ابوظبي- سعيد المهيري
أكد رئيس جمهورية سيشل جيمس ميشيل أن العلاقات التاريخية مع دولة الإمارات أسهمت في دعم واستقرار وتطور سيشل في شتى المجالات.
وذكر أن أبو ظبي قدمت منحا مالية مباشرة بقيمة 52.3 مليون دولار خلال الأعوام العشرة الماضية لحل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها سيشل وذلك بناء على توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ودعم ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأضاف أنه "بفضل هذا الدعم والتعاون فان بلادنا مقبلة على مرحلة جديدة من التطور والإزهار خاصة في قطاع البنى التحتية والخدمات والإسكان والطاقة وتطوير مصادر مياه الشرب والكهرباء".
وأشاد بمواقف دولة الإمارات لدعم جهود سيشل في تطوير البنى التحتية وبرامج الإصلاح الاقتصادي وتحسين ظروف المعيشة للسكان من خلال إنشاء مساكن جديدة وبناء محطات لتحلية المياه وتوليد الكهرباء وبناء طرق وجسور لتحسين شبكة المواصلات، داعيا القطاع الخاص ورجال الأعمال من الإمارات للاستفادة من الحوافز المقدمة لهم للاستثمار في قطاعات الإسكان والتعليم والطرق والسياحة والبنى التحتية وقطاع الطاقة المتجددة والمياه والكهرباء وبناء مارينا حديثة لليخوت والقوارب.
وأشار إلى أن شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر" دشنت مؤخرا محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح في سيشل بطاقة 6 ميجاواط والتي تعد أول مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة على نطاق المرافق الخدمية في الجمهورية وتسهم المحطة في تأمين أكثر من 8 في المائة من إجمالي احتياجات جزيرة "ماهي" التي يقطنها ما يزيد على 90 في المائة من سكان جمهورية سيشل وتعد أكبر جزرها إذ تزود 2100 منزل بالكهرباء.
وذكر رئيس سيشل أن ابو ظبي باعتبارها عاصمة الطاقة المتجددة في العالم سوف تستضيف قمة الاقتصاد الأزرق " بلو ايكونومي " في يناير 2016 على هامش قمة الطاقة وذلك بالتعاون مع حكومة سيشل للتركيز على الآفاق الجديدة لاقتصاديات الطاقة المتجددة في دول المحيط الهندي والباسيفيك للمرحلة المقبلةـ
وأشار إلى أن مساعدة الإمارات للعديد من الدول الآسيوية الواقعة على المحيط الهندي والباسيفيك في إيجاد مصادر من الطاقة المتجددة يعبر عن رؤية حكيمة تسعى إلى نشر وتوفير أمن الطاقة للدول الفقيرة.
وأكد أن إستراتيجية دولة الإمارات في هذا المجال مهمة جدا لأنها ستعطي الأمل لدول الباسيفيك في الحصول على موارد جديدة للطاقة من الشمس والرياح والتغلب على النقص الحاد في الطاقة لعدم توفر مصادر للنفط والغاز وبسبب ضآلة الموارد المالية لاستيراد المحروقات من الخارج.
وأضاف أن دبلوماسية الطاقة المتجددة لدولة الإمارات تكرس الأمن والاستقرار في دول المحيط الهندي والباسيفيك وتحد من عمليات التهريب والاتجار بالبشر والقرصنة البحرية والتطرف الديني والعرقي.
وتابع أن "أمن المحيط الهندي هو جزء لا يتجزأ من اهتمام قيادة دولة الإمارات لتكريس السلام والاستقرار في تلك المنطقة كما أننا كلنا شركاء مع الإمارات في هذه المهمة العظيمة".
وذكر أن الدور الحالي والمستقبلي للإمارات يرتكز على أن أمن المحيط الهندي هو جزء من امن منطقة الخليج ولذلك فان الجميع يعترف الآن بهذا الدور في ظل تراجع عمليات القرصنة البحرية والهجرة غير المشروعة، مؤكدا على أن عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن والصومال ضروري لضمان بناء أمن حقيقي في المحيط الهندي.
واعتبر أن هذا الدور الدبلوماسي والتنموي النشط لدولة الإمارات في تلك الدول الصغيرة والفقيرة جعلها دولة محورية هامة في المنطقة ووسط الأسرة الدولية.
وشدد على أهمية قيام دولة الإمارات ببناء مقر قيادة حرس السواحل والقاعدة البحرية العسكرية في سيشل والتي تعد شهادة لعلاقات الصداقة القوية بين البلدين، مؤكدا أن هذه القاعدة تعتبر من احدث القواعد البحرية في المنطقة والتي سوف تحسن قدرات سيشل على الرد على التهديدات البحرية وستكون قادرة على الصمود في بيئة سريعة التغير.