دمشق - نور خوّام
نفذ المتشددون من تنظيم "داعش" المتطرف، هجومين جديدين على مدينتي الحسكة وكوباني شمال سورية الخميس بعد تنفيذهم لعدة تفجيرات وسيطرتهم على بعض المناطق في المدينتين، في حين شنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية مكثفة على أماكن تواجد التنظيم. وجاءت الهجمات الجديدة من قبل "داعش" بعد أكثر من أسبوع على خسارته مقاتليه في بلدة تل أبيض على الحدود التركية، أمام الميليشيات الكردية والثوار العرب ما اعتبره البعض نكسة إستراتيجية للتنظيم، وردا على ذلك، يبدو أن "داعش" يحاول مواجهة خسائره مع هجمات على مواقع أخرى يعتبرها ضعيفة وهو تكتيك استخدم من قبل.
وذكر نشطاء أكراد داخل كوباني، أن مقاتلي "داعش" تنكروا في زي رجال الميليشيات الكردية وتسللوا إلى المدينة عند الفجر، عندما كان عدد قليل من الناس مستيقظا، ثم انفجرت شاحنة مفخخة كبيرة عبر البلدة الحدودية مع تركيا، وبدأت اشتباكات بين المجاهدين والقوات الكردية المحلية.
وأشار الناشط الكردي في كوباني باران ميسكو، أن "مقاتلي داعش دخلوا الأحياء وقتلوا المدنيين في طريقهم"، وأضاف أن "حوالي 100 مقاتل من التنظيم تنكروا في زي السكان المحليين واتخذوا مواقع في كوباني، المدينة الحدودية الإستراتيجية بالقرب من الحدود السورية مع تركيا".
ولفت ميسكو مساء الخميس، إلى أن المسلحين يتحصنون في المدرسة التي تم تحويلها إلى مستشفى وتم أخذ عدد من الأسر الكردية كرهائن، فيما ذكر ناشط كردي آخر صالح مسلم، أن القتال استمر حتى وقت متأخر من الخميس، وأن قناصة التنظيم منعت الطواقم من إزالة الجثث الملقاة في الشوارع، وبات عدد القتلى من القتال غير واضح.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الصراع من بريطانيا من خلال الاتصالات، أن 14 من مقاتلي "داعش" قتلوا 35 مدنيًا فضلا عن المقاتلين الأكراد، وأفاد ناشطون بأن عدد الضحايا ارتفع فعلًا، لكنهم أوضحوا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على عدد أكثر دقة بسبب استمرار القتال.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في الانفجار الذي وقع عبر الشاحنة الأولى.
يذكر أن كوباني والمعروفة باسم عين عرب، اكتسبت مكانة بارزة في الكفاح ضد "داعش" العام الماضي، عندما خاض المقاتلون الأكراد منذ أشهر قتالا مع التنظيم في كانون الثاني/يناير مع مساعدة من الغارات الجوية المكثفة بقيادة واشنطن في العراق وسورية