لأكثر من مئة عام في المستقبل".
وأشارت إلى أن كوريا تتقدم في مجالات التصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصحة والطب، أما الإمارات فلديها الطاقة والرأسمال، وقالت إن البلدين لديهما المزايا المتكاملة اقتصاديا، لذلك أعتقد أن إمكانات التعاون الاقتصادي بين البلدين كبيرة وبالغة في المستقبل.
وتمنت الرئيسة الكورية للعلاقات الوثيقة بين البلدين أن تتنوع لتشمل جميع المجالات وأن يعود التعاون الثنائي بمنافع على البلدين لدخول أسواق جديدة بالاشتراك كنموذج تعاون جديد.